النظافة من السودان

من دواعي الحذر والحيطة وجوب إقلاع العاقل عن صحافة الخرطوم و(لئن تصوموا تصحوا) وفي أخبارها ورأيها ما يحار فيه الطب بمختبراته فتجيء النتيجة المعملية دوماً سالبة بفضل تعزر الوصول للأسباب، لذلك تكون من البداهة اجابة ذاكرة الجهاز المعملي ـ (لا يمكن التعرف على هذه البطاقة)
وقد يبريء البعض صحافتنا بمنطق أنها وسيط إعلامي دوره منحصر في تسقط أخبار القوم ونشرها كما هي إعتماداً على القاعدة الإعلاميةـ قدسية الخبرـ إلا ان رأينا المتواضع ـ ليس كل ما يُصرح ينشر للقاريء البريء ليصاب بحر ماله في مقتل.. بالأمس خبر على صدر الصحف يقول مضمونه (السودان يتبنى دورة تدريبية لمساعدة دولة الجنوب على عملية النظافة) حقيقة إستدرجني العنوان فولجت طائعاً الى فخ المُتن لأجد ان النظافة المعنية هي القضاء على النفايات والمخلفات، وهو كما تعلمون ملف أزلي أريقت بصحنه تصريحات مسؤولة لا تحصى ولا تعد على كثرتها وخياليتها وخيلائها تفتقر للمسؤوليةـ (التصريحات) فالخرطوم التي تميزت بالنفايات حتى غدت أبرز معالمها، ونعجب لمد الأيدي الصديقة نحو الجنوب شقيق ـ الأمس/منشق اليوم وتلك فرية كبرى لا نملك لها سوى الترنم برائعة ـ حميد ـ في ذكراه الخامسة هذه الأيام(تكسي في الماشين عرايا وفوقا إنقطَّع هِديما)
وبالإمكان قيام دولة المشروع الحضاري في هجرة القوم الى الله بدور التدريب هذا في جانب النظافة ،وفق المشيئة الإلهية ـ لاـ مشيئة القوم وقد حصروها في الأماني السندسية ..ولا نستبعد تنفيذ القوم للمشروع الجديد وذاك رهين بـ(ولوج الجمل في سُم الخياط) أو مشروط بتهافت الألمان(جيرمان) على سفارتنا لديهم طلباً لتأشيرة دخول الى بلاد المعجزات بحثاً عن علاجٍ عجزت عنه مشافيهم بينما يوفره مستشفى أمبدة للحالات المستعصية! ولا أدري هل تنشر صحافة الخرطوم مثل هكذا أخبار شماتة في القوم أم إستهزاءاً بالقاريء المسكين الذي تحيط بمسكنه النفايات إحاطة الأزمات بهذا البلد المنكوب عمداً؟ وهل المصدرالمسؤول جادٌ في تصريحه غير المسؤول؟ أفيدونا أفادكم الله!
في رأيي كلاهما غير مسؤول أو جاد، ففيما يلي الصحافة فالأمر عندها محض إستثمار لا غير لذلك تتخير من الكتاب المثير الكثير الخطل، وأعجب لبعض الأقلام الراتبة تقحم القاريء في ما ـ لا ـ ناقة له ولا جمل،..بعض الأقلام درجت على ـ (الونسة) على شاكلة إلتقيت السفير الفلاني أو النجم الفرتكاني فقال لي وقلت له وتوصلت الى الفرق الضوئي بين بلده وبلادنا (ويا عيني عالإضافة العظيمة..والسِت عنايات فوق انها رقاصة ..كانت بترقص) مثل هذا الكاتب (رايحة ليهو) ويجهل حدوده المهنيه متخطياً الى دور الخارجية ليلتقي السفراء ثم يكتب جَزِلاًـ قال لي وقلت له ، كما هو جهول بان تقاربه مع البعثات الدبلوماسية يضعه تحت شبهة التخابر ضد الدولة . ثم لا يفوت على هذا الكاتب الجهبوذ ان ينقل للقاريء الكريم بان سعادة السفير نقل له مداومته على مطالعة زاويته المقروءة. هذا صنف، أما الآخر من الأقلام فهو معني بالترويج لبضاعته الكاسدة لذلك يعيد عبر زاويته الراتبة برامج من الامس بفضائية أو إذاعة ـ كان صاحب القلم العلم ضيفا مشرِّفا للحلقة وهو يجزل الأوصاف لمقدم /مقدمة البرنامج..الناجح /الناجحة..صاحب/ صاحبة البرنامج الأعلى مشاهدة و… و.. الى آخر حلقة الجلد المبرح للقراء. وليس بمستغرب على صحافة ذا الزمان كل ما تنشر
او ترى من رأي ، ولعل الصحيفة تحتاط دوما بتنويهها الراتب ـ (رأي الكاتب لا يعبر عن رأي الصحيفة) على غرار (العفش داخل البص على مسؤولية صاحبه) أما وقد أخلت الصحيفة مسؤوليتها ـ فلا نرى عزراً لمن أنذر والقاريء وحده وبحر ماله وفي كامل قواه العقلية من يقع تحت طائلة الانتهاك هذا.
عذراً
عذراً