المرأة مستهبلة ومظلومة

أكتب هذه السطور في 21 من مارس الجاري، بعد أن قضيت لحظات مع صديق لي جالسني لفترة قصيرة، ثم استأذن ليغادر لأنه «مطالب بشراء هدية لزوجته بمناسبة عيد الأم» الذي يصادف هذا اليوم، ولأنه كان يعرف أنني أعرف أنه «متخلف»، فقد بادر بتوضيح أن زوجته مستهبلة لأنها في التحليل الأول والأخير ليست أمه، وأن محاولاته لإقناعها بأن هذا العيد غير متفق عليه، فهو في الولايات المتحدة في الثاني من مايو وفي غيرها في يونيو، وأنه في جميع الأحوال أمر فبركه الأمريكان، الذين هم أعداؤنا، ويعتبرون حكومتنا إرهابية. تلك المحاولات فشلت تماما، بعد أن قالت «أوكي جيب لي هدية في مايو ويونيو كمان». (تذكرت طرفة رواها الفريق فضل الله ناصر برمه القيادي في حزب الأمة، في تأبين القيادي الشيوعي الراحل فاروق كدودة: فقد تكفل الفريق برمه بتوصيل كدودة بعد انتهاء اجتماع لقيادات المعارضة في أم درمان، وفي الطريق استأذن برمه لأنه يريد شراء باقة ورد لصديق نزيل المستشفى، فقال له كدوده: انت جياشي وغرباوي وحزب أمة. مالك ومال الورد.
وكان الثامن من مارس هذا هو اليوم العالمي للمرأة، ومع أنني من نفر، يعتبرون كل من ينظر الى المرأة بدونية واستعلاء، جاهلا وقاصرا عقليا، إلا أنني لا أفهم جدوى تخصيص يوم للاحتفاء بالمرأة. وحتى لو افترضنا أن أكثرية من دول العالم تعرف كيف تستغل ذلك اليوم لمناصرة النساء المظلومات، فما شأننا في السودان بذلك، وفينا من ما زال ينادي بجعل ختان البنات إجباريا، لحفظ «شرف البنت»، بالبتر و»الخفض» .. خفض الأنوثة
اعتقد أن انصاف المرأة يجب أن يبدأ من البيت، فبناتنا يعانين من التمييز إذا كان لهن إخوة ذكور، بدرجة أننا لا نرى بأساً في أن يفعل الولد ما يشاء، مرتكباً الأخطاء، بمنطق «معليش، ولد. يكبر ويتصلح»، وبالمقابل فإننا نعتبر المرأة حاملة لكل أنواع الباكتيريا والجراثيم المسببة للأمراض الاجتماعية، ونرى أن معظم حركاتها وسكناتها موضع ريبة، وإذا كان الزمن كفيلا بعلاج عيوب الذكر، فإن الأنثى لا ينصلح حالها وتظل معيبة إلى اللحد، ولا تتعلم من أخطائها
والواقع والأرقام تكذبنا: لن تجد أكثر من امرأة واحدة جانحة بين كل خمسة آلاف جانح، ولن تجد أكثر من عشر نساء من بين مليون شخص يتعاطون المخدرات، وفي مجال العمل هناك امرأة واحدة من بين كل 15 ألف موظف تقبل الارتشاء أو تمارس الاختلاس، والمرأة أكثر قدرة من الرجل على الوفاء وحفظ الود والجميل، وكافة الدراسات التي أجريت في الشرق والغرب، أثبتت أن عدد الرجال «الخونة» ثلاثة أضعاف النساء الخائنات، والمرأة تعرف العيب و «الواجب» أكثر من الرجل لأنها تتمتع بحساسية اجتماعية راقية
ونعرف أنا وأنت أن زوجاتنا من يؤنبننا لأننا لم نتصل بوالدينا أو إخوتنا المقيمين بعيدا عنا، أو لتقصيرنا في أداء واجب العزاء في الموتى وعيادة المرضى «فعندهن رادار يلتقط الأخبار وهي طائرة». صدقوني يا جماعة، لست «بتاع» نظريات، فقد عملت في تدريس البنات نحو خمس سنوات في المرحلة الثانوية، ونلت تعليمي الجامعي في بيئة مختلطة، وفي جميع مواقع العمل كانت معي كتيبة من النساء، يعني أستطيع الحكم لهن أو عليهن من واقع التجربة والمعايشة: نسبة المنضبطات أخلاقياً ومهنياً بين النساء أعلى من الرجال!!
ولكن ذلك لا يعني أنني أؤمن بإطلاق الحبل على الغارب للبنات، من منطلق أنهن أكثر استقامة من الرجال «بالسليقة» في نواح بعينها، بل يعني أن نطبق نفس الضوابط الأخلاقية على الأولاد والبنات، ولا يجوز أن نسكت على فئة منا تأتي كل أنواع السلوك الفالت والمشين لأنهم «ذكور»، فالفاسد في نفسه مفسد لغيره، لنلجم الأولاد لنضمن عدم جنوحهم، وبذلك نضمن أنهم لن ينقلوا العدوى للبنات!
الصحافة
ابو الجعافر يا
أتفق معك يا أستاذنا جعفر فى أن المرأة مظلومة ، والدليل أنها لا تستطيع أن تزوج نفسها بالتراضي ولو كسرت رقبتها ، وستظل عزباء إلى الموت إذا لم يوافق وليها ، هل هناك ظلم أكثر من هذا ؟ لماذا لا يكفر علماء السودان صاحب المذهب ” الحنفي ” الذي يبيح تزويج المرأة نفسها ؟ وماذا لو بدل نساء السودان مذهبهن المالكي بالمذهب الحنفي ؟
ده كلام شنو ؟انت داير تقول شنو؟خرفت يا ابو الجعافر واللا شنو؟حدد موضوعك عشان نفهم موقفك نحن بنهرب لكتاباتك من جحيم الواقع مالك داير تخلينا نغير راينا
ابو الجعافر يا
أتفق معك يا أستاذنا جعفر فى أن المرأة مظلومة ، والدليل أنها لا تستطيع أن تزوج نفسها بالتراضي ولو كسرت رقبتها ، وستظل عزباء إلى الموت إذا لم يوافق وليها ، هل هناك ظلم أكثر من هذا ؟ لماذا لا يكفر علماء السودان صاحب المذهب ” الحنفي ” الذي يبيح تزويج المرأة نفسها ؟ وماذا لو بدل نساء السودان مذهبهن المالكي بالمذهب الحنفي ؟
ده كلام شنو ؟انت داير تقول شنو؟خرفت يا ابو الجعافر واللا شنو؟حدد موضوعك عشان نفهم موقفك نحن بنهرب لكتاباتك من جحيم الواقع مالك داير تخلينا نغير راينا