الشعبية وأنسنة الحرب

الرأى اليوم
الشعبية وأنسنة الحرب
🔹الحرب هى أكثر وسائل التعبير السياسى عنفاً ودماراً عرفتها الإنسانية منذ الأزل ودمغتها بأبشع التجاوزات
لذلك إهتم الضمير الإنسانى بضرورة تنظيم الحرب وتقنينها
فصدرت أول شرعة قانونية تنظم الحروب فى عام ١٨٦٤ثم تم تطويرها عبر عصبة الأمم ومن ثم الأمم المتحدة فقد أصبحت هناك أربعة إتفاقيات دولية تنظم الحرب بين الدول والحروب الأهلية داخل الدولة الواحدة
من حيث التعامل مع الجرحى والأسرى والمدنيين فى مناطق النزاع
🔹الحركة الشعبية لها تاريخ طويل ومجهودات مقدرة فى محاولة أنسنة الحرب من خلال الإلتزام بموجهات القانون الإنسانى الدولى فى ظروف صعبة وواقع محلى معقد لايخلوا من رغبة فى إنتهاك القانون
🔹لقد كنت بالأراضى المحررة بجنوب السودان عدة مرات فى أكثر اللحظات عنفاً فى تاريخ الحرب الأهلية (صيف العبور )
فقد إلتقيت أول أسير من القوات المسلحة لدى الحركة الشعبية فى منطقة جبل بوما تحت قيادة الكومندر بول مادوت الأسير هو الضابط محمد المصطفى الذى تزوج إبنة السلطان وليم ديدى فقد كان يعيش كما كل الناس فى هذه المناطق فقد إصطحبنى لمنزله لتحية زوجته وابنته ذات العام
🔹الإحتكاك الثانى مع الأسرى كان فى. عمق الإستوائية حيث زرت بصحبة الكوماندر كوال منجانق قائد الإستوائية فى تلك الفترة معسكر الأسرى كان المعسكر به عشرات من أسرى القوات المسلحة من بينهم إثنين. ضابط عظيم برتبة عميد وعقيد فقد كان الضبط والربط واضحاً تحدث الضابط الكبير نيابة عن جنوده فقد كانت تصلهم ذات الإمدادات التى تصل قوات الحركة الشعبية وكان الصليب الأحمر ينقل رسائلهم لذويهم
🔹كما شاهدت شريط الفيديو الذى خاطب فية الدكتور جون قرنق أسرى معركة ييي التى إنهارت فيها القوات المهاجمة وكان عدد الأسرى بالمئات حيث طمئنهم دكتور قرنق على حياتهم بلغة بسيطة لكنها معبرة قال لهم ( خلاص الخطر فات وقت الدشمان لكن إنتو الآن فى أمان على حياتكم)
وقد كان فقد أفرجت الحركة الشعبية عنهم وسلمتهم للصليب الأحمر بحضور القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول فتحى أحمدعلي
🔹الحركة الشعبية لها تاريخ ومصداقية فى أنسنة الحرب ومحاولات مقدرة للإلتزام بالقانون الدولي لذلك ليس مستغرب من قيادة الجيش الشعبى هذا التصرف وإطلاق سراح هذا العدد من الأسرى
🔹فى المقابل القوات المسلحة تاريخها مخزى فى التعامل مع أسرى الحرب وخاصة فى عهد الإنقاذ حيث الموقف الرسمى للنظام هو تصفية الأسرى (أكسح أمسح ما تجيبوا حي)عبارة أحمد هارون وآلى ج كردفان أو أضرب لتقتل Shoot to killعبارة السيد على عثمان محمدطه
فى حق المدنيين فى مناطق الحرب
هذا بالإضافة لسياسة العقاب الجماعى للمدنيين من خلال القصف العشوائى وإستخدام الأسلحة المحرمة دولياً
🔹سجل الإنقاذ فى التعامل مع الأسرى مفزع من قبح ما فيه من إنتهاكات
لقد سمعت روايات مؤكدة لتصفيات بشعة للأسرى فى معركة قوز دنقوا الأخيرة ضد قوات حركة العدل والمساواة
🔹لقد أدارت الحركة الشعبية ملف إطلاق هؤلائي الأسرى بذكاء وخبرة سياسية ودبلوماسية حققت من خلالها مكاسب سياسية ودبلوماسية مستحقة لها تمثلت فى الآتى
🔺من بداية إسم العملية التى حملت إسم الشهيد العميدأحمد بحر هجانة فهو أسير قتلته الحكومة فى الأسر فالإسم توثيق ذكى و إدانة فى مقدمة العملية ٦/٠ لصالح الحركة
🔺ثانياً تمكنت دبلوماسية الحركة من إشراك الرئيس موسفينى مما أعطى عملية تبادل الأسرى بعداً إقليمياً ودوليا
🔺مشاركة الصليب الأحمر أيضاً تحسين لسجل الحركة الشعبية داخل منظمات الأمم المتحدة المختلفة كمجموعة غير نظامية محاربة ملتزمة بالقانون الدولى بينما الحكومة هى الخارجة على القانون
🔺الزخم الأعلامى الذى صاحب العملية مجهود ضخم لرأسمال سياسي لصالح الحركة الشعبية
🔺الختامة لمكاسب الحركة الشعبية المستحقة هى الفرحة التى عمت السودان فى كل إتجاهاته بإطلاق الأسرى من أسرهم الممتددة ومعارفهم والشعب السودانى عامة
الرأى اليوم تهنئ الحركة الحركة الشعبية قيادة وجماهير على موقفهم المشرف فى أنسنة الحرب.
صلاح جلال
تشكر على المقال يا كمرد صلاح……
تشكر على المقال يا كمرد صلاح……