مقالات سياسية

بلح اليمن …وعنب الشام…ولالوب السودان!!ا

بلح اليمن …وعنب الشام…ولالوب السودان!!؟..
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

استوي بلح اليمن في شوارع المدن .. وتكالبت عليه سواعد الشباب تهز شجرة نظامه بعنف ليسقط في عبها ..ولا ترضي بديلا عن سحقه علي الأكف ..
فيما تتباطأ الدوائر الغربية وحتي المنظمات الدولية والانسانيةعن مجرد حصبه بحجارة ادانتها حيال عناده عن النزول من علياء نخلة حكمه التي شاخت وجف جريدها..وتركت أمر التوسط بين الثوار والمعارضة والنظام اليمني المدلل عندها الي جيرانه من دول الخليج والسعودية ..وكأنها تقول لهم هذه ناركم وعليكم اطفاء ما علق بطرف ثيابكم منها ..فنحن مشغولون بحرب نخشي ان يحترق فيها بصلنا علي زيت الأبار التي تفور على مراجل الثورة في ليبيا ..ويعرض حولها مجنون السلطة بسيفه الكسور ..
ولكن ما أعجل ما تحركت تلك القوي نحو قطف عنب الشام حتي وهو في مرحلة السقاية الأولي .. وحرضت ثعالب الشارع بطرف خفي علي قتل ناطور الحقل الواعد..ولو معنويا أو تدويخه عند مربع الاصلاحات .. فهو مفيد بقاؤه الي حين.. ولم تلبث هبة الشارع مقدار سدس المدة التي استوي فيها بلح اليمن ..حتي تحركت منظمات حقوق الانسان واجتمع مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي .. لمناقشة المسألة السورية وانقسموا بين مندد لمسلك السلطة السورية وتعاطيعها العنيف مع المظاهرات السلمية ومساند لاصلاحات النظام ..ومتحفظ مابين هذا وذاك..وخرجوا دون قرار و آثروا الانتظار..

الذي يموت في اليمن انسان .. وهو كذلك في سوريا وليبيا.. والملايين التي عسكرت في الشارع اليمني وعلي مدى اسابيع طويلة تستحق وسام اسقاط النظام بجدارة وكان من الممكن ان تنال ذلك منذ الجمعة الدامية التي تساقط فيها الشباب كالحمام الذبيح لو أن الغرب لوح بعصاه الغليظة في وجه النظام وشاويشه العنيد والمغرور بتدليل الغرب ورجفة الجيران..
وما يفعله نظام الأنقاذ في شعب السودان لا أظنه يقل بشاعة وتسلطا وتحديا عما يفعله القذافي في شعبه ..فالعشرة الاف الذين أعترف البشير بدمائهم كمسحة شنب في دارفور قبل ان يتجرع دماء الالاف بعد ذلك ليسوا بالطبع بأرخص من مدنيي ليبيا التي ارسلت لحمايتهم الاساطيل وأسراب الطائرات .. ومع ذلك فاننا نقول الانسان انسان في كل زمان ومكان .. لكن عهر السياسة وفسق النفوس التي تفتح عينها جيدا علي مصالحها في مكان انسان ما .. وتغضهاعن مكان فيه انسان آخر..مع أن الكل يئن تحت سكين جلاديه..
موقف غريب حيال ثورة اليمن من القلاع التي تدعي رعاية الانسانية وتصدير الديمقراطية علي النمط العراقي والأفغاني .. وموقف أغرب تجاه نظام سوريا الذي لا نذرف له من التعاطف ذرة من دمعة عين.. وموقف يتطاول أمده في ليبيا ونري انسانها يحترق وهو الذي نسي الحروب منذ عهد الاحتلال الآيطالي فعاد يحمل من جديد ما خف وزنه من متاع يهيم في رمضاء النزوح واللجوء هربا من نار القذافي التي افترشها لأربعة عقود ونيف .. وزاد عليها قصف الناتو جمارا علي الرؤوس الهاربة طلبا للنجاة..
الشعوب تموت بتهور الأنظمة الواجفة والخائفة.. وتحترق الانسانية في جحيم الطغاة ..والدول الغنية المهيمنة والقوية .. تجتمع في القاعات المكيفة وتؤجل قراراتها بالأسابيع والشهور في شأن معاناة تلك الأمم المغلوبة علي أمرها لان الشوك المجرورفيها.. بعيدا عن جلدها الناعم الأبيض.. وهي تتخير الأولويات في حصاد ثمن الدماء ..أهي لعنب الشام الذى لا زال دواليا.. ؟
و فيما العجلة علي بلح اليمن وان جاء قطافه متأخرا فقد يفيد وان فسد..! في عمل الشاربوت علي أقل تقدير..؟! أم لزيت ليبيا المسكوب في جدول رأسه في طرابلس وذيله في بنغازي؟!..بينما لالوب السودان الذي يقف حامضا في حلق الشعب المختنق به منذ عقدين ونيف ..أمره مؤجل حتي يعبأ جاز الجنوب في فوانيس الغرب..!!! الذي وان طبق العدالة والديمقراطية والحريةعلي شعوبه ..فان حسابات المصالح تجعله يكيل للشعوب الأخري بمقادير مختلفة.. فهناك من يعطيه بالفنجان ومنهم من يعطي بالملوة ومنهم من يحجب عنه العطاء وان طال مسيره في طريق الشتات والموت ..فلا يهم ذلك لانه يمكنه الانتظار طويلا كأي صرصار تحت حذاء الذل ..فهو انسان عالم..ثالث ورابع…و خامس.. له الله ..المستعان وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. مجلس امن بتاع ايه وحقوق انسان ايه وعدالة ايه، لا تقولوا ثورات بل قولوا خيانات حتي لو لبست ثوب من يحارب الظلم ، وشعوبنا العربيه مظلومه مظلومه مظلومن ، وحكامنا أسوأمن القراد علي الكلاب لكن السؤال هو ما هو الحل ، الحل هو فرض تغيير السلوك لدي الحكام وليس تغيير النظام ، وامامكم مصر وتونس لن تقوم لهما قائمة خلال العشره سنوات القادمه ، وليبيا ما خسرته حتي الان لن يعوض الا ممكن عشرين ثلاثين سنه ، واليمن لسع الشاويش مقبول لدي الغرب ، أما سوريا المواجهه لاسرائيل اجتماع ىمجلس امين ودول اوربيه تقرر فرض حظر سلاح، وعلي دولة مهدده من حبيبة الغرب وحبيبة كثير من انظمتنا العربيه ، الانقاذ سيئه وأسوأ منها ما سوف يأتي ، وحزب البعث سيئا وأسوأ منه ما يحدث الان مثلما كان البعث العراقي وصدام والان اين العراق، حاربوا الانظمه وأساليبها وانتصروا عليها باستلام الحكم وشويه شويه عدلوا ونقحوا وأعدلوا ولا تأخذكم رياح ربيع المنطقه العربيه فهي ترونها الان نسائم وفي حقيقتها لهيب من جهنم والسلام

  2. هذه هى الدنيا — بلح وعنب ولالوب —- عند ناس الدنيا مختلف وتعاملهم معه يختلف لانهم نشابه الخلق عليهم —- اما لله الحكم العدل فهو كله خلق من خلقه وهو ما نرجو انصافه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..