مؤتمرات تنعقد وتنفض

التأم في الاسبوع الاخير من شهر فبراير 2017 مؤتمري الجاليات السودانية بالخارج، ومؤتمر الخبراء والعلماء السودانيين بالخارج ، وقد تبارى المتحدثون في ذكر تجاربهم وخبراتهم الثرة ، كما اشادوا بالمستوى المميز للخبرات والكفاءات لسودانية بالخارج ، وان دول الاغتراب التي يقيمون فيها تضعهم في مكانة متقدمة جدا دون غيرهم من الجنسيات الاخرى، كما افاض المشاركون في مؤتمر الجاليات وتحدثوا عن أمورا كثيرة منها التقاطعات والتعارضات التي تحدث أحيانا بين السفارات والجهاز بالخارج ، ومشاكل التعليم والجاليات بصورة عامة، وقد تابعنا التوصيات والمقترحات والمعطيات والمخرجات التي تمخض عنها المؤتمرين ومن بينها فك التمويل العقاري للمغتربين ، وغيرها من توصيات وبشريات أخرى نتمنى ان ترى النور وان لايكون مصيرها كسابقاتها من توصيات مؤتمرات المغتربين التي انعقد ت سابقا.
والحقيقة التي لاجدال حولها انه في ظل غياب الروح الحقيقية، والنفس المطلوب والارادة القوية لانزال هذه التوصيات الى ارض الواقع وجعلها واقها ملموسا معاشا فان مصيرها لن يكون باي حال من الاحوال افضل من سابقاتها ، وانه مالم تتوفر هذه الروح لدى القائمين على امر جهاز المغتربين وغيرهم من الجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة فسنظل كمن يحرث في البحر بمعنى مؤتمرات تنفض وتنعقد والمحصلة النهائية صفر كبير وصرف وهدر للموارد والمال العام .
ببساطة متناهية فان المهاجر السوداني لايريد مؤتمرات، ولامجالس عليا لجاليات ، ولامفوضية للعلماء والخبراء بالخارج ولا لجان متخصصة ، ولاتهمه هذه التسميات ، او من يراس مجالسها واماناتها ، كما لايعنيه في شي تعديل مسمى الجهاز الى مفوضية او وزارة ، بقدر مايهمه معالجة همومه ومشاكله في بلد الاغتراب ، وبالداخل ، وان يجد الماوى والسكن والراحة وحسن المعاملة في المطارات والموانئ، وتقديم التسهيلات الجمركية والائتمانية والحصول على التمويل اللازم لمشاريعه والاحتفاظ بوظيفته عندم يرجع للبلد، وحل مشكلة تعليم ابنائه ، والانتهاء من جميع اجراءاته المتعلقة بالهجرة من خلال نافذة واحدة وتوفير البيئة والمناخ المحفز للابداع والعطاء الثر.
لو كنت مسئولا عن الجهاز وبالتنسيق والتعاون الكامل مع الادارات الحكومية الاخرى ذات الصلة لقمت باختيار مائة (100) مهاجر سوداني سنويا من ذوي الخبرات والكفاءات بعد حصرهم ، وطلبت تعيينهم في الوزارات والادارات الحكومية ذات الصلة كل في مجال تخصصه، وان يكون هذا نهج ثابت متبع في كل عام تلتزم به الدولة على كافة اجهزتها الرسمية .
لو كنت المسئول لطلبت توفير المعينات والتمويل ووسائل الدعم والمساندة الازمة لكل عالم وخبير سوداني موجود بالخارج للاستفادة من تجربته العلمية في الخارج في مجال يخدم البلد والناس والمجتمع ، ولتحقيق شعار نقل وتوطين المعرفة والخبرات بالداخل بحق وحقيقة بدلا من ان يكون كلاما ممجوجا ومكررا ولمجرد الاستهلاك فقط وقد حكى احد الخبراء عن تجربته في نقل التقنية عن بعد في المجال الصحي وانها كانت تجربة ناجحة جدا الا انه للاسف لم يقدر لها الاستمرار نتيجة الاخفاق والفشل الاداري، كما حكت احدى الخبيرات أن الطبيب لايعدو كونه سوى موظف يكتب روشتة العلاج فقط ، بينما العملية العلاجية بالكامل يقوم بها فريق التمريض، ولعملت بكل مااملك من قوة لعدم تكرار هذا الفشل.
لو كنت المسئول لقمت بمخاطبة الخارجية السودانية للقيام بابلاغ سفاراتنا بالخارج للعمل على ازالة التقاطعات والتعارضات التي تحدث أحيانا بينها وبين جهاز المغتربين في اوساط الجاليات السودانية بالخارج، ولطلبت تفسيرا واضحا من السلطات ذات العلاقة في البلد المضيف عن وضع الجاليات السودانية وكيفية ممارسة الجالية السودانية لنشاطها على وجه التحديد، ولأمرت بانعقاد كافية الجمعيات العمومية للجاليات السودانية بالخارج بصورة لاتتعارض مع قوانين الدولة المضيفة ، ولقمت بعمل نموذج استرشادي ونظام اساسي للجاليات ينظم عملها وشئونها تحتكم اليه كافة الجاليات السودانية وتلتزم بما تضمنه .
لو كنت مسئولا عن المغتربين لقمت بتمليك كل مغترب كتيب يشتمل على جميع حقوقه القانونية وواجباته نحو وطنه وماينبغي عليه فعله في الخارج وكيفية عكس الصورة المشرقة للوطن السودان وللانسان السوداني المميز وكيفية دعم وتمتين العلاقات بين البلاد والشعوب التي يقيم المهاجرين السودانيون فيها .
اتركونا من المسميات واللجان والاجتماعات الخاصة بالمجالس العليا للجاليات ، والمفوضيات الخاصة بالعلماء والخبراء، ومراكز دراسات الهجرة، واللجان العديدة والتوصيات فاقدة المحتوى والمضمون ، وانصرفوا بالفعل الى مايفيد المهاجر وينفع البلد والوطن وأهله الكرام ويعود خيرا ونفعا على الجميع .
[email][email protected][/email]