مقالات سياسية

ما بال أقوام ..؟!

?أقرب موارد العدل القياس على النفس? .. جمال الدين الأفغاني ..!
(1)
يقول الفقهاء إن مفهوم المخالفة يعني ? ببساطة ? أن المسكوت عنه يكون مخالفاً للمنطوق به، كما هو الحال في الآية الكريمة (إلا أن يكون ميتةً أو دماً مسفوحاً) حيث المنطوق هو تحريم الدم المسفوح، أما تحليل الدم غير المسفوح فهو مفهوم مخالف لمنطوقه، يعرف بالإباحة الأصلية، أو بقوله صلى الله عليه وسلم (أحلت لكم ميتتان ودمان، أما الميتتان فالسمك والجراد، وأم الدمان فالكبد والطحال) .. وعن هذا يقول فقهاء القانون أن لا فرق – في هذه القاعدة من قواعد أصول الفقه – بين النصوص الشرعية ونصوص القوانين الوضعية، وعقود الناس وتصرفاتهم وسائر أقوالهم .. من هذا المنطلق يدل تكاثر أعداد المنتمين إلى حزب العاطلين من خريجي الكليات التقليدية في الجامعات والمعاهد العليا في السودان على أن الملتحقين بمجالات االتعليم المهني – التي تعول في نهوضها على احتياجات سوق العمل – لن ينضموا في مقبل الأيام إلى صفوف العاطلين .. ما الذي يدعو هذا الكم الهائل من الشباب إلى الاستماتة في الحصول على شهادة ?بكالوريوس? ـ في تخصصات خاملة ـ تؤهلهم للوقوف طويلاً في صفوف العاطلين، إذا قامت الدولة بتشجيعهم على الاكتفاء بشهادات ?دبلوم? جيدة في تخصصات مهنية ذات وظائف مستقبلية مضمونة، تضمن لهم الدولة استمرار احتياجها لها في مسيرتها التنموية العشرينية القادمة على الأقل .. ؟!
(2)
وقد وقف سيدنا عمر بن الخطاب ? رضي الله عنه ? يوماً عند مسألة ?جواز قصر الصلاة في السفر?، وسأل رسولنا الكريم ? عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ? قائلاً (ما بالنا نقصر الصلاة في الأمن) ? أي ونحن آمنون غير خائفين من فتنة الكفار ? فأجابه رسولنا الكريم قائلاً (صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته) .. منشأ التعجب هنا أن سيدنا عمر قد فهم من قوله تعالى (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا)، وهذا يعني أنهم إن لم يخافوا الفتنة لا يقصرون .. من هذا المنطلق ما بال حكومتنا تقصر تحركاتها بشأن قضية حلايب العالقة بين البلدين على تبادل التصريحات، وهي تمتلك الوثائق التي تثبت بجلاء سودانية حلايب كما تؤكد لجنتها الفنية لترسيم الحدود ..؟!
(3)
المؤمن كيِّس فَطِن يستعين بسعة حكم الخالق على ضيق أحكام المخلوق .. لا ضير إذاً من إسقاط بعض الأفكار الإصلاحية على سقوط بعض المناهج التنفيذية .. العلاقة الطردية بين مستوى الدخل ومقدار الديون مفارقة طريفة أنتجتها سياسات هذه الحكومة التي فتحت الغطاء وحررت مارد الدين من قمقمه، ثم فكت الارتباط بينها وبين المواطن .. ولأن الشعوب على ?دين? حكامها أصبح عجز الميزانية هو أكبر مشكلات إنفاق الأسرة السودانية التي يتدبِّر أمرها مواطن ?أقرع ونزهي? .. ?فقير واستهلاكي?، مثل حكومته تماماً .. فإلى أين يشير ترمومتر الفشل في سياسات الحكومة .. وإلى أين تسير معدلات العجز في ميزانية المواطن ..؟!
التالي

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. نعم، الخليفة عمر بن الخطاب (ر) لم يكن فقيها وكان يسأل النبي (صلعم) في كثير من الامور..

    وقد ورد في صحيح مسلم (أن رجلا أتى عمر فقال إني أجنبت فلم أجد ماء، فقال: لا تصل، فقال عمار بن ياسر: أما تذكر يا أمير المؤمنين اذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء، فأما أنت فلم تصلِ وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك فقال عمر اتق الله يا عمار.
    قال عمار إن شئت لم أحدث به). صحيح مسلم 1ج _ط ( دار إحياء الكتب العربية)» كتاب الحيض» باب التيمم..

  2. نعم، الخليفة عمر بن الخطاب (ر) لم يكن فقيها وكان يسأل النبي (صلعم) في كثير من الامور..

    وقد ورد في صحيح مسلم (أن رجلا أتى عمر فقال إني أجنبت فلم أجد ماء، فقال: لا تصل، فقال عمار بن ياسر: أما تذكر يا أمير المؤمنين اذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء، فأما أنت فلم تصلِ وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك فقال عمر اتق الله يا عمار.
    قال عمار إن شئت لم أحدث به). صحيح مسلم 1ج _ط ( دار إحياء الكتب العربية)» كتاب الحيض» باب التيمم..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..