مقالات سياسية

غفر الله لها ولهم ..!

?العقل العظيم هو العقل الذي لا يحمل نوعاً? .. كولريدج ..!
ونحن على أعتاب يوم المرأة العالمي أفردت العزيزة ?آخر لحظة? – في عددها الصادر ليوم أمس – مساحة مقدرة من صفحتها الأخيرة لسيرة ومسيرة الراحلة د. ليلى زكريا عبد الرحمن،العالمة السودانية العظيمة التي أثبتتحيادها النوعي، وتوَّجت كفاحها المهني باكتشافات باهرةعَبَرت بقيمتها العلمية سياج الأنوثة إلى رحابة الانتماء الإنساني ..ومن اكتشافاتها ذات العائد الاقتصادي الكبير وصولها إلى طريقة جذرية جديدة لزراعة قصب السكر ببذور صناعية أقل إنتاجية وأقل تكلفة، وقد أعطت العالمة الراحلة المصانع السودانية حق الاستفادة المجانية من اكتشافها الذي منحت عليه براءة الامتياز من شتى بقاع العالم ..!
قبل رحيلها كان للراحلة ليلى زكريا حكاية ? مضحكة مبكية – مع غارات الفقه الذكوري التي يشنها بعض رجال الدين في مجتمعاتنا على بعض جموع المؤنث السالم .. كان ذلك عندما أعلنت الصحف السودانية عن اكتشافها العلمي الباهر وهو مضاد طبيعي للأكسدة يمكن أن يكون بديلاً لمادة البوتكس المستخدمة في عمليات التجميل، يدخل في تصنيع مواد طبيعية خالصة مضادة لأمراض الشيخوخة والتجاعيد، ويعمل على تمديد فترة الشباب ..!
الظاهر والمنطقي ــ كما ترى ـــ أن المقصود بالشباب هنا هو شباب البشرة على أقل تقدير، أو لعله تمديد فترة شباب العمر البيولوجي لجسد الإنسان على أقصى تقدير، وليس المقصود من ذلك أبداً تجميد عمر الإنسان عند مرحلة الصبا، باكتشاف صيغة سحرية لإكسير الخلود ..!
لكن بعض رجال الدين في بلادنا انبروايومئذ ــ بحماسة غريبة ـــ للتشكيك في شرعية الاختراع ومن ثم جدواه، وألمحوا إلى حرمته حينما قال بعضهم في تصريح رسمي لوكالة السودان للأنباء، «لا تبديل لخلق الله، وأن هنالك بعض العقاقير الطبية، التي تشعر الإنسان ببعض النشاط والحيوية، لكنها لا تعيده إلى مرحلة الشباب، حيث أن سنة الله في الكون، أنه خلق الإنسان في أطوار الطفولة، والشباب والكهولة ثم الشيخوخة» ..!
وقتها كتبت منددة بالتصريح ومدافعة عن قامة العالمة السودانية وقيمة اكتشافهاالعلمي، مستشهدة بحديث طلحة بن عبيد الله – ذو الإسناد الصحيح، وبلفظ مسلم – (مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ ، فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ ؟ فَقَالُوا يُلَقِّحُونَهُ، يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى ، فَيَلْقَحُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا، قَالَ : فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ ، فَتَرَكُوهُ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ : إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ، فَلْيَصْنَعُوهُ، فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا، فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللَّهِ شَيْئًا، فَخُذُوا بِهِ، فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ) .. وليس بعد قول رسول الله – صلوات الله وسلامه عليه- قول ..!
اللحى والشوارب ما عادت ـ بفضل الله ـ علامات فارقة في تقييم أثاث العقول، بعد أن تمكنت بنات جنسي من إرساء ثوابت الندية الأكاديمية، وتذليل وعورة الشراكة المهنية، وها هُنّ يحققن النجاح العلمي والعملي ? بل والفقهي أحياناًّ! – ويتاخمن الغلَبة في كل شأن ..!
غفر الله لنا ولكم، وللدكتورة ليلى زكريا، وجزاها كل خير عن هذا السودان وأهله ..!

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. اللهم اغفرلها وارحمها واكرم مثواها و اجعلها من اهل النعيم. لفتة كريمة من الصحيفة ان تفرد عددا عن دور المرأة السودانية.

    علمت مؤخرا ان مقترح استقلال السودان من داخل البرلمان الراحل/ عبدالرحمن دبكه، ابن عمة ليلى زكريا عبدالرحمن ابوحبو. والدته الاخت الكبرى في الاسرة واسمها فاطمة عبدالرحمن ابوحبو.

  2. اللهم اغفرلها وارحمها واكرم مثواها و اجعلها من اهل النعيم. لفتة كريمة من الصحيفة ان تفرد عددا عن دور المرأة السودانية.

    علمت مؤخرا ان مقترح استقلال السودان من داخل البرلمان الراحل/ عبدالرحمن دبكه، ابن عمة ليلى زكريا عبدالرحمن ابوحبو. والدته الاخت الكبرى في الاسرة واسمها فاطمة عبدالرحمن ابوحبو.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..