الغاريك.. جمالك

نشر أحد أصدقائي الاسفيرييين بحثاً علمياً اجري على عدد ليس بالقليل من الذكور والنساء ? وكانت نتيجة البحث.. أن الذين يتمتعون بالجمال ويعني ذلك الجمال الفيزيائي من حمل تقاطيع مريحة للعين ومبهجة للنفس.. هؤلاء الشريحة من البشر قليلاً ما يمرضون.. وأنهم نادراً ما يصابون بالاكتئاب والأمراض النفسية والعضوية.
أها يا جماعة بقت علينا أربعاء وعقاب شهر وكمان دراسات محبطة.. الدراسة عزت أسباب ارتباط الصحة بجمال التقاطيع.. أن الطبيعة تمارس الانتخاب للجينات الجيدة.. فلذلك يعيش الفرد صحيح الجسم، قوي البنية.. وكذلك جميل التقاطيع أكثر ويتمتع بصحة أفضل… أها رأيكم شنو؟؟ . أذكر أنني قبل فترة ليست بالقصيرة قرأت مقالاً للأستاذ الكبير (عبداللطيف البوني).. يقول فيه أن المجتمع السوداني قد انقسم الى قسمين لا ثالث لهما الأول اجتمع فيه العلم والجمال والمال.. بينما تكتل الفقر والجهل وعدم الجمال (لا أحبذ كلمة القبح) في قسم آخر وصارت الأمثال عينة (سعد الشينة وينك لينا) من الأمثال المندثرة.
الأستاذ البوني عزا هذا التقسيم الى أن الأسر أصبحت تمارس الانتخاب الصناعي.. وصارت قصة (غطا القدح) والبت لود عمها وخالتها شيئاً ليس ملزماً.. وفي فترة السبيعينيات والتي علا فيها شأن الخريجين والمتعلمين.. انتقى هؤلاء المتعلمون.. الجميلات من الحي وذوي القربى.. ثم اغتربوا وهاجروا وجمعوا من المال الوفير.. .وبالتالي اجتمعت الصفات الجيدة في القسم الأول.. والصفات السيئة في القسم التاني.. وهاهو البحث يضيف صفة الصحة للقسم الأول ولا نامت أعين الجبناء.
أول ما تبادر الى ذهني شيئان.. الشيء الأول وهو انه هناك مرجعية لرفض الإنسان لأن شكله ليس جميلاً.. فيمكن ببساطة لتلك التي تقدم لخطبتها (عينة الراجل بعيبوا جيبو).. والتي تقال لتغطية (شناة العريس المرتقب).. يمكنها ببساطة أن تعتذر لوالدها بانها تريد أن تنجب أطفالاً أصحاء.. شفتوا كيف؟.. ويمكن للشاب الذي ترشح له والدته ابنة أختها التي ملامحها (تقطع الخميرة من البيت).. ان يداعب والدته بقوله (يا حاجة ما دايرة العافية في أحفادك ولا شنو؟).
هذه من ناحية ولكن الفائدة العظمى التي سنجنيها من هذا البحث.. هو تعميمه على مجالس النساء وقعدات الجبنة.. ففي تلك المجالس يحدث شيء مشترك لا فرق بين أبيض ولا أسود ولا ساكنات المدن والضواحي.. الا وهو الشكية من المرض.. فبمجرد أن تتخذ النساء مجالسهن حتى تبدأ إحداهن بالشكوى من ألم الضهر والركب والصداع الذي لم يفارقها منذ الأمس.. تقول هذا وتكون هي في قمة الزينة والتألق.. ثم تسري متلازمة الشكية عبر المجلس وتتفنن النساء في وصف المرض بكل تفاصيله.. وكذلك لا يسلم الأمر من ان تجد من تصف لك طبيبا ممتازا كان قد عالج ابنة خالة جيران بنات عمة نسابتها.. ولا يخلو الأمر كذلك من تبرير للحالة المرضية وتفسير للأعراض فكأن إحداهن قد استلمت شهادة الطب وحضرت الى المجلس.
المهم.. هذا البحث قد (وقع لي في جرح).. فقد كنت كثيراً ما أتذمر من هذه الخصلة في بنات جنسي حملة الإكس كروموسوم .. أها يا بنات حواء منذ اليوم.. ونتيجة لهذا البحث الهام.. انتهى عهد الشكية.. وأصبح لا بد من الاعتراف بالصحة وإلا سيعني ذلك بالضرورة إنك شينة رسمي وشعبي.. وغايتو أنا تاني وجع الضهر بقطعوا في لحمي.. وسنردد مع مسجل آدم سيد الدكان (إنت جميلة وزيك.. ووين.. يا بت بلدي).
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..