تجليات صراع المركز والهامش في خلافات الحركة الشعبية

طيب اذا اخذنا زاوية النظرة من ثلاثة محاور لنحصل عَلِي نقطة الدائرة المركزية
استقالة الحلو
تصريح عقار
حوار محمد يوسف
من حيث المبدأ، الحركة الشعبية تنظيم يحظي بقوة تنظيمية متميزة ومؤسسية منقطعة النظير بالمقارنة مع الأحزاب السياسية السودانية، وحافظة لتمددها داخل كل الحواضن الاجتماعية داخل وخارج السودان بخطين متوازيين بادبياتها وفلسفتها المتمثلة في السودان الجديد وسلاحها الكفاحي وقاعدتها الشعبية المتينة الصامتة والصامدة على إمتداد السودان، خاصة في مناطقه المهمشة. والسؤال هو: لماذا استشعر البعض الخطر وتحسس القادم المجهول، طالما أن هنالك مؤسسات داخل الحركة هي التي ينبغي أن يكون لها القول الفصل فيما يدور داخل أروقتها من خلافات وتباينات في وجهات النظر حول القضايا المصيرية؟ هنالك ما يدعو للاستغراب من هذا التخوف ومن حق مناصري الحركة الشعبية والمتعاطفين معها والمساندين لها في فكرها ورؤيتها أن يبحثوا عن إجابة لهذا السؤال من مصادر هذا التخوف أو بتحليلهم هم مما يتبدى لهم من حقائق. فلربما كان هنالك اختراق من المركز لتنظيمات الهامش والعمل على اضعافها بطريقة أو أخرى، لانها–أي تنظيمات الهامش– أصبحت خصماً عليها، خاصة وأنها هي التي تتولى المواجهة المباشرة سلماً وحرباً مع نظام الإنقاذ المستبد وهي التي تملك الدوافع الأقوى في الاستمرار في هذه المواجهة. ومن ناحية أخرى، يشكل عزوف كثير من أبناء الهامش عن هذه الأحزاب السياسية المركزية الواهنة وانجاذبهم الطبيعي إلى التنظيمات التي تعكس بصدق مصالحهم الاستراتيجية وترسم بالرؤى وبالدماء ملامح مستقبلهم، يشكل مصدر قلق مستمر لهذه الإحزاب، التي كان لكثير منها القدح المعلى في لعب دور التهميش لردح من الزمن بحق مناطق السودان المتضررة من السياسات والتوجهات المركزية باشكالها المختلفة وألوانها المتباينة. ولذلك ظلت هذه الأحزاب تُمارس سياساتها الخبيثة لاستقطاب الأشخاص دون المجتمعات، لا سيما في ظل انهيار إنجازات الهامش من وثيقة الفجر الجديد والجبهة الثورية الى نداء السودان. إن المستفيد الوحيد من هذا الانهيار هو مؤسسات المركز وتنظيماته وقادته الذين يسمون أنفسهم بالمستنيرين في مواجهة تيار الهامش المندفع نحو التغير الآتي حتماً، طال الزمن أم قصر. إن الحركة الشعبية، بتاريخها النضالي المجيد، مؤسسة واذا حدث فيها تغيير مؤسسي فهذا منهجها وانعكاس لفكرها التحرري الأصيل. إن الذي يدور داخل الحركة الشعبية هو صراع بين رؤي مختلفة لأشخاص جميعهم يؤمنون بجدلية المركز والهامش، لكن هنالك طرف يُؤْمِن بإقليمية القضايا او خصوصية الأقاليم السودانية المهمشة وحقها في حلول تناسب هذه الخصوصية، بينما هنالك من يرى أن الحلول القومية السلمية يمكن أن تؤدي الى حل وتعالج القضايا ذات الخصوصية الإقليمية. ورجاؤنا هو أن تكون النتيجة النهائية لهذه الخلافات هي إرساء وترسيخ الممارسة الديمقراطية داخل الحركة، لتتعلم منها الحركات الأخرى في مناطق الهامش السوداني.

طه تبن
03/22/17

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..