(قفة) عثمان ميرغني

(1)
> لاحظت في كتابات الأستاذ عثمان ميرغني (حديث المدينة) اعتراضه الدائم على أن يضع المواطن المغلوب على أمره (قفة الملاح) على رأس أولوياته.
> وعثمان ميرغني صاحب (مذهب) في كتابة العمود، وهو (شيخ طريقة) في مجاله ..لذا التعقيب عليه مهم.
> تلخيصاً للفكرة .. كتب ميرغني في عموده المقروء الثلاثاء الماضية : (وتستفزني عبارة «قفة الملاح» إلى أقصى درجة.. لما فيها من «تسفيه» و»تتفيه» للشعب السوداني.. الذي يُصوَّر وكأن أقصى أمانيه.. الطعام.. بضع لقيمات يقمن صلبه(.
> بل يستفزنا عثمان ميرغني بهذا الإنكار.
> كأن عثمان ميرغني يعيش في عالم ثانٍ وسودان غير سوداننا! هذا وهو يستفزه أن تكون (قفة الملاح) على رأس أولويات المواطن السوداني.
> ما العيب في ذلك؟.
> حتى لا نبتر (حديث المدينة)، فإن اعتراض عثمان ميرغني على تلك الأولوية -حسب قوله -يرتكز في قوله (صحيح سهولة ووفرة الطعام أمر مهم لكل البشر، لكن ليست هي الأحلام.. خاصة لوطن مثل السودان مكتنز بالخيرات ومزدحم بالنعم.(
> وهل يغني اكتناز الخيرات وازدحام النعم مع (الحرمان )منها، أن يكون الحصول على الطعام أقصى مرامي الأحلام..بل ذلك أمر محفّز لها.
> لو خاطب عثمان ميرغني (السلطة) باعتراضه هذا، لقبلنا منه ذلك من باب (الأماني) . لكنه هو يستكثر ذلك على (الشعب).
> الشعب هو الغلطان لأنه بيحلم!!.
(2)
> ويكتب ميرغني في عموده (العاجي) : (الذين يصرون على برمجة أمانينا على محطة الأحلام لا يسيئون لنا فحسب، بل يحبطون قدرتنا على العمل والنهضة واللحاق بقطار العالم المندفع من حولنا).
> أكثر من نصف الشعب السوداني يعيش تحت خط الفقر ? مع ذلك فإنه مطلوب مع أولئك الذين يعيشون تحت خط الفقر أن تسمو (أمانينهم) و (أحلامهم) وهم (جيّاع).
> مطلوب منهم أن ترتفع (احلامهم) وهم يعانون من الحرمان ويبيتون القوى ليحدثونهم عن أوبرا وينفري وسيرينا ويليامز.
(3)
> ويكتب ميرغني : (وقياساً بعمرنا المستقل من 1956 حتى اليوم، يفترض أن نكون أكثر تقدماً وأغنى من كوريا الجنوبية.. لأننا عند استقلالنا كنا كذلك.. وأكثر ثراء من إمارة «دبي».. لأننا حتى العام 1970 كنا كذلك.. وقائمة طويلة من البلاد التي أنعم الله عليها اليوم بكرامة العيش والأحلام(.
> نحن كثيراً ما نخدع أنفسنا بتلك (الشعارات) ، والواقع غير ذلك ..ليس هناك ضرراً أكبر علينا أكثر من تلك الشعارات التي نحملها والصورة (الخيالية) التي نجمِّل بها أنفسنا.
> كوريا الجنوبية وإمارة دبي وحتى سويسرا وأمريكا كلها لم تصل لما وصلت إليه بعيداً عن حلم (قفة الملاح).
> هم مازالوا يحلمون بها.
> الدول المتقدمة لم تتقدم إلّا لأنها أعطت الأولية لقفة الملاح …تجاوز تلك الأولية لا يتم بالتعالي والتكبر وإنكار الواقع، وإنما يتم بتوفيرها وجعلها من قبل السلطة ليس هماً ولا حلماً.
> ولكن طالما هناك معاناة وصعوبة في الحصول على (وجبة طعام)، يبقى من الطبيعي و(الإنساني) جداً أن تكون (قفة الملاح) هي الهم والأولية عند المواطن.
> الحرمان هو الذي يفرض (الأحلام) وليس العكس.
> ليس مطلوب من الإنسان أن يتنكر على طبيعته وأن يخالف غريزته ..كل الحكومات في كل الدول تبني سياستها على توفير (قفة الملاح) مع اختلاف المسمى من دولة لدولة.
> النجاح في توفير (قفة الملاح) سوف يتبعه نجاح تلقائي في الديمقراطية والحريات والطب والهندسة وفي علم الفضاء أيضاً.
(4)
> ويختم عثمان ميرغني عموده (أول خطوات التغيير تبدأ بـ «الرفض».. رفض الواقع المتوهم. بالله عليكم.. لا «تقفقفوا» أحلام الشعب السوداني).
> كل هذه الأزمات والسوءات والفقر والجوع والمرض، يعتبره عثمان ميرغني (الواقع المتوهم).
> أسوأ على هذا الوطن ..أن نعيش بعيداً عن جراحاته.
> أن نعيش خارج واقعه.
(5)
> عثمان ميرغني يذكرني بالرجل الذي لا يملك غير (10) جنيهات وعشر أطفال جائعون وأمامه لوحة سيرالية وخبز .. ففضل أن يشتري لأطفاله (اللوحة) عملاً بمقولة (ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان).. فقتل أطفاله العشرة وبقت اللوحة تخليداً لهم.
> اذا كان الرجل جائعاً يبقى من العار علينا أن نلومه بأن يحلم بالخبز.
> حتى (الأحلام) أصبحتم تستكثرونها عليه؟!.
> الغريب أن كل رؤوساء الصحف يحلمون برفع عائدات التوزيع ويكتبون عندما تحدث زيادة في سعر الصحيفة أنهم فعلوا ذلك من أجل القارئ.
> وكلهم بحكم المهنة يلهث من أجل (الإعلان) من أجل استقرار الصحيفة وتوفير مرتبات العاملين..مع ذلك فإن عثمان ميرغني ناشر ورئيس تحرير (التيار) يطالب الشعب ألا تكون (قفة الملاح) على رأس أولوياته!!.
> وللإعلانات في الصحف (الأولوية) التامة.
(6)
> بقي أن أقول ـ هذا العمود لا علاقة له بـ (قُفة الملاح)!!.
الانتباهة

تعليق واحد

  1. بقولوا من زمان حلم الجعان عيش ومن يخالف ذلك معناها بكل بساطة ما جعان نصيبه من فتات الكيك بجيه لحدي عنده حتي ولو بالضرب ولا شنو ؟؟؟؟

  2. عساكر واحزاب يتصارعون على الحكم انطلاقا من فقرنا المعيشى الامنى
    ويفشلون فى تحقيق اى منهما لان طموحهم لا يتعدى ذلك وماهمهم الا البقاء فى السلطة حتى بعد فشلهم ولو على جماجم محكوميهم
    حلم عثمان ميرغنى الذى يتمنى ان يحلم به كل سودانى هو ان نرفع سقف طموحنا
    حلمنا يجب ان يتجاوز قفة الملاح والذين يطمحون لان يحكموننا يجب ان تكون طموحاتهم وبرامجهم واهدافهم السياسية وقدراتهم فى مستوى احلامنا وطموحاتنا
    الانظمة التى حكمتنا وتحكمنا حاليا او يخطط لان تحكمنا فاشلة وستكون كذلك مالم نغير سقف طمحونا من مستوى قفة الملاح
    منذ الاستقلال نحن فى دوامة السكر والرغيف واحد فى الصف وواحد فى الرف

  3. محمد عبد الماجد حتي انت فهمك اصبح مثل الخال الرئاسي الراجل قصده دي ماحاجة يتكلموا فيها دي من المفترض اوليات

  4. عثمان ميرغني ليس جائعاً فهو ناشر وصحفي ومرتاح , وطالما هو كذلك لديه الحق في أن يقول أن قفة الملاح ليست من الأولويات.

  5. سبقه الي ذلك المغفور له والمرحوم حسن ساتي حينما استطاع عدنان خاشوجي تدبير قرض ب 200 مليون دولار لحكومة النميري فهاش : هذا البلد العظيم حاصروه بقفة الملاح !! وهو اعلي واسمي من ذلك في نظره ! ولانه كان كاتب مايو الاول لم يحد من يقول له : البلد جائع حقا والذين حاصروا لم يحاصروه بل حاصروا النظام ..مشكلة عثمان انه مثل حسن حين يكنب محللا ينطلق من معطيات في راسه مختلفة تماما عن التي في الواقع ويعتمد علي ما يظنه ذكاء والهام لكن البطن الجائعة هي اذكي مجادلٍ ويستحيل هزيمتها

  6. أنا لا يعجبني كثيرا ما يكتبه أ. عثمان ميرغني، وهذا -بطبيعة الحال- لا يضره.
    كثيرا ما يبدو لي بعيدا عن واقع الناس في السودان، وأغلب ظني أنه إنسان من الطبقة العليا
    ولا يعرف من شظف العيش إلا ما يقرأه في الصحف.
    المهم، كلامه في ذلك العمود كان بعيدا عن المنطق، والبديهة، وكل شيء منطقي.
    يذكرني بمقالة قرأتها للشيخ محمد بن زايد عن حلمه بارسال مسبار عربي للمريخ،
    المشترك بين أ.عثمان وشيخ ابن زايد أنهم يفتقرون إلى الإلتصاق بالواقع، وربما يعيشون في
    أبراج عاجية تمكنهم من الحلم في منتصف النهار.
    السودان بلد فقير يعاني أهله من الجوع، حلمهم الأساسي يجب أن يكون توفير الغذاء. أنا شخصيا
    لو أعطاني الله مالا أو سلطة فلن أتجه لأفكار أ. عثمان أو شيخ أبن زايد الخيالية، بل سأتجه
    بكل ما أستطيع لتوفير الغذاء والصحة والتعليم، عندها نكون قد أرسينا الأساس الصحيح للوصول
    إلى المريخ واقعا لا حلما.

  7. بقولوا من زمان حلم الجعان عيش ومن يخالف ذلك معناها بكل بساطة ما جعان نصيبه من فتات الكيك بجيه لحدي عنده حتي ولو بالضرب ولا شنو ؟؟؟؟

  8. عساكر واحزاب يتصارعون على الحكم انطلاقا من فقرنا المعيشى الامنى
    ويفشلون فى تحقيق اى منهما لان طموحهم لا يتعدى ذلك وماهمهم الا البقاء فى السلطة حتى بعد فشلهم ولو على جماجم محكوميهم
    حلم عثمان ميرغنى الذى يتمنى ان يحلم به كل سودانى هو ان نرفع سقف طموحنا
    حلمنا يجب ان يتجاوز قفة الملاح والذين يطمحون لان يحكموننا يجب ان تكون طموحاتهم وبرامجهم واهدافهم السياسية وقدراتهم فى مستوى احلامنا وطموحاتنا
    الانظمة التى حكمتنا وتحكمنا حاليا او يخطط لان تحكمنا فاشلة وستكون كذلك مالم نغير سقف طمحونا من مستوى قفة الملاح
    منذ الاستقلال نحن فى دوامة السكر والرغيف واحد فى الصف وواحد فى الرف

  9. محمد عبد الماجد حتي انت فهمك اصبح مثل الخال الرئاسي الراجل قصده دي ماحاجة يتكلموا فيها دي من المفترض اوليات

  10. عثمان ميرغني ليس جائعاً فهو ناشر وصحفي ومرتاح , وطالما هو كذلك لديه الحق في أن يقول أن قفة الملاح ليست من الأولويات.

  11. سبقه الي ذلك المغفور له والمرحوم حسن ساتي حينما استطاع عدنان خاشوجي تدبير قرض ب 200 مليون دولار لحكومة النميري فهاش : هذا البلد العظيم حاصروه بقفة الملاح !! وهو اعلي واسمي من ذلك في نظره ! ولانه كان كاتب مايو الاول لم يحد من يقول له : البلد جائع حقا والذين حاصروا لم يحاصروه بل حاصروا النظام ..مشكلة عثمان انه مثل حسن حين يكنب محللا ينطلق من معطيات في راسه مختلفة تماما عن التي في الواقع ويعتمد علي ما يظنه ذكاء والهام لكن البطن الجائعة هي اذكي مجادلٍ ويستحيل هزيمتها

  12. أنا لا يعجبني كثيرا ما يكتبه أ. عثمان ميرغني، وهذا -بطبيعة الحال- لا يضره.
    كثيرا ما يبدو لي بعيدا عن واقع الناس في السودان، وأغلب ظني أنه إنسان من الطبقة العليا
    ولا يعرف من شظف العيش إلا ما يقرأه في الصحف.
    المهم، كلامه في ذلك العمود كان بعيدا عن المنطق، والبديهة، وكل شيء منطقي.
    يذكرني بمقالة قرأتها للشيخ محمد بن زايد عن حلمه بارسال مسبار عربي للمريخ،
    المشترك بين أ.عثمان وشيخ ابن زايد أنهم يفتقرون إلى الإلتصاق بالواقع، وربما يعيشون في
    أبراج عاجية تمكنهم من الحلم في منتصف النهار.
    السودان بلد فقير يعاني أهله من الجوع، حلمهم الأساسي يجب أن يكون توفير الغذاء. أنا شخصيا
    لو أعطاني الله مالا أو سلطة فلن أتجه لأفكار أ. عثمان أو شيخ أبن زايد الخيالية، بل سأتجه
    بكل ما أستطيع لتوفير الغذاء والصحة والتعليم، عندها نكون قد أرسينا الأساس الصحيح للوصول
    إلى المريخ واقعا لا حلما.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..