حذارى من غفلة يداهمنا نموذج السودان و نحن نيام

يقول المثل السودانى : السعيد يشوف فى أخوه و الشقى يشوف فى نفسه-هذا حالنا مع تجربة الإسلام السياسى فى السودان , و لئن دمرت التجربة التعيسة وطننا و حياتنا فقد صرنا مثالا حيا يحذر منه الاخرون, أدناه مقلة جميلة و تحليل واعى يستحق القراءة من صحفى سنغالى.

*حذاري من غفلة يداهمنا نموذج السودان و نحن نيام*

الخوف كل الخوف من كارثة اصطفاف يجمع “ثالوث الكاهن و نصف المثقف و صعلوك المجتمع” و هم يتسربلون لبوس الدين و يتسلحون بوعي خرب.
من كتابات الصحفي و المعلق السياسي السنغالي الأستاذ/ محمد صالح سيدو عثمان تال.
بالعنوان أعلاه يقارن الصحفي و المعلق السياسي السنغالي الاستاذ *محمد صالح سيدو عثمان تال (الملقب عثمان تالو* ) الذي كرس جل كتاباته لنقد ظاهرة *الاسلام السياسي* و تداعياتها في أفريقيا و هو يستشهد كثيرا بالنموذج *السوداني* في ظل حكومة *الانقاذ* الذي يصفه بوليدة الجبهة القومية الاسلامية و يصف نموذجها *بكارثة مؤسفة* و يضيف عليها تجربة دويلة *غامبيا* في ظل حكم رئيسها السابق *الحاج يحي جامع* التي يصفها بانها *تجربة اقرب الي عبث صبياني أكثر من حكم دولة بحالها, و يمزج الكاتب كل تلك الحالات التي يصفها بحالة من *تراجيديا مؤلمة* و يقرأها مع إشارات من دراما دولة *مالي* و كيف أن المتطرفين الذين يستلهمون من تجربة السودان دافعا قد دمروا مدينة *تمبكبتو* بإرثها الحضاري الفريد و أضافوا اليها سلوكيات تنظيم *بوكو حرام* النيجيرية.
يقارن الاستاذ *تالو* كل تجارب و تطورات هذه الظاهرة في أفريقيا (مع قصرها كما يقول) بتجارب *أوروبا القرون الوسطي* التي كانت قد هيمن عليها حلف *ثالوث رجال الكنيسة و انصاف المثقفين و ما أسماهم بعصابات صعاليك من معدمي المجتمع الاوروبي …. في ذلك الحين و يقول في مقارناته:

عندما يتم خطف عقائد المؤمنين في غفلة من الزمن و يتم تحويلها بواسطة هذه الشرذمة الرجرجة و الدهماء الي دروع واقية لتظل ترياقا لحمابة سلطة الكهنوت و توسيع بطش البوليس الأمني كل ذلك لغرض صيانة الجاه الحرام التي يتم تكديسه عن طريق النهب المنظم بتوظيف العقيدة المقدسة كوسيلة للفساد المالي و الإفساد الاخلاقي و جمع الثروة و ممارسة الطغيان و الإستبداد و نشر الخوف و بث الرعب في النفوس و قهر الضعفاء..عندما يتم هذا الاختطاف لا يمكن ان نتوقع غير حالة خراب الارض …ديارا و نسلا و حرثا كما هو ما يجري الان في السودان ؟؟؟

يقول الاستاذ *تالو* ذلك في سلسلة مقالاته التي يعنونها(عندما يصطف ثالوث الكاهن و نصف المثقف و الصعلوك في قمقم السلطة ) و يتساءل؟
ماذا نتوقع عندما تكون العقائد المقدسة أسيرة في قبضة ثالوث “مثقف أعرج” و “كاهن فاسد و شره” و “صعلوك معدم و غير مسؤول” و هم يطوعون “العقيدة المقدسة” عنوة الي عجينة سياسية سهلة التشكيل و يحولونها الي “درع واقي” لحمابة السلطة و الجاه و الفساد الاخلاقي و جمع الثروة و ممارسة البطش و الطغيان و نشر كل انواع الاستبداد من الرعب و الرزيلة و الخوف في النفوس و قهر الضعفاء ؟…ماذا يحدث في الأرض في تلك الحالة غير “تألبه الطغاة” و انهيار منظومةالاخلاق وخراب الديار و موت الامم و الأمل ؟؟؟
: ثم يضيف الاستاذ *تالو* قائلا
من المؤكد حينها تستخدم عقائد المؤمنين لتبرير الكذب و النفاق والاباحية حيث تفقد العقيدة قدسيتها الفطرية..بئس التبرير و المبرر و بئس الاستخدام والمستخدم.
و يضيف في مكان اخر و يقول:
في تلك الحالة من حالات موت الضمير وخراب الوعي تتحول القمع لدي ممارسيه الي نشوة و هواية و غواية و سلوك يومي و ممارسة مقدسة حيث يطغي الاستعلاء في جباه المستخدمين و في احاديثهم و ممارساتهم…و يتحول التفكير الحر السليم عندهم الي نوع من دروب الكفر و الهرطقة كما يصبح النقد جريمة و الكتابة حرام و الوعظ بلطجة محتكرة في الدور المقدسة…حالة يتحول فيها ضوء الشمس في منتصف النهار الي ظلام دامس و يذكر الاستاذ *تالو* قراءه بملاحظة حيث يقول:
إن القاسم المشترك الذي يجمع عناصر هذا الثالوث الفاشي هو قساوة القلب و غياب الضمير و الجشع المفرط والأنانية المطلقة و النزعة الوحشية كما هو الحال في السودان.

و يضيف قائلا: في مثل تلك الأجواء الفكريةالملوثة ينشط هذا الثالوث الطفيلي تحت شعار “لا طاعة إلا للطاغية و لا فتوي تعلو فتوي الكاهن و لا سطوة الا للصعاليك.
: و يلاحظ الاستاذ تالو
أن الفتاوي تتكاثر مثل خطب الجمعة و الجماعات لتبرر قمع المفكرين و إهانة الشرفاء من رجال الدين و كل النخبة المستنيرة و يعيد الي الاذهان حالة سيادة محاكم التفتيش الكهنوتي التي تفشت في أوروبا القرون المظلمة.
: و يحذر الاستاذ *تالو* من طغيان هذا الثالوث بالقول
ما نخشاه هو أن هذه الظاهرة اللعينة بتجاربها البائسة و امراضها الفتاكة قد تعم بلادنا الاسلامية في القارة الأفريقية طالما أن ذلك هو طموح تنظيم الجبهة القومية الاسلامية في السودان بقيادة الدكتور حسن الترابي الذي سطا علي السلطة تحت ظلام دامس حينما كان السودانيون نياما و دفع ببلادهم الي ما نراه من تهلكة الانقسام …و حروب الابادة الجماعية و حول ما تبقي منه الي سجن كبير تحت يافطة الدين الإسلامي.
و يدعو بمقاله قائلا:
علي الانتلجنسيا و النخبة المستنيرة في افريقيا ان تاخذ العبرة من تجربة السودان و ان تنهض فورا و دون هوادة و تهب لإطفاء هذا الحريق المشتعل القادم من هذا البلد قبل ان يبتلعنا جميعا( مسلمين و غير مسلمين) و الوسيلة الي ذلك هو مقاومة الدمج بين مؤسسات الدين المقدسة وبين مؤسسات الدولة السياسبة و هو مستنقع وقع فيه هذا البلد التعيس- السودان حيث إنسد أفق الخروج مع ظلام النفق و ظلت الدائرة تتوسع و تتعمق يكسوها ظلام دامس؟
هنا من حقنا ان نخاف و من واجبنا ان نقاوم.

مقتطفات من مقال الأستاذ/محمد تالو

صلاح فيصل/باحث وكاتب مستقل
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لقد قطع الكودة الشك باليقين لكل من يريد دراسة وتحليل حزبولة (لا جزب ولا دولة) العصبة الأوباش المسخة الشائهة وكيف أطلقوا العنان لأنفسهم المريضة الشرفانة وعاثوا في موارد الدولة وأصولها فسادا بلا رقيب ولا كفاءة ولا تربية ولا خلق سوداني فلا هم حافظوا على الدولة هيكلا ومؤسسات وأصول بما فيها تراب الوطن فخربوا الوطن وشوهوا التدين تماما كما قال محمود محمد طه قولا انطبق عليهم بحذافيره ونترقب ونرجوا مآلاته الحتمية باقتلاعهم من جذورهم المتعفنة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..