العداء الأسرع بالعالم "اوساين بولت" الثرثار المليء بالزهو "يفضح" نفسه ومحيطه في كتاب جديد

يفضل العداء العالمي والاولمبي الجامايكي اوساين بولت ان يوجه نجله مستقبلا نحو رياضة كرة القدم، وليس العاب القوى، لئلا يعرضه لضغط كبير كونه ابن الشهير بولت. ويعلن انه لن يخوض سباقات بعد بلوغه الثانية والثلاثين من عمره، ولو دفعوا له مقابل أي مشاركة 50 مليون دولار

ولا يفشي سرا حين يتحدث عن اهماله لاشياء ثمينة وغالية معنويا عليه وفقدانها احيانا. ويفاخر في المقابل، وببساطة متناهية، انه يشعر بانتعاش وراحة وزهو ايضا لانه يحمل صفة الاسرع في العالم.

انها باختصار بعض انطباعات بولت وآراءه، تضمنها كتابه الصادر اخيرا" اوساين بولت قصتي 58ر9 ثانية… ان تكون الاسرع"، الذي حرره الصحافي الانكليزي شون كوسيتس اختصاصي كرة القدم في الصحيفة الشعبية "ذي صن". وسبق ان كتب قصة ريو فرديناند التي صدرت في كتاب "ريو قصتي".

ويتضمن الكتاب الجديد قصة بولت وشهادات من محيطه: اهله واقرباؤه واساتذته ومدربه وبعض اصدقائه، مدعما بصور مميزة وفقرات عن جوانب خاصة في حياته، ومنها هواياته ومحطات راسخة في مسيرته.

وما ساعد على كشف جوانب مهمة للمرة الاولى، طبيعة بولت وثرثرته. فقد افاض في السرد والكلام متطرقا الى كل شيء تقريبا، انطلاقا من ان هذا البطل الموهوب المؤمن بقدراته لا يحب التدريب كثيرا.

ولعل الانطباع الاول المتكون لدى متصفح الكتاب، ان في اسلوب صوغ فصوله نوعا من الزهو، وخلاصته في قول بولت: "يقال ان سكان الارض 8ر6 مليار نسمة، ومنذ التكوين بلغ عدد البشرية 107 مليارات، ويحق لك ان تفتخر لانك الاسرع بينهم".

صدر كتاب وبولت، في اختتام موسم "مجزوء" ميدانيا وفنيا بداعي الاصابة. لكنه شهد قبل نهايته تمديد عقده الاعلاني مع "بوما" حتى عام 2013 في مقابل 25 مليون يورو، أي نحو اكثر من 8 ملايين يورو سنويا. وهو المبلغ ذاته الذي يتقاضاه نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو من "نايكي".

وفي الاطار عينه، يطور بولت خط موضة من الالبسة الرياضية "تودي وورلد" وهي النسخة الجامايكية من خط ازياء بوما "نحو العالم"، ومرسوم عليها حركته الشهيرة بيده التي ترمز الى السهم.

وتدعم بوما بولت منذ كان في سن السادسة عشرة، علما انها ليست الماركة التجارية الوحيدة المتعاقدة معه. اذ يرتبط بعقود مع شبكة "ديجيسل" الخلوية في مقابل نحو مليوني دولار سنويا، ومشروب الطاقة "غاتوريد"، وناسوبا اكسبرس. كما وقع في ايار/مايو الماضي عقدا مع ساعات "هوبلو". ويستفيد كذلك من عائدات المشاركة في اللقاءات الدولية وتبلغ نحو 200 الف دولار.

لكن من يفاخر بموهبته وقدرته البدنية، يكشف أن ساقه اليمنى اقصر من اليسرى بـ5ر1 سنتم، وينتعل احذية خاصة ليسير طبيعيا. وهو عانى من مرض ترقق للعظام (جنف) ولا يزال يشكو من آثاره ويخشى ان تتضاعف اصاباته من جرائه. وبعدما شعر بألم في ظهره اضطر الى التوقف عن خوض السباقات في منتصف موسم 2010.

ويوضح بولت انه يستند على الجهة اليمنى لا اراديا، وهو مضطر الى ثني ركبته اليسرى للتوازن. ويقلق دائما من ان تنسحب الالام والاصابات على اوتار قدمه.

ويعترف بولت انه لا يتدرب الحصة كاملة، كما يتخلف عن بعض الحصص ربما لانه يملك قدرة جري الـ100م بـ9ر9ث من دون أي تحضير. لكن بعد الفوز في دورة بكين الاولمبية زاد من احمال التدريب وجرعاته، واتبع برنامجا يخضع له عداؤو الـ400م . وراح ينفذه مع زميله جيرمن كونزاليس، وقوامه جري الـ150م 8 مرات بنحو 17 ثانية، مع فاصل راحة مدته دقيقة واحدة.

في المقابل، لطالما "هدده" مدربه غلين مايلز بوضع "طماشات" على عينيه، كما يفعلون مع خيول السباقات، عله يقلع عن عادة النظر الى الخلف والى الجانبين خلال الجري.

ويمقت بولت الجري على بساط كهربائي خشية ان تؤلمه ربلة ساقه، ولا يكثر من حصص تدريب العضلات وحمل الاثقال. وهو هجر صالات التدريب منذ تخليه عن مدربه فيتز كولومان الذي يجده متطلبا. وكانت النتيجة نقص في اللياقة والتحمل، لذا تسمعه يردد احيانا: اكاد اموت في الـ30 م الاخيرة في سباق الـ200م.

وفي احدى المرات بولت شاهد مواطنته السابقة "السلوفينية" ميرلين اوتي (44 سنة) تؤدي تمارين المعدة افضل منه، فايقن ان امامه عملا كثيرا يجب انجازه في هذا المجال.

وبولت ضعيف امام بعض اغراءات الطعام غير الصحي ومنها الدجاج الحار واطباق جامايكية من السمك المقدد. علما ان بطلا مثله مطالب بالحيطة واتباع برنامج غذائي سليم.

وفي مقابل تدليل والدته جينيفر له في طفولته، فان انواعا محددة من الطعام كان محظرا ادخالها الى المنزل او طهوها بداعي معتقدات دينية، فكان بولت يلجأ الى خالته ليلي ليتناولها.

اما والده ويلسلي فكان صارما ومتقلبا. واورد اوساين في كتابه انه كان يتضايق منه لانه متطلب يكره الفوضى والخطأ.

وبعد حصوله على تعويض من شركة البن التي عمل فيها طويلا، افتتح ويلسلي محل بقالة، وهو متزوج من إمرأة ثانية انجبت له كريستين التي تكبر بولت بـ4 سنوات، وساديكي الذي يصغره بـ8 شهور.

واتخذ بولت صديقة له منذ اعوام الدراسة. والفتاة الاولى في حياته تدعى كيميلين ماتيسون، ثم ارتبط بعلاقة مع ناكيشا نيل واستمرا معا حتى انتقاله للاقامة في كينغستون. وامضى نحو 7 اعوام مع ميزيكان ايفنز، ولا يزالان يلتقيان احيانا، وتستلطفها والدته كثيرا.

ويكره بولت الاقامة بمفرده حتى انه خلال دورة بكين الاولمبية قاسمه لاعب المسابقة العشارية موريس سميث الغرفة. واشترى في مطلع العام الحالي منزلا في كينغستون. ويشاركه فيه صديق الطفولة وساعده الايمن نوجينت والكر جونيور، واخوه غير الشقيق ساديكي.

"مراهن"

ويهوى بولت العاب الفيديو، وكان ينفق مصروفه عليها. ولا يزال يقتني افلامها خصوصا مباريات كرة القدم، ويجد فيها ترويحا عن النفس. كما يمضي ساعات طويلة يلعب الدومينو، عشقه الاساسي.

ويزاول بولت كرة القدم سرا، كما ورد في الكتاب، فقد لعب حارسا للمرمى قبل ان يمنع خشية تعرضه لاصابة تفسد تحضيراته في الجري. وقد غافل مرات مدربه وخاض مباريات، وهو يشجع مانشستر يونايتد ومنتخب الارجنتين.

اما المراهنة، فهي "ادمان عائلي" على حد تعبيره. فخلال بطولة العالم في برلين العام الماضي، راهن بولت مع مدلكه ومدير اعماله على الرقم الذي سيحققه في الـ100م، على ان يحصل الرابح على 100 دولار. وهو توقع تسجيل 54ر9ث، في مقابل 57ر9ث توقعها مدلكه و5ر9ث مدير اعماله. وفي النهاية سجل 58ر9ث (رقم عالمي). وعندما نظر الى اللوحة الالكترونية كان يريد التأكد ان كان ربح الرهان وليس تحطيم الرقم العالمي.

اما اخته كريستين فقد راهنت عام 2008م على فوزه بالـ100م في بكين.

والى عادة المراهنة، هناك عادة "التكسير" في العائلة، وللحد من الخسائر درجوا على تناول الطعام في صحون بلاستيكية. كما حطمت والدة بولت عن غير قصد كؤوسا احرزها في صغره.

وهو شخصيا "مميز" في تحطيم السيارات، وفقدان اغراضه ومنها ميدالياته الذهبية التي احرزها في برلين، ومفكرة ارقام هاتف بينها ارقام نجوم كرة القدم كريستيانو رونالدو وديدييه دروغبا وفرانك لمبارد، وذلك خلال عملية نقل لامتعته. كما نسي ميدالياته الاولمبية في غرفة فندق نيويوركي. وسرق صبية منه هاتفه الخلوي المتضمن صور التقطها اثناء الالعاب الاولمبية، حين تحلقوا حوله للحصول على توقيعه.

وكادت مسيرة بولت تتوقف نهائيا في 29 نيسان/ابريل) 2009 على الطريق السريعة في جامايكا، حيث هشم سيارته "بي ام دبليو ام 3" التي اهدته اياها "بوما" وكان يقودها بسرعة جنونية، اذ تشقلبت 3 مرات واستقرت على سقفها بعدما فقد السيطرة عليها تحت المطر.

واول سيارة اقتناها بولت كانت "هوندا اكورد" حطمها بعد 3 اسابيع. والثانية "هوندا تورينو" لم تصمد معه اكثر من سنة. ويضم "اسطوله" الحالي 6 سيارات سوداء اللون هي: "تورينو" التي اصلحها، "هوندا اكورد"، "بي أم دبليو 335"، "نيسان جي تي ار سكاي لاين"، "جيب تويوتا توندرا" مركونة في مرآب، وهي جائزة فوزه في لقاء نيويورك وتحطمه الرقم القياسي العالمي للمرة الاولى (31/5/2005). ويبلغ ثمنها 40 الف دولار، لكنه تكلف مبلغا مماثلا لشحنها الى جامايكا وتسديده رسوم الجمارك والضرائب. وآخر العنقود "آودي Q7".

ويهوى بولت اقتناء "لومبورغيني" علما انه لا توجد وكالة لهذه الماركة الايطالية الفارهة في جامايكا. ويحلم بـ"فورد موستانغ شيلبي" موديل 1968 ثمنها 250 الف دولار، قاد مثلها نيكولاي كايج في فيلم "60 ثانية".

تعلم بولت اللغة الانكليزية ليسهل تواصله مع الصحافة العالمية، ودرس الاسبانية لتتسع امامه مروحة التعرف على الفتيات ومحادثتهن.

بولت "الفوضوي" بطبعه، يستمتع بالموسيقى الصاخبة، واوقفت الشرطة الجامايكية سهرة نظمها العام الماضي احتفاء بفوزه في بطولة العالم، تخفيفا للازعاج.

وبولت "دي جاي" موهوب، فخلال بطولة العالم في برلين، برهن عن مقدرته في هذا المجال خلال احتفال ترويجي لـ"بوما". وكرر ذلك قبيل لقاء باريس الدولي في تموز(يوليو) الماضي. ويملك في منزله اجهزة توليف "ميكساج" متطورة تلبي متطلبات هذه الهواية الفنية.

ينوي بولت وضع حد لمسيرته الدولية وهو في القمة، وبالنسبة اليه ستكون دورة ريو دي جانيرو الاولمبية عام 2016 نهاية المطاف. ويخطط خلالها لخوض سباق الـ400م ومسابقة الوثب الطويل. وبعد الاعتزال، يريد بناء منزل كبير في الريف يحتوي على غرف فسيحة. وتحيط به ملاعب ومسار للدراجات رباعية. ويتضمن واجهة زجاجية عملاقة يستمتع من خلالها بمنظر المغيب. وقد شاهد منظرا مماثلا في فيديو كليب "بيوتيفول" لمغني الراب سنوب دوغ وفاريل وليامس، وتأثر به.

كما يعتزم شراء شقة في ميامي.

ويتطلع بولت لانجاب طفل ثم الزواج، لكنه لن يرتبط رسميا قبل الاعتزال، علما انه يريد مشروع "الاولاد" بعد دورة لندن الاولمبية عام 2012.

أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..