فرعون منا آل البيت !!!!!

فى مقالى السابق (القرآن و العلم يدحضان دعاوى المصريين) تناولت بعض المعلومات التأريخية و العلمية المتعلقة بدعاوى المصريين بشأن الحضارة المصرية و لفظ (فرعون) و اصله فانهمر سيل من التعليقات إنصب على التدليس أو توظيف السياسة ضد العلم .
أحمد الله على أنى لم أتناول سيرة الشعب المصرى بالتجريح فلا السياسيون و لا الإعلاميون المصريون الرادحين يمثلون الشعب المصرى و لكن المسألة هى علم ليس أكثر, لا يستطيع أى مكابر أن يقدح فى حجية القرآن كمصدر لا غنى عنه لكثير من المعلومات, كما أن التحاليل العلمية الرصينة التى أجريت على حجارة الأهرام المصرية بواسطة مؤسسات علمية محايدة هى مصدر موثوق لا يتطرق إليه الشك.
علماء الاثار الغير مصريين الذين اخذوا التوراة مرجعا اقنعونا ان كلمة ( ب ر ? عا ) و التى معناها البيت الكبير هى اسم فرعون و قالوا أن هناك تشابها فى صوت ب ر عا و صوت منطوق فرعون فهل يا عالم هناك تماثل فى الصوت !!ام أن الثقافة التوراتية التى تقول ان فرعون ملك مصرالذى ذبح بنى اسرائيل هى التى جعلت علماء الاثار يلوون عنق النطق الهيروغليفى ليقنعوا العالم و المصريين بهذه الفرية ؟
رد علماء وأثريون مصريون بقوة على تصريحات مثيرة لوزير الإعلام السوداني أحمد بلال قال فيها إن فرعون الذي ذكر في القرآن الكريم كان سودانياً. وأكدوا استنادا إلى أدلة من التاريخ والكتب المقدسة أن فرعون مصريا.
وأكدوا لـ”العربية.نت” عدم صحة ما زعمه وزير الإعلام السوداني، موضحين أن القصة برمتها جرت وقائعها على أرض مصر، ومثبتة بالأدلة في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم.
وذكر العلماء المصريون أن تصريحات وزير الإعلام لسوداني استندت إلى دراسات ضعيفة وربما لكتابات هواة لم يدرسوا التاريخ أو المنهج البحثي المعروف والمتبع في مثل الدراسات. وأضافوا أن البديهي أن فرعون الذي ادعى الألوهية ليس فخرا لأحد الإنتساب إليه، لكنها حقائق التاريخ التي تؤكد مصريته.
وقال أحمد بلال وزير إعلام السودان إن فرعون الذي ذكر في القرآن الكريم كان سودانياً، مستدلاً بآية “الأنهار التي تجري من تحتي”، وإن مصر ليس فيها سوى نهر واحد.
فرعون رجل سئ و ليس من الشرف أن ينتسب إليه أحد و إنكار الإنتساب إليه وجب ان يكون علميا و إذا إنتسب أحد إليه فهذا شئ آخر-دينيا لا تزر وازرة وزر أخرى و على العموم أو رد فيما يلى مقولة الدكتور مصطفى وزيرى مديرا عام آثار الأقصر عن فرعون:
(المدعو فرعون الذى زامن عصر سيدنا موسى عليه السلام كان اسمه فرعون وليس ملكاً من القدماء المصريين كما ينتشر بيننا، ولكن كان من البدو الجبارين الذين يطلق عليهم الهكسوس، وحكم قطعة من مصر وطردهم أحمس لدى خروج موسى بقومه من مصر، والكلمة التى تطلق على القدماء المصريين ووصفهم بالفراعنة من الأخطاء الشائعة فى التاريخ ونشرها اليهود لكى يلصقوا بالقدماء المصريين تهما باطلة)، بتلك الكلمات فجّر الدكتور مصطفى وزيرى، مدير عام آثار الأقصر، فى ورقة بحثية أعدها لإلقائها بمحاضر لعدد من الطلاب الأجانب القادمين لمصر .
ويبدأ الدكتور مصطفى وزيرى حديثه لـ”اليوم السابع” حول تلك القضية التى حاول الإلمام بها وبكافة الأسانيد والأدلة التى تؤكد أن فرعون ليس مصريا ولا ينتمى للقدماء المصريين، قائلاً: “سيدنا موسى عليه السلام هو ابن عمران بن قاهت بن لاوى- الأخ الحادى عشر لسيدنا يوسف- بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وكان هناك قوم من البدو جبارين هم من الأعراب الهكسوس الذين استطاعوا الوصول لحكم جزء من مصر، وأن أواخر أيامهم حكمهم ملك طاغية اسمه (فرعون)، فأرسل الله سبحانه وتعالى إليهم من أنفسهم رسولاً كريماً من أهله وهو سيدنا موسى عليه السلام، الذى طالب بإخراج قبيلته (بنى إسرائيل) من سيطرة قبائل الهكسوس الهمجية، والذين تم طردهم على يد أحمس الملك المصرى العظيم، أثناء خروج سيدنا موسى مع قومه.
ويضيف مدير عام آثار الأقصر أنه لجبروت هذا الحاكم المدعو “فرعون” تحول اسمه إلى لقب لكل الملوك المصريين، ونجح اليهود فى جعله لقبا لملوكنا بهدف الإساءة بأننا نستحيى النساء ونذبح الأطفال، وهى صفة لم تكن أبداً للمصريين ولكنها للشعوب الهمجية التى لم يكن لها صلة بالشعوب ذات الحضارة والتاريخ العظيم، مضيفاً: “أما اسم فرعون فهو إسم علم لرجل من الرعاة الأعراب الهكسوس تجمعوا فى مكان بمحافظة الشرقية المسمى حالياً قنطير الختاعنة وجعلوها مقرا لحكمهم، تسمى أفاريس أو أواريس، وتعنى باللغة العربية المدينة، وأن هذا الرجل فرعون لا يمت بصلة لأسماء ولا لألقاب ملوك مصر من المصريين”.
وفند الدكتور مصطفى وزيرى أدلته على مفاجأته المدوية التى قد تغير مجرى التاريخ بأكمله، مؤكداً أن 17 سببا تؤكد وجهة نظره عن “فرعون”؛ أولها أنه لم تأت كلمة فرعون معرفة مثل الملك أو الأمير أو الإمبراطور، مما يدل على أنه اسم علم وليس صفة أو منصبا، وكذلك لم يأت هذا الاسم جمعاً أبداً، وذلك لأن أسماء الأعلام لا تجمع.
وتابع، أن لفظ “فرعون” هذا الاسم لم يذكر منسوباً لمصر أو للمصريين فلم ترد آية واحدة فى القرآن تقول إنه فرعون مصر، على غرار عزيز مصر أو ملك مصر، والأنبياء “إبراهيم ويعقوب ويوسف” رغم مجيئهم إلى مصر ومعاصرتهم لحكام فى عصورهم، إلا أنه لم يطلق على أى من هؤلاء الحكام لقب فرعون، فالحاكم الذى عاصر سيدنا إبراهيم أطلق عليه ملك، والحاكم الذى عاصر سيدنا يوسف أطلق عليه ملك فى خمس مواضع، بينما الحاكم الذى عاصر سيدنا موسى أطلق عليه فرعون فى 74 موضعاً فى القرآن، بدون أداة التعرف ال.
وأضاف، جاء اسم فرعون مصحوباً بياء النداء “يا فرعون”، وهى تأتى مع أسماء الأعلام فهو اسم علم وليس لقبا وإلا كانت قد جاءت “يا أيها الفرعون”، على غرار “يا أيها العزيز”، كما جاء اسم فرعون ملازما لاسمين من الأعلام، مرة قبلهما ومرة بعدهما، فلابد لغويا أن تكون كلمة فرعون اسماً لعلم مثل ما قبلها وما بعدها، قال تعالى ” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إلى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّى رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [الزخرف 46]، وقال تعالى ” ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى? وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ” [المؤمنون 45].
واستطرد، جاء اسم فرعون كاسم علم خالص فى مصدر من مصادر التأريخ القديم، فقد أتى عشرات المرات فى التوراة على النحو الآتى، فرعون ملك مصر 11 إصحاح 6 خروج، فاشتد قلب فرعون 13 إصحاح 7 خروج، أما من يعتقد بأن كلمة فرعون مشتقة من الكلمة المصرية القديمة “بر عا”، بمعنى البيت العالى أو القصر الكبير، فليس لها علاقة بشخص الملك أو اسمه مثل ما يقال حالياً عن (البيت الأبيض فى أمريكا ? الكرملين فى روسيا ? الكنيست فى إسرائيل)، ومن هنا نفند قوله تعالى فى سورة ص، من حديث فرعون وهو يقول ” فَاسْأَلْ بَنِى إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّى لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى? مَسْحُورًا” [الإسراء 101]، فرد عليه سيدنا موسى فى الآية 102 من نفس السورة “قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ وَإِنِّى لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً”، أى ملعوناً وناقص العقل وهالكاً، فهذا يدل على أن “فرعون” اسم للحاكم، وليس لقبا معينا، حيث إن سيدنا موسى رد الإساءة وذكر اسم فرعون مباشرة وليس الكنية.
وقال مدير عام الآثار بالأقصر: إن القرآن الكريم يثبت لنا ذلك فى آيتين من سورة التحريم وهما ” ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ”، فهنا تم تعريف الزوجة باسم العلم وهو اسم زوجها، وبالنسبة لامرأة فرعون أيضاً تم تعريفها باسم زوجها، وفى قوله تعالى “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ”، ويتضح لنا أن الله فى كتابه العزيز كما عرف النبيين نوح ولوط باسمهما عرف كذلك فرعون باسمه وليس لقبه.
وأضاف أنه لا يوجد مكان فى أرض مصر منسوباً لفرعون اللهم إلا حمام فرعون ويوجد فى سيناء وللعجب، حيث كان يعيش فرعون مع قومه، وجاء ذكر اسم فرعون كاسم علم لشخص آخر غير الذى عاصر سيدنا موسى، ففى أحد نصوص هيرودوت بالكتاب الثانى الفقرة الثالثة “وحين مات سيزوستريس خلفه ابنه فرعون وهو أمير لم تكن له مغامرات عسكرية….”، كما أن إطلاق كلمة فرعون على كل الملوك أمر شائع فكثير من أسماء الأعلام تحولت مع مرور الوقت إلى ألقاب؛ مثال ذلك “كسرى” حاكم الفرس حيث تحول إلى لقب وتمت تسميتهم “الأكاسرة”، “يوليوس قيصر” حاكم الروم تحول إلى لقب وتمت تسميتهم “القياصرة”، “النجاشى” حاكم الحبشة تحول إلى لقب وتمت تسميتهم بـ”النجاشيين”، جمال عبد الناصر رئيس مصر تحول اسمه إلى لقب “الناصريين”.
وتابع، هناك 5 ألقاب فقط للملوك المصريين (سا رع ? نب تا وى ? نسو بيتى ? حر نوب ? حر)، ولا يوجد بينهم لقب فرعون، اسم فرعون- أغلب الظن- مشتق إما من اسم البلدة العربية التى أتى منها وهى “فاران”، أو اسم قبيلة “فر عا” الموجودة حالياً فى وادى عسير فى غرب شبه الجزيرة العربية، كما أن الاسم الأصلى لموسى فى العبرية “موشييه” ويعنى كما تذكره التوراة “المنتشل من الماء”، كما هو معروف فى قصته، كما أن “مارييت” عالم الآثار الفرنسى قال إن قبائل الهكسوس كانوا خليطاً من العرب وأهل الشام، وأكثرهم من الكنعانيين، ويقول “بريستد” عالم الآثار الأمريكى الشهير: إن أبناء يعقوب وهم بنو إسرائيل، كانوا عرباً تابعين لإمبراطورية الهكسوس.
واستشهد مدير عام الآثار بقوله تعالى “وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أن يَقُولَ رَبِّى اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ” [سورة غافر]، مضيفا، يعتقد أن هذا الرجل هو سمعان ابن إسحاق كما جاء بتفسير الألوسى، وفى تفسير الثعلبى يقول إن هذا الرجل هو “حزقيل بن صبورة”، ويدل هذا على أن هذه الأسماء لا تمت بأى صلة للأسماء المصرية القديمة (سن نجم ? سن نفر- رخ مى رع -….)، وذكر ابن كثير أن أغلب التفاسير اجتمعت على أن هذا الرجل هو ابن عم فرعون.
وتابع، كما قال تعالى “وَقَالَ الَّذِى آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ” [سورة غافر]، ونلاحظ فى قول هذا الرجل بأنه حدثهم عن النكبات التى حدثت مع أقوام من الأعراب بنى جنسهم، ولم يحدثهم عن قوم إدريس مثلا ولقمان الحكيم لأنهم مصريون، وفى آية أخرى: “وأخى هارون هو أفصح منى لسانا، فأرسله معى”، وقال تعالى “إن قارون كان من قوم موسى”، وقال تعالى “وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم” [سورة إبراهيم]، وقال تعالى “أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس” [سورة يونس]، قال تعالى “إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم” [سورة آل عمران]، ومما تقدم من هذا الآيات القرآنية نستطيع القول بأن الرسول المرسل يأتى من قومه وبلغتهم ونعلم أن لغة هارون هى اللغة “الآرامية” وهى لغة الأعراب وبنى إسرائيل وليست لغة المصريين القدماء.
وهناك دليل آخر على أن هذا الحاكم الطاغى فرعون لم يكن مصرياً ولا حاكماً للمصريين بل كان حاكماً لقومه على قطعة من أرض مصر، نلمس ذلك عندما أرسل إليه هارون وموسى فقال تعالى “فأتيا فرعون فقولا إنا رسولا رب العالمين أن أرسل معنا بنى إسرائيل” [سورة الشعراء]، فرد الطاغى فرعون قائلاً لملئه فى قوله تعالى “قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون” [سورة الشعراء]، فرد فرعون وملؤه كما جاء فى قول الله تعالى “أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى” [سورة طه].
وأوضح وزيرى، نلمس من قول فرعون وملئه بأن فرعون لو كان مصرياً كما يدعى البعض لرحب بإخراج الأجانب من أرضه، مشيرا إلى أنه سعى بكل جهده للوقوف على تلك الحقيقة والقصة التى ذكرها الله فى كتابه، للتأكد من كون فرعون مصريا من عدمه، قائلاً: “لا يسعنى إلا أن أقول إننى فى تناولى لهذا الموضوع أن وفقت وأصبت فأجرى على الله، وإن لم فيكفينى شرف المحاولة”.
يعنى بإختصار وضح أن فرعون كان سعوديا لا مصريا و لا سودانيا!!!
[email][email protected][/email]
من هو فرعون موسى ؟؟؟
{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ}
إزاء تعدد الآراء في تحديد شخصية من هو فرعون موسى فقد وجدنا أن الأسلوب الأمثل الواجب اتباعه هو وضع النقاط الأساسية الثابتة ثبوتاً لا يرقى إليه الشك ثم عرض النظريات المختلفة حتى تصل إلى النظرية التي تستوفي هذه النقاط الأساسية ? كلها ? أو أكبر عدد منها فتكون هي النظرية الصحيحة.
وفي رأينا أن هذه النقاط الأساسية هي:
1- تسخير بني إسرائيل هو أول هذه النقاط ? وهو أمر ثابت بالقرآن الكريم.
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } [القصص: 4].
كما ورد أيضاً في التوراة إذ ذُكر كنبوءة لإبراهيم عليه السلام: فقال لأبرام: اعلم يقيناً أن نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم ويُستبعدون لهم فيُذلونهم أربعة مائة سنة (تكوين 15: 13). كما ذكر عدة مرات في سفر الخروج: فاستعبد المصريون بني إسرائيل بعنف، ومرّروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل، كل عملهم الذي عملوه بواسطتهم عنفاً (خروج 1: 14).
ولا بد للنظرية التي توضع أن توضّح لم كان هذا التسخير والتعذيب، فلا يكفي القول بأن بني إسرائيل كانوا مقربين من الهكسوس ليكون ذلك سبباً في هذا التعذيب فكم من جالية بقيت في دولة بعد إجلاء المحتل عنها ولم ينزل بها مثل هذا التنكيل أو بعضه.
2- تمسك الفرعون بعدم خروج بني إسرائيل من مصر، وليس الأمر رغبة في تسخيرهم في المباني والإنشاءات، فالمصريون بسواعدهم بنو الأهرامات ? أكثر من مائة ? وبنوا المعابد الضخمة ومئات المدن وأقربها عهداً مدينة أخيتاتون، وما بناء مدينتي بي رعمسيس وفيثوم إلا قطرة من بحر !!! ولا بد من تقديم تفسير كاف لإصرار الفرعون على عدم خروج بني إسرائيل من مصر بالرغم مما نزل به من ضربات من جراء ذلك.
3- الالتقاط من النهر: إن موسى هو من بني إسرائيل وبنو إسرائيل كانوا يقيمون في أرض جاسان شرق الدلتا {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} والقبلة هي الكعبة بمكة حيث لم تكن القدس قبلتهم ،وهذا الوجه القبلي شرق النيل… وألقي موسى في “اليم” النهر ليلتقطه آل فرعون، فيجب أن يكون موقع الالتقاط شمالي موقع الإلقاء لأن التيار يمشي من الجنوب إلى الشمال سواء كان الالتقاط من مجرى النهر ذاته أو من إحدى الترع المتفرعة عنه.
4- عند فرار موسى من مصر بعد قتل المصري لماذا لم يذهب إلى أرض فلسطين وكان بها فلول من بقايا الهكسوس كما كان بها (العايبرو) وهم يمتون بصلة ما إلى بني إسرائيل وكان من الطبيعي أن يلجأ إليهم فلماذا فضل الذهاب إلى أرض مدين!
5- كثير من النظريات التي قُدمت أهملت إظهار معجزتي العصا واليد في اللقاء الأول بين موسى وفرعون ثم تحدى السحرة بعد ذلك، وكذلك أهملت إظهار باقي الآيات التسع مع أنها أمور ثابتة في كل الكتب المقدسة.
6- فرعون موسى وصف في القرآن الكريم بأنه ( فرعون ذي الأوتاد ) ويجب تقديم تفسير مقنع لهذا الوصف المحدد ،وما هي الاوتاد ؟ وحسب تفسير القرآن بالقرآن فإن المعنى الظاهر (والجبال أوتادا) والهرم إنما هو جبل مصطنع معمور !
7- فرعون موسى ادعى الألوهية: {فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى } [النازعات: 23-24]، وهو ادعاء فعلي للألوهية، ويجب على النظرية أن تقدّم إثباتاً لهذا ولا يكفي أن يقال إنه نسب نفسه للآلهة، فجميع الفراعين بدءاً من الأسرة الخامسة كانوا يدّعون أنهم من نسل الآلهة.
8- فرعون موسى غرق أثناء مطاردته لبني إسرائيل، والعبرة تكون أبلغ لو أن الفرعون الذي غرق يكون هو نفسه فرعون التسخير، عما إذا مات فرعون التسخير ميتة طبيعية وكان الغرق من نصيب خَلَفِه، فإذا اتسعت حياة أحد الفراعين بحيث تشمل الأمرين معاً كان في ذلك غنى عن افتراض فرعونين.
9- حبذا لو أوضحت النظرية أن دماراً ما قد حاق بالآثار التي أقامها هذا الفرعون أكثر مما أصاب آثار غيره من الفراعين، لينطبق عليه قوله تعالى: { وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ } [الأعراف: 137].
10- وأخيراً يجب أن تتضمن النظرية تفسيراً لقوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً } [يونس: 92] إذ أن لدينا مومياوات كثر من الفراعين، والآية لتمامها وأكتمال الهدف منها ? لا بد أن تكون واضحة محددة، فأي المومياوات هي الخاصة بفرعون موسى ؟ وهل فيها شيء يمكن اعتباره آية؟
لا شك أن القارئ يوافق على أن هذه النقاط اللازم توافرها في أي نظرية توضع لبيان من هو فرعون موسى، والآن نستعرض مختلف النظريات التي قُدّمت ونرى مدى تحقيقها لهذه النقاط..
* قبل أن تبدأ بقراءة هذا البحث ,ارجو ان تنظر الى تمثال المهندس المعماري الفذ “هامان” الى اليمين والمحفوظ بمتحف هيلدسهايم، في ألمانيا والذي يعتبر الوحيد بين تماثيل المصريين القدماء الذي يعبر واقعيا عن شكل صاحبه , دون تنميقه ليظهر بالنمط الفرعوني الهجين المعتاد . فتقاسيم وجهه وجسده لا تدل أنه مصري بل أقرب ما يكون للشامي الفينيقي !
ولا يوجد تمثال لـ “خوفو” سوى الذي ـ الى اليسار ـ لم يتأكد ربطه به !
ويقال إن الوزير هامان لم يكن مصريا بل تم تبنيه بالاسرة الفرعونية وهو مهندس فينيقي بارع ,أنجز معلما معماريا هندسيا عظيما فاق معابد بعل في بعلبك و اجاريت و بيبلوس !!!
فما هي قصة هامان وقارون وزراء فرعون خوفو الذين جعلوه يدعي الألوهية ؟؟
* عام 1881 اكتشفت مومياء الملك رعمسيس الثاني في وادي الملوك ونقلت إلى خزانة المومياوات في الدير البحري ومن ثم إلى المتحف المصري في القاهرة بعد خمس سنوات من العثور عليها ، لتنطلق قماقم الجهل بالتاريخ والدين من معاقلها مع إصرار البعض بأن هذه المومياء تعود لفرعون موسى مفسرين الآية الكريمة ، التي تناولت قصة موسى مع فرعون ، على هواهم بمطابقتها قسراً على الأية الكريمة التي جاء فيها { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ} .
ولاشك أن السبب الذي أوقعهم في هذا الخطاً والإصرار عليه ، هو أن مومياء رمسيس الثاني كانت أول مومياء تكتشف بحالة شبه سليمة ، وقد فتنوا بها مع وجود الأظافر والأسنان وبعض الشعر على حاله . بل لقد ذهبوا بعيداً في الشطط والتقييم بأن يده عندما فكت الأربطة عنها أرتفعت عالياً ، مما يعني أنها كانت في موقف الدفاع وتغطية الوجه من سيل الماء العرم الذي داهمه بأقل من عشر من الثانية وجمد يده بالأعلى ؟! وهو تفسير موغل في البساطة حتى السذاجة ، إذ أضحوا جميعاً خبراء في الطب والكيمياء إلى جانب الفهم بالدين والتاريخ والجفرافيا.
إن سوق الأمور وتفسيرها بهذا الشكل المتسرع أمر مخجل لما يعتريه من جهل وإساءة للدين وطعن بإيمان المسلمين ، فهل يعقل أن تكون جثة الفرعون قد إنقذت وقتذاك وظهرت بعد أكثر من ثلاثة آلآف عام لتكون آية وإنذاراً لحكام مصر ؟! أم أن تكون إنذاراً للمصريين وهم على عتبة الاحتلال البريطاني لبلادهم العام 1882 ؟ فماذا إذن لو شاهدوا جثة “أوتزي” رجل الجليد في جبال الألب وقد حفظت هيئته بلباسه وشعره ولحيته منذ خمسة آلاف سنة وكأنه مات بالأمس دون تحنيط ، وماذا لو شاهدوا جثث أطفال ونساء المحنطة في كهوف جبال البيرو بأمريكا الجنوبية وفي جرينلاند المتجمدة ولازالوا في ثيابهم الجلدية على حالتهم من التجمد منذ خمسمائة عام ؟! فماذا كانوا سيقولون وماذا كانوا سيدعون ؟؟؟
لو تأنوا قليلاً وتمحصوا لوجدوا أن التفسير الأصح للآية الكريمة وأبعادها هو أن الله سبحانه وتعالى كان ينذر بها قوم فرعون ومن سيخلفه من الحكام وقتذاك ، بألا يسيروا مسيرة فرعونهم في تأليه أنفسهم والتباهي بالقوة والخلود إلى حد أجبار الشعب المصري قهراً على السجود له في الدخول والخروج وعند سيره في الشوارع بما لم يسبقه إليه أحد من قبله . لذا فإن إغراقه وتنجية بدنه كان آية للناس وإنذاراً صريحاً لمن خلفه من الحكام المباشرين ، ليظهر الله مدى ضعف هذا الفرعون وقلة حيلته وتفاهته ، ونهياً لهم عن إدعاء الألوهية . لذا فإن هذه الحالة ، بالمصير البشع الذي آل إليه لاتنطبق على رعمسيس الثاني الذي لم يدع الألوهية مطلقاً ، بل تنطبق على فرعون آخر سنأتي على ذكره في سياق المقال بعد أن نطلع على الحالة الدينية لكلا الفرعونين وفقاً لما يلي :
* رعمسيس الثاني : هو صاحب المومياء المثيرة للجدل ، وهو آخر ملوك الدولة الفرعونية الحديثة التي حكمت بين 1290 و 1223 ق.م. التي خرج منها أخناتون الفرعون الموحد لله الواحد الفرد الصمد . ورعمسيس هذا هو حفيد رمسيس الأول وابن الملك سيتي الأول ، وهي أسرة متدينة بنت معابد عدة تقرباً من الآلهة ولم تتعرض لديانات وعقائد الآخرين . مع انهم كانوا وثنين كفار ..
وقد اتبع رعمسيس الثاني خطى والده وجده فبنى عدداً كبيراً من المباني الدينية بما لم يسبقه إليها أحد من الفراعنة ، فأتم المعبد الذي بدأ والده ببنائه في ابيدوس ثم بنى معبداً صغيراً خاصاً به بجوار معبد والده . وفي الكرنك أتم بناء المعبد الذي شرع به جده رمسيس الأول ، وأقام في طيبة معبد الرامسيوم ، وهو معبد جنائزي ضخم بناه تقرباً من الإله أمون . كما أقام معبد أبو سنبل المعروف بضخامته وأقام بالقرب منه معبداً صغيراً في الصخر بجانب تمثال زوجته نفرتاري كرسه لعبادة الإلهة حتحور إلهة الحب . كان رعمسيس الثاني مثل معظم ملوك المصريين يطلق على نفسه أسماء عدة ، تدل على تدينه وتقربه من الألهة ، منها : “سر معت رع” وتعني المخلص للإله رع ، و”ستب أن رع” وتعني الخادم الدائم لرع . وقد أطلق عليه أبوه عند ولادته أسم “راماسي ماري أموم” أي المولود من أجل رع والمحبوب منه ، مما يدل على تدين والده وأسرته أيضاً . وقد أطلق على نفسه أسماً إضافياً عند التتويج هو “يوزر ماعت رع ستب إن رع” أي المستمد قوته من الإله رع والمختار منه لخدمته .
أما بعد فإن ماسقناه يعد كافياً لإزالة الإلتباس واستبعاد الملك رعمسيس الثاني من الإدعاءات التي كانت تدفع بأنه فرعون موسى نظراً لتدينه وولائه للآلهة ، بعكس فرعون الخروج الذي ادعى الألوهية لنفسه .
إلا أن هذا الإيضاح يدفعنا إلى التساؤل ، إذاً من هو فرعون موسى أو فرعون الخروج الذي أشار إليه القرآن الكريم وأشغل الناس والباحثين منذ زمن ؟؟
إنه سؤال ضروري وملح ، ولكن لايمكن أن نصل إلى نتيجة لمعرفة هذا الفرعون إلا باستعراض سيرة كل الفراعنة الدينية الذين حكموا مصر من “نارمر” الى أخناتون ونفرتيتي حتى “كليوباترا” ،و إنتهاء الحكم الفرعوني مع “مارك أنطونيو” الروماني ، وعندها سنضع حداً لتلك الأسئلة المزمنة ونحصل على الجواب الشافي بالبرهان والقرائن والخبرة والمعرفة .
* سيرة الفراعنة الدينية : لم يعرف عن الفراعنة جميعهم إدعاء الألوهية سوى من ملك واحد هو الفرعون “خوفو” الذي دعا الناس إلى عبادته مع إنكاره المطلق لله والأديان الأخرى ولآلهة أسلافه ، مما يضعه في موضع الشك ، بأنه فرعون موسى أو فرعون الخروج ، الذي سوف يتحول إلى يقين مع إستعراضنا لسيرة عائلته الدينية ومجتمعه وممارساته خلال حياته وفقاً للتالي :
* أسرة خوفو : ينتمي خوفو إلى حكام الدولة القديمة التي حكمت لمدة ألف عام امتدت من 3200 إلى 2190 ق.م. وقد عبد ملوك هذه الأسرة الأوائل ، من نارمر إلى مينا ، الآلهة حتحور ورع وأمون وحورس الصقر رب الصعيد وآلهة أخرى عديدة .
وقد تميزت هذه العائلة ببناء الإهرامات ، وكان الملك زوسر جد خوفو هو الفرعون الأول في هذه الأسرة الذي عمد إلى بنائها ،كلف وزيره المهندس المعماري أمحوتب (القرن 30 ق.م) وهو كذلك أول طبيب، وأحد أشهر المهندسين في مصر القديمة ورفع إلى درجة معبود بعد وفاته وأصبح إله الطب. فبنى هرم سقارة المدرج من ست مصاطب غير متساوية ليكون قبراً لسيده بعيداً عن باقي المقابر ، وقد بنيت غرفة دفن الملك من الجرانيت . وكان متديناً جداً بحيث أنه كان يقدم القرابين للإله خنوم معبود الشلال لوقف الجفاف الذي ضرب مصر وقتذاك لسبع سنوات متتالية مع نقص فيضان النيل .
أما والد خوفو الملك “سنفرو” فقد حاول أن يصلح أخطاء هرم سقارة في بناء هرم حقيقي إلا انه كان يحتاج للعمال المهرة في صقل الحجارة وتركيبها ونقلها فقام بحملة إلى بلاد النوبة وعاد بسبعة الآف أسير للعمل في البناء وقطع الحجارة إلى جانب العمال المصريين من الفلاحين الذين لم يكونوا يحسنون البناء أو نحت الحجارة كما أهل النوبة مع تفرغهم للزراعة ، فاستعان بعمال ليبيين لتحسين العمل إلا أنهم فشلوا جميعاً ، رغم مرور أربعة عشر عاماً من العمل الدؤوب ، في بناء هرم سليم الزوايا ومتماسك .
وقد وصلت طبقات هرم سقارة إلى ثمانية دون نتيجة ذلك لعدم خبرة المهندسين الذين تولوا هذا العمل . فانتقل الفرعون من بلدة ميدوم إلى بلدة دهشور مع مهندسين جدد لبناء هرم جديد إلا أن الوضع كان أسوأ من الأول إذ بدأ الهرم الجديد يغوص في الرمال ويميل تحت ثقل الحجارة ، فدعي بالهرم المائل . وعندما حاول أن يستعين بالفنيقيين لتصويب الأمر كان الوقت قد فاته وقد وافته المنية بعد أربعاً وعشرون عاماً من الحكم الذي تميز بالعدالة والإستقرار ومحبة الشعب له الذي كان يصفه بالملك الرحوم والكريم المحبوب ليخلفه ابنه “خوفو” ، ولتبدأ مأساة الشعب المصري وعذاباته مع هذا الفرعون الجديد .
{وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ}
* الفرعون خوفو : ورث هذا الفرعون عن والده مملكة قوية وثروة طائلة وكان دائم المرافقة له في غزواته وحله وترحاله لأنه كان قوي الشكيمة شجاعاً في المقاتلة جباراً عنيداً لايخاف . وقد أنبهر بالأبنية التي بناها والده وببناء الإهرامات التي شهد نموها وفشل محاولات إنجاحها . وقد خلقت هذه الإهرامات على عظمتها نوعاً من الغرور والتباهي والتعالي لديه إلى حد إدعاء الألوهية والخلود لنفسه . فكان أول مافعله في هذا السبيل لتأليه نفسه أنه بدل اسمه من “خنم خواف لي” أي: العبد الذي يعيش بحماية الإله خنوم ورهبته ، إلى أسم “خوفو” أي: المعبود المهيب الذي نخافه .
وبذل الأموال الطائلة في تقريب وإقناع بعض الكهنة للتخلي عن عبادة ألهة أبائه وأجداده وإزالة صورهم من المعابد وتماثيلهم ووضع صوره وتماثيله مكانهم والدعوة إلى عبادته ، ومن كان يعترض منهم على دعوته تلك كان يعمد إلى قتله . ومن أجل تمرير خطته والدعاية لنفسه لجأ إلى السحرة ليسوقونه لدى شعبه كإله قوي لاشريك له وجعل لنفسه عيداً سنوياً يدعى يوم الزينة الكبير ، كان يجري بحضوره حيث كانت السحرة تجترح فيه العجائب بسحرها أعين الناس فتجعل من الهر فاراً ومن الذئب خروفاً وتشطر الرجل إلى نصفين خداعاً بسحرها فيعيده الفرعون إلى حالته الأولى بتواطء مع السحرة فتضج الناس وتبدأ بالسجود له فيزيده ذلك غروراً إلى حد الإدعاء بخلق العجول بالآلآف حيث كان يعمد إلى استيرادها سراً من بلاد النوبة عند حدود مصر الجنوبية ويضعها في مزرعة خاصة ويرسل مناد في قومه بأن الملك منشغل لأيام في خلق العجول لبيعها من المزارعين الذين كانوا يتهافتون عليها كعجول مقدسة ، ليزيد من شعبيته وتثبيت ألوهيته ؟!
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}
* هامان : هذا الغرور دفع خوفو إلى التفكير في بناء صرح عظيم أكبر وأعظم من بناء الهرم الذي كان يسعى إليه والده سنفرو ، فأرسل إلى التجار الفنيقيين ، الذين كان والده يتعامل معهم حيث كانوا قد بنوا له اسطولاً بحرياً من الخشب من أربعين سفينة بدلاً من الخوص والبردي لنقل الحجارة والرخام أينما وجدت على طول بحر النيل لتساعد في بناء الهرم وأحضروا له خشب الأرز من جبل لبنان لصنع أبواب قصوره وفي تدعيم الأحجار في داخل هرمه في دهشور ، ليطلب منهم معاونته كما كانوا يعاونون والده لبناء هرم ضخم بعلو شاهق سليم الأضلاع ، فأشاروا عليه بمهندس فنيقي مشهود له بالبراعة الفائقة في بناء المعابد والأبنية الضخمة يدعى “هامان أنو” أو ” هامانو ” إختصاراً كما وجد منقوشاً في أعلى غرفة الدفن في هرم خوفو . فأرسل إليه فجاءه بلباسه الإرستقراطي برداء حريري بتفصيلة فنيقية يلتف عند الكتف الأيمن كما بدا في تمثال صغير له عثر عليه في سرداب سري بمدفنه قرب هرم خوفو مع مذكراته .
بعد جولة في مصر امتدت لأسابيع عدة إقترح المهندس “هامان آنو” ، الذي اتخذه الفرعون وزيراً له بعد ذلك ،وزوجه بنتا فرعونية من أسرته, موقعاً جديداً بعيداً عن إهرامات والده ، لبناء هرمه الكبير فوق هضبة في الجيزة ، موقعه الحالي ، لقربها من مقلع للحجر الكلسي بحيث يمكن جر هذه الحجارة بعد تقطيعها إلى موقع البناء القائم على ثلاثة عشر فداناً وبارتفاع 146 متراً . وقد بنى ” هامان ” مدينة عمالية قريباً من الهرم كانت تضم صالات ومطابخ للطعام ومستشفى وأطباء لمعالجة حوادث العمل الطارئة وقاعات للنوم ، بل بنى غرفاً عدة مستقلة لمن يرد إحضار إسرته .
وقد استغرق البناء عشرون عاماً ساهم فيها خمس وعشرون ألف عامل بصورة دائمة ، حيث كانت تقطع الحجارة وتصقل بأيد مهرة شارك بها فنيقيون متمرسون ينقلونها بخبرتهم سحباً على الرمال مهما بلغ وزنها لترتفع على هضبة تتنامى يوماً بعد يوم بأيد مصرية وفق تنامي البناء وعلوه ليعاد إزالتها خلال فترة وجيزة مع الإنتهاء من بناء الهرم لتظهر عظمة البناء المخبأ ومقدرة المهندسين الفنيقيين على هذا الإنجاز العظيم الذي تعمدوا تخبئته أثناء البناء ليكون مفاجأة للجميع .
{إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}
* الفرعون وموسى : عندما شرع خوفو ببناء الهرم فإنه بعد سنوات من المباشرة به إحتاج إلى الكثير من المال مع خطة هامان الجديدة بإعطاء العمال حقوقهم واستيراد بعضهم من الخارج والعناية بهم ودفع الرواتب المجزية واستبعاد السخرة ، مما عنى المصاريف الكثيرة .
فلجأ الفرعون إلى أثرياء مصر و امرهم بالمساهمة في تمويل مشروعه العظيم ، فخاف بنو اسرائيل وكانوا أصحاب مال على أموالهم ومدخراتهم التي جمعوها بأرض مصر من خلال عملهم بالتجارة والصناعة منذ 200 سنة , فعقدوا العزم على الهجرة إلى فلسطين واليمن والجزيرة العربية هرباً من بطشه وحزموا أمرهم في يوم معين للرحيل فقام أحد الخونة الأثرياء منهم اسمه “قارون” بإطلاع الفرعون خوفو على خطة قومه و زين له سلبهم أموالهم، فدهمهم جنود الفرعون ونكلوا بهم وصادروا مالديهم من أموال وجدوها بحوزتهم ورموا بقادة الاسباط في السجون واستحيوا نسائهم وقتلوا أطفالهم وكل مولود حديث ذكر فعانوا محنة عظيمة غير متوقعة ، فأرسل الله إليهم نبيه موسى عليه السلام في طور سيناء خلاصاً لهم ،ويدعو فرعون الى الإيمان بالله تعالى، إلا أن الفرعون أبى .
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ * وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَىٰ مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}
فأمر موسى عليه السلام فرعون أن يدع بني إسرائيل يخرجون معه من مصر ، فرفض فرعون أيضا ،وعندها طلب خوفو من هامان أن يوقد له على الطين ليطلع على إله موسى ، وذلك منتهى الكبر والغرور والحماقة .
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ}
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}
قيل أن الإيقاد على الطين كان لصنع طوب وبناء برج مرتفع يصعد اليه وقد يكون هذا قبل تمام بناء الهرم !!
وقد بنيت الأهرام خلال 23 سنة , وهي مدة مكث موسى يدعو فرعون وقومه !
وقيل أن الإيقاد على الطين قد تكون لصنع العدسات الزجاجية المكبرة والمعنى بناء صرح أي مرصد فلكي ليبحث عن إله موسى كما زعم استخفافا لعنه الله .
كما ورد عن صرح سليمان الزجاجي {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ}
وقيل أنها إحدى الخدع التي كان يستعملها خوفو لخداع المصريين, علمه أياها وزيره “هامان أنو” الفنيقي حيث كان يشعل الطين الممزوج بالقار “الرمل النفطي” في الأعياد والمناسبات الدينية في مشاعل من أوعية حجرية فتلتهب لأيام بنار عظيمة ، ولتلتهب الجماهير معها بالتهليل والصراخ وتقع سجوداً لخوفو على هذه المعجزة ، وهي من أساليب الحرب التي استعملها الفنيقيون في سفنهم ضد أعدائهم . وفي مفاخرة من خوفو ليطلع إلى رب موسى اشعلت نيران عظيمة أضاءت ماحولها ، فألقى موسى عصاه في الهواء بإذن الله تعالى فإذا بعاصفة رملية تخرج من الصحراء تصفر بصوت مخيف تلتف عالياً حول المشاعل الملتهبة فأطفتها،أذهل الفرعون ومن معه وأصابهم الرعب ، واتهم موسى بالسحر ودعاه إلى المنازلة مع سحرته يوم الزينة :
{قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى}
وكان ماكان .
{فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ * لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} فصلبهم فرعون على جذوع النخل وكانوا شهداء الحق في مملكة الباطل !!!
* ما قبل النهاية …
فأرسل الله تعالى عليه وقومه الكوراث آيات بينات {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}
فهجر فرعون وقومه “منفر” وهي العاصمة ممفيس ومكانها الحالي بالقرب من هرم سقارة على بعد 19 كم جنوب القاهرة, هربا من العذاب النازل بهم , فجمع بنو اسرائيل الذين لم يصبهم العذاب أموال المصريين و متاعهم المتروك !!!
{فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ*كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}
ولما فرغت المدينة من فرعون و جنوده الهاربين من القمل والجراد والدم والضفادع ,أمر الله تعالى موسى أن يتجه بمن آمن معه نحو الشرق .. فأبلغ بعض الخونة من جواسيس فرعون في بني اسرائيل خبر استعداد موسى وقومه السفر ليلا
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } فانتظر فرعون خروجهم وجمع جنوده : {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ}
وقد رفض أكثر بنو اسرائيل ترك مصر و الخروج مع موسى الى المجهول !!
{فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ}
وعندها سار بهم موسى ليلاً ليجتاز بمن آمن به من قومه, صحراء سيناء باتجاه بيت المقدس . فلحق بهم الفرعون في موكب إحتفالي ضخم ضم كبير الكهنة والسحرة وعبيده مع الطبل والزمر .
{فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ}
فأدركهم خوفو وهم يسيرون حول اصبع خليج السويس “اليم” الذي كان شبه متصل بالبحيرات المرة شمالا غربا وذلك سعيا للالتفاف حولها .
{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}
فانحسر اليحر بأمر الله تعالى واجتازه موسى والمؤمنون .. ولما وصلوا الى الضفة الأخرى ,رأى خوفو أن الأرض يباس والماء منحسر فاندفع بجنده حتى لما صاروا وسطها , أركس الله تعالى فرعون وكسفه وأغرقه وجيشه في “اليم” التي هي البحيرة المرة الكبيرة المتصلة بخليج السويس, ثم لينجيه وحيداً ببدنه ملقى على الرمال أمام ذهول أتباعه ودهشتهم .
{وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ * وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
دنا فرعون من اليم وأصحابه بعد ما جاوز موسى ببني إسرائيل ; فلما نظر فرعون إلى البحر منفلقا, قال: ألا ترون البحر فرق مني, قد تفتح لي حتى أدرك أعدائي فأقتلهم . فخاضوا به جميعا .
أما لماذا أنجى الله سبحانه وتعالى فرعون ببدنه حيث ذهب ألوف من جنوده في اليم طعاماً للتماسيح والوحوش على الضفاف بحيث لم يتبق منهم أحد؟
فإن نجاته لم تكن سوى لحكمة منه مع إطلاعه على السر وأخفى ، إذ كان فرعون قد اتفق مع كهنته ان لاتقام له أي حفلة جنائزية علنية عند موته بل تنقل جثته سراً إلى مدفنه في الهرم على أن يقال للناس أن الفرعون في غيبة طويلة لخلق البشر والشجر والحيوانات والنبات ؟! للإبقاء على ألوهيته بعد مماته ، وأنه قد إنتدب إبنه “خفرع” ليقوم مقامه طوال غيابه ! يقول الله تعالى :
{۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }.
لمن خلفه ممن آمن به إلها خالقا … يخافه و يرجوه .لا لزوار المتاحف !!!
فلو التهم البحر الفرعون لثبتت ألوهيته وعظمته بأذهان قومه السذج وقتذاك مع غيابه وفقاً للخطة الموضوعة بالقول أنه غاب في شأن إلهي لصالح خلقه من البشر ، ولكن الله أظهره ليفضح أمره ونفاقه وكذبه حيث اجتمع خلق عظيم عند موته ورأوه ملقى على الأرض بين أرجلهم وقد لفظته موجة كبيرة بعلو مائة متر من بين كل الغرقى وألقت به أمام الناس شبه عار فأمسك بجثته كبير الكهنة وهزه قائلاً إذا كنت إلهاً فكيف مت غرقا عاجزا؟ لولا أنك كاذب وكافر ومنافق .
ثم سحبت جثته بعربة يجرها حمار وتم التجوال بها في المدينة بأمر من رئيس الكهنة الذي كان حاقداً عليه لتسفيهه ألهتهم وقتله المعارضين من رجال الدين لألوهيته ؛ ومع تضامن الكهنة معه فقد أمر بإزالة كل التماثيل والنقوش والصور المتعلقة بخوفو عن جدران المعابد ، بعد أن اختفت جثته وزال أثرها دهساً بالأقدام ونهشت جيفته الكلاب المسعورة ليلاً لما تبقى منها قبل إنبلاج الصباح .
حتى أن هرمه الكبير لم يجدوا به نقشا أو نحتا أو رسوم “فريسكو” تدل على صاحبه . أما هامان باني الهرم ووزير خوفو فقد كشف مدفنه في سنة 1925 بحذاء الهرم تحت الأرض وليس فيه سوى تمثاله الفريد الذي أخذه الألمان .. وفي سنة 1992 تم كشف سرداب سري خلفه وجد صندوق خشب أرز به مذكرات هامان و تمثال صغير له .. أما مذكراته فبيعت الى فرنسا ..وراح علماء الهيروغليفية يدرسونها ولم ينشر منها الا نذر يسير !!!
لقد كان رد فعل الجماهير غاضباً بعد الإستماع لخطاب رئيس الكهنة وبعضهم يردد ، كيف لإله أن يغرق ويموت ويلقى في الأرض وهو الذي كان يدعي الخلود والقوة وخلق البشر بعد 63 عاماً من السلطة ؟
وهذا يفسره عدم اللحاق بموسى بعد هذه الحادثة انتقاما لفرعونهم الغريق!!!
ولقد اختفت آثار خوفو نهائياً منذ ذلك الوقت من المعابد الدينية إلا من تمثال صغير من العاج عثر عليه في محافظة المنيا بطول”7 سنتم” وضع بالمتحف المصري في القاهرة و يشك في نسبته لخوفو لسوء صنعه و شح المعلومات عليه .
لذا فإن موته كان طياً لصفحة الكفر الصريح وادعاء الألوهية وإنكار وجود الله , كما كان إظهار جثته سليمة للتعرف إليه تنبيهاً ونذيراً لمن سيخلفه في الحكم لئلا يحل به نفس المصير .
وكان لهذا السخط على خوفو دفع لعدم إكمال ابنه الذي خلفه الهرم و نقشه و رسمه و تزيينه بالألوان والرسوم و عدم توثيق موته في حجرة التابوت وسط الهرم و عدم وجود الغطاء الحجري العظيم فوقه …لأن جثة خوفو قد قطعت وهلكت !!!
لم يكتمل الهرم ولا زين ولا وثق صاحبه ..ولولا كتابة مخفية اكتشقها مغامر بريطاني ويشك انها من تزويره على حجر في سقيفة المدفن زعموا أن كاتبها احد عمال البناء , وهي خرطوشة رسم بها اسم خوفو في سقف العلية بلون أحمر قاني ولا يمكن تأكيد صحته , فأكدوه دليلا أنه “هرم خوفو” وقد رفضت حكومة مصر تكرارا إجراء فحص كربون على الدهان الاحمر لكشف تاريخه ,لعلمهم بأنه مزور !!
والعجيب أن لا أحد من فراعنة مصر أقدم على استخدام هرم خوفو لنفسه ولا أحد نقش عليه شيء من بعده وكأنهم كانوا يخشون أن تصيبهم لعنة أو نحس أو سوء كمصير “خوفو” مدعي الألوهية الأخرق !!!
إن جو الفوضى الذي حل بعد موت خوفو بالغضب الشعبي الذي عبر عنه بتكسير ومهاجمة كل مايمت إلى عبادته الخرقاء بصلة ، قطعت الطريق على إبنه خفرع في التأخر باستلام الحكم لسنوات عدة خوفاً من الغضب الشعبي العارم ، بحيث أن إسرة الفرعون أختفت من قصورها ، التي نهبت وأحرقت ، إلى جهة غير معروفة من خلال بعض حراس القصر الأوفياء ليستولي على الحكم أحد ضباط الجيش لينصب نفسه ملكاً ويطلق على نفسه أسم “جرف رع” أي الخادم الأمين لرع ، بدعم من رئيس الكهنة “موت رع” أي المخلص لرع حتى النهاية .
ولم يتسن لابن خوفو ، الفرعون خفرع ،أن يستلم الحكم إلا بعد وفاة الملك “جرف رع” ورئيس الكهنة ، وتعهده للكهنة باحترام الإله “رع” وعبادته .
ومنذ ذلك الوقت فإنه طوال العهد الفرعوني لم يجرؤ احداً من الحكام على إدعاء الألوهية والقدرة على الخلق .
وبناء على ماتقدم فإن فرعون موسى أو فرعون الخروج هو الملك “خوفو” وليس أي فرعون آخر جاء بعده .
نحن نتبرأ منه لأنه ادعى الالوهية ولكنه مجرد فرعون نوبي من عدة فراعنة حكموا مصر وذكر الله في القرأن (وارسل في المدائن حاشرين. ياتيك بكل ساحر عليم) يعنى ليس قطعة ارض فقط ولكن كل المدائن المصرية كانت تتبع له… وكيف لا يكون حاكما لمصر والله يقول على لسان فرعون (أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تجري) ولو كان حاكما لقطعة من الارض لما طغى وتجبر … فمثلما تماثيله ومعابده موجودة في القاهرة وكذلك في اسوان وما بعد اسوان في ابوسمبل وكذلك في السودان في الكرو وهذا يدل على انه كان حاكما للسودان ومصر
يعنى بإختصار وضح أن فرعون كان سعوديا لا مصريا و لا سودانيا!!!
هههههههه بالغت يادكتور
يكفي السودان سوءاً فرعون الشهير بعمر حسن أحمد البشير
في المقال السابق استعان كاتب المقال بمرويات مجهولة السند تقول ان فرعون عربي و علقت عليه بأن الاستدلال بالمرويات او الروايات من الامور التي يعيبها الكاتب على الاخرين , فلماذا يكيل بمكيالين؟؟ في هذا المقال حاول كاتب المقال الربط بين دعوى وزير الاعلام السوداني و الدكتور المصري وزيري , بالرغم من أن الدكتور المصري لم يتحدث عن السودان بل ربط الموضوع ببلاد الشام و الجزيرة العربية مما يعني ان الزاوية 108 درجة بين قول الوزير و قول الدكتور !! فلماذا يا كاتب المقال؟
ينقل كاتب المقال وجهة نظر رجل مصري و هو الدكتور مصطفى وزيرى، مدير عام آثار الأقصر و هدفه – وهو امر لا غبار عليه- أن ينفي اية صلة لطاغية ادعى الالوهية بالجنس المصري القديم و لكن كل الادلة القرءانية التي قدمها الدكتور مصطفى تدعم فقط ان اسم فرعون لم يكن لقبا لملوك مصر في وقت من الاوقات و لا تتضمن اي امر ذي بال فيما يتعلق بنسب فرعون و انتمائه القبلي او العرقي و بالتالي لم تقدما ( لا انت و لا الدكتور) من القرءان الكريم مايشير الى عدم انتماء فرعون للجنس المصري .
طبعا كون فرعون مصريا او عربيا او زنجيا , فهذا لن يضر من ينتمون لهذه الاجناس.
نصوص القرءان الكريم واضحة في أن بني اسرائيل قوم و فرعون من قوم ءاخرين و بالتالي فرعون ليس من بني اسرائيل قطعا , كما انه لا يوجد في القرءان الكريم ما يدل على وجود صلة تقارب بين القوميتين ( مثل اتماء القومين لجد واحد مشترك).
استدلال وزير الاعلام بقوله تعالى عن فرعون” أليس لي ملك مصر و هذه الأنهار تجري من تحتي ” في غير محله فكلمة نهر عند العرب تعني مجرى مائي سواءا كان نهرا او جدولا او واديا و لا تعني المعنى الجغرافي الحديث المعروف حاليا , قال تعالى في سورة الكهف ” كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا ” , من البدهي ان المقصود بالنهر هنا جدولا او قناة مائية و ليس نهر كالنيل الازرق مثلا.
بعض الوقفات :
1.استدلال د. وزيري بقوله : ((، كما قال تعالى “وَقَالَ الَّذِى آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ” [سورة غافر]، ونلاحظ فى قول هذا الرجل بأنه حدثهم عن النكبات التى حدثت مع أقوام من الأعراب بنى جنسهم، ))
غير موفق , فمن الحقائق ان بني اسرائيل كانوا في مصر لعدة أجيال قبل موسى عليه السلام و اختلطوا بالمصريين و هذا الرجل مؤمن ءال فرعون ءامن بالرسالة و هو من علية القوم , فما الغريب في أن يؤمن بقصص الانبياء السابقين مع ملاحظة ان نوح عليه السلام ليس من العرب لأنه جد الكل أي مشترك بين الكل .
2. .استدلال د. وزيري بقوله ((وقال تعالى “إن قارون كان من قوم موسى”، وقال تعالى “وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم” [سورة إبراهيم]، ….. ومما تقدم من هذا الآيات القرآنية نستطيع القول بأن الرسول المرسل يأتى من قومه وبلغتهم ونعلم أن لغة هارون هى اللغة “الآرامية” وهى لغة الأعراب وبنى إسرائيل وليست لغة المصريين القدماء.))
غير موفق , فموسى عليه السلامترب في قصر فرعون و بالتالي هو تلقائيا يتكلم اللغة القبطية بالاضافة الى العبرية و هذا أمر لا يحتاج الى شرح و لكن ماذا نعمل مع العقول عندما تتحيز!!!
3. نقل كاتب المقال عن وزيري : ((وأوضح وزيرى، نلمس من قول فرعون وملئه بأن فرعون لو كان مصرياً كما يدعى البعض لرحب بإخراج الأجانب من أرضه، )) أمر في غاية التهافت ,
أ.فهؤلاء اولا لم يكونوا أجانب بل كانوا سكانا غير أصليين
ب. كان فرعون و قزمه يستعبدون بني اسرائيل و يستفيدون منهم لذلك رفض خروجهم
ج. اذا كان فرعون قد ادعى الألوهية , فهل يعتقد كاتب المقال أنه سيسمح لنبي دعاه الى عبادة الله أن يخرج بقومه من أرضه ؟؟؟ بالتأكيد لا لأن فرعون يريد ان يثبت لقومه أنه فعلا اله .
يبدو ان د. وزيري اخذ من كتاب كمال الصليبي المسمى التوراة جاءت من جزيرة العرب و هو موجود على النت و موجودة ايضا بعض الردود عليه.
من هو فرعون موسى ؟؟؟
{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ}
إزاء تعدد الآراء في تحديد شخصية من هو فرعون موسى فقد وجدنا أن الأسلوب الأمثل الواجب اتباعه هو وضع النقاط الأساسية الثابتة ثبوتاً لا يرقى إليه الشك ثم عرض النظريات المختلفة حتى تصل إلى النظرية التي تستوفي هذه النقاط الأساسية ? كلها ? أو أكبر عدد منها فتكون هي النظرية الصحيحة.
وفي رأينا أن هذه النقاط الأساسية هي:
1- تسخير بني إسرائيل هو أول هذه النقاط ? وهو أمر ثابت بالقرآن الكريم.
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } [القصص: 4].
كما ورد أيضاً في التوراة إذ ذُكر كنبوءة لإبراهيم عليه السلام: فقال لأبرام: اعلم يقيناً أن نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم ويُستبعدون لهم فيُذلونهم أربعة مائة سنة (تكوين 15: 13). كما ذكر عدة مرات في سفر الخروج: فاستعبد المصريون بني إسرائيل بعنف، ومرّروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل، كل عملهم الذي عملوه بواسطتهم عنفاً (خروج 1: 14).
ولا بد للنظرية التي توضع أن توضّح لم كان هذا التسخير والتعذيب، فلا يكفي القول بأن بني إسرائيل كانوا مقربين من الهكسوس ليكون ذلك سبباً في هذا التعذيب فكم من جالية بقيت في دولة بعد إجلاء المحتل عنها ولم ينزل بها مثل هذا التنكيل أو بعضه.
2- تمسك الفرعون بعدم خروج بني إسرائيل من مصر، وليس الأمر رغبة في تسخيرهم في المباني والإنشاءات، فالمصريون بسواعدهم بنو الأهرامات ? أكثر من مائة ? وبنوا المعابد الضخمة ومئات المدن وأقربها عهداً مدينة أخيتاتون، وما بناء مدينتي بي رعمسيس وفيثوم إلا قطرة من بحر !!! ولا بد من تقديم تفسير كاف لإصرار الفرعون على عدم خروج بني إسرائيل من مصر بالرغم مما نزل به من ضربات من جراء ذلك.
3- الالتقاط من النهر: إن موسى هو من بني إسرائيل وبنو إسرائيل كانوا يقيمون في أرض جاسان شرق الدلتا {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} والقبلة هي الكعبة بمكة حيث لم تكن القدس قبلتهم ،وهذا الوجه القبلي شرق النيل… وألقي موسى في “اليم” النهر ليلتقطه آل فرعون، فيجب أن يكون موقع الالتقاط شمالي موقع الإلقاء لأن التيار يمشي من الجنوب إلى الشمال سواء كان الالتقاط من مجرى النهر ذاته أو من إحدى الترع المتفرعة عنه.
4- عند فرار موسى من مصر بعد قتل المصري لماذا لم يذهب إلى أرض فلسطين وكان بها فلول من بقايا الهكسوس كما كان بها (العايبرو) وهم يمتون بصلة ما إلى بني إسرائيل وكان من الطبيعي أن يلجأ إليهم فلماذا فضل الذهاب إلى أرض مدين!
5- كثير من النظريات التي قُدمت أهملت إظهار معجزتي العصا واليد في اللقاء الأول بين موسى وفرعون ثم تحدى السحرة بعد ذلك، وكذلك أهملت إظهار باقي الآيات التسع مع أنها أمور ثابتة في كل الكتب المقدسة.
6- فرعون موسى وصف في القرآن الكريم بأنه ( فرعون ذي الأوتاد ) ويجب تقديم تفسير مقنع لهذا الوصف المحدد ،وما هي الاوتاد ؟ وحسب تفسير القرآن بالقرآن فإن المعنى الظاهر (والجبال أوتادا) والهرم إنما هو جبل مصطنع معمور !
7- فرعون موسى ادعى الألوهية: {فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى } [النازعات: 23-24]، وهو ادعاء فعلي للألوهية، ويجب على النظرية أن تقدّم إثباتاً لهذا ولا يكفي أن يقال إنه نسب نفسه للآلهة، فجميع الفراعين بدءاً من الأسرة الخامسة كانوا يدّعون أنهم من نسل الآلهة.
8- فرعون موسى غرق أثناء مطاردته لبني إسرائيل، والعبرة تكون أبلغ لو أن الفرعون الذي غرق يكون هو نفسه فرعون التسخير، عما إذا مات فرعون التسخير ميتة طبيعية وكان الغرق من نصيب خَلَفِه، فإذا اتسعت حياة أحد الفراعين بحيث تشمل الأمرين معاً كان في ذلك غنى عن افتراض فرعونين.
9- حبذا لو أوضحت النظرية أن دماراً ما قد حاق بالآثار التي أقامها هذا الفرعون أكثر مما أصاب آثار غيره من الفراعين، لينطبق عليه قوله تعالى: { وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ } [الأعراف: 137].
10- وأخيراً يجب أن تتضمن النظرية تفسيراً لقوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً } [يونس: 92] إذ أن لدينا مومياوات كثر من الفراعين، والآية لتمامها وأكتمال الهدف منها ? لا بد أن تكون واضحة محددة، فأي المومياوات هي الخاصة بفرعون موسى ؟ وهل فيها شيء يمكن اعتباره آية؟
لا شك أن القارئ يوافق على أن هذه النقاط اللازم توافرها في أي نظرية توضع لبيان من هو فرعون موسى، والآن نستعرض مختلف النظريات التي قُدّمت ونرى مدى تحقيقها لهذه النقاط..
* قبل أن تبدأ بقراءة هذا البحث ,ارجو ان تنظر الى تمثال المهندس المعماري الفذ “هامان” الى اليمين والمحفوظ بمتحف هيلدسهايم، في ألمانيا والذي يعتبر الوحيد بين تماثيل المصريين القدماء الذي يعبر واقعيا عن شكل صاحبه , دون تنميقه ليظهر بالنمط الفرعوني الهجين المعتاد . فتقاسيم وجهه وجسده لا تدل أنه مصري بل أقرب ما يكون للشامي الفينيقي !
ولا يوجد تمثال لـ “خوفو” سوى الذي ـ الى اليسار ـ لم يتأكد ربطه به !
ويقال إن الوزير هامان لم يكن مصريا بل تم تبنيه بالاسرة الفرعونية وهو مهندس فينيقي بارع ,أنجز معلما معماريا هندسيا عظيما فاق معابد بعل في بعلبك و اجاريت و بيبلوس !!!
فما هي قصة هامان وقارون وزراء فرعون خوفو الذين جعلوه يدعي الألوهية ؟؟
* عام 1881 اكتشفت مومياء الملك رعمسيس الثاني في وادي الملوك ونقلت إلى خزانة المومياوات في الدير البحري ومن ثم إلى المتحف المصري في القاهرة بعد خمس سنوات من العثور عليها ، لتنطلق قماقم الجهل بالتاريخ والدين من معاقلها مع إصرار البعض بأن هذه المومياء تعود لفرعون موسى مفسرين الآية الكريمة ، التي تناولت قصة موسى مع فرعون ، على هواهم بمطابقتها قسراً على الأية الكريمة التي جاء فيها { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ} .
ولاشك أن السبب الذي أوقعهم في هذا الخطاً والإصرار عليه ، هو أن مومياء رمسيس الثاني كانت أول مومياء تكتشف بحالة شبه سليمة ، وقد فتنوا بها مع وجود الأظافر والأسنان وبعض الشعر على حاله . بل لقد ذهبوا بعيداً في الشطط والتقييم بأن يده عندما فكت الأربطة عنها أرتفعت عالياً ، مما يعني أنها كانت في موقف الدفاع وتغطية الوجه من سيل الماء العرم الذي داهمه بأقل من عشر من الثانية وجمد يده بالأعلى ؟! وهو تفسير موغل في البساطة حتى السذاجة ، إذ أضحوا جميعاً خبراء في الطب والكيمياء إلى جانب الفهم بالدين والتاريخ والجفرافيا.
إن سوق الأمور وتفسيرها بهذا الشكل المتسرع أمر مخجل لما يعتريه من جهل وإساءة للدين وطعن بإيمان المسلمين ، فهل يعقل أن تكون جثة الفرعون قد إنقذت وقتذاك وظهرت بعد أكثر من ثلاثة آلآف عام لتكون آية وإنذاراً لحكام مصر ؟! أم أن تكون إنذاراً للمصريين وهم على عتبة الاحتلال البريطاني لبلادهم العام 1882 ؟ فماذا إذن لو شاهدوا جثة “أوتزي” رجل الجليد في جبال الألب وقد حفظت هيئته بلباسه وشعره ولحيته منذ خمسة آلاف سنة وكأنه مات بالأمس دون تحنيط ، وماذا لو شاهدوا جثث أطفال ونساء المحنطة في كهوف جبال البيرو بأمريكا الجنوبية وفي جرينلاند المتجمدة ولازالوا في ثيابهم الجلدية على حالتهم من التجمد منذ خمسمائة عام ؟! فماذا كانوا سيقولون وماذا كانوا سيدعون ؟؟؟
لو تأنوا قليلاً وتمحصوا لوجدوا أن التفسير الأصح للآية الكريمة وأبعادها هو أن الله سبحانه وتعالى كان ينذر بها قوم فرعون ومن سيخلفه من الحكام وقتذاك ، بألا يسيروا مسيرة فرعونهم في تأليه أنفسهم والتباهي بالقوة والخلود إلى حد أجبار الشعب المصري قهراً على السجود له في الدخول والخروج وعند سيره في الشوارع بما لم يسبقه إليه أحد من قبله . لذا فإن إغراقه وتنجية بدنه كان آية للناس وإنذاراً صريحاً لمن خلفه من الحكام المباشرين ، ليظهر الله مدى ضعف هذا الفرعون وقلة حيلته وتفاهته ، ونهياً لهم عن إدعاء الألوهية . لذا فإن هذه الحالة ، بالمصير البشع الذي آل إليه لاتنطبق على رعمسيس الثاني الذي لم يدع الألوهية مطلقاً ، بل تنطبق على فرعون آخر سنأتي على ذكره في سياق المقال بعد أن نطلع على الحالة الدينية لكلا الفرعونين وفقاً لما يلي :
* رعمسيس الثاني : هو صاحب المومياء المثيرة للجدل ، وهو آخر ملوك الدولة الفرعونية الحديثة التي حكمت بين 1290 و 1223 ق.م. التي خرج منها أخناتون الفرعون الموحد لله الواحد الفرد الصمد . ورعمسيس هذا هو حفيد رمسيس الأول وابن الملك سيتي الأول ، وهي أسرة متدينة بنت معابد عدة تقرباً من الآلهة ولم تتعرض لديانات وعقائد الآخرين . مع انهم كانوا وثنين كفار ..
وقد اتبع رعمسيس الثاني خطى والده وجده فبنى عدداً كبيراً من المباني الدينية بما لم يسبقه إليها أحد من الفراعنة ، فأتم المعبد الذي بدأ والده ببنائه في ابيدوس ثم بنى معبداً صغيراً خاصاً به بجوار معبد والده . وفي الكرنك أتم بناء المعبد الذي شرع به جده رمسيس الأول ، وأقام في طيبة معبد الرامسيوم ، وهو معبد جنائزي ضخم بناه تقرباً من الإله أمون . كما أقام معبد أبو سنبل المعروف بضخامته وأقام بالقرب منه معبداً صغيراً في الصخر بجانب تمثال زوجته نفرتاري كرسه لعبادة الإلهة حتحور إلهة الحب . كان رعمسيس الثاني مثل معظم ملوك المصريين يطلق على نفسه أسماء عدة ، تدل على تدينه وتقربه من الألهة ، منها : “سر معت رع” وتعني المخلص للإله رع ، و”ستب أن رع” وتعني الخادم الدائم لرع . وقد أطلق عليه أبوه عند ولادته أسم “راماسي ماري أموم” أي المولود من أجل رع والمحبوب منه ، مما يدل على تدين والده وأسرته أيضاً . وقد أطلق على نفسه أسماً إضافياً عند التتويج هو “يوزر ماعت رع ستب إن رع” أي المستمد قوته من الإله رع والمختار منه لخدمته .
أما بعد فإن ماسقناه يعد كافياً لإزالة الإلتباس واستبعاد الملك رعمسيس الثاني من الإدعاءات التي كانت تدفع بأنه فرعون موسى نظراً لتدينه وولائه للآلهة ، بعكس فرعون الخروج الذي ادعى الألوهية لنفسه .
إلا أن هذا الإيضاح يدفعنا إلى التساؤل ، إذاً من هو فرعون موسى أو فرعون الخروج الذي أشار إليه القرآن الكريم وأشغل الناس والباحثين منذ زمن ؟؟
إنه سؤال ضروري وملح ، ولكن لايمكن أن نصل إلى نتيجة لمعرفة هذا الفرعون إلا باستعراض سيرة كل الفراعنة الدينية الذين حكموا مصر من “نارمر” الى أخناتون ونفرتيتي حتى “كليوباترا” ،و إنتهاء الحكم الفرعوني مع “مارك أنطونيو” الروماني ، وعندها سنضع حداً لتلك الأسئلة المزمنة ونحصل على الجواب الشافي بالبرهان والقرائن والخبرة والمعرفة .
* سيرة الفراعنة الدينية : لم يعرف عن الفراعنة جميعهم إدعاء الألوهية سوى من ملك واحد هو الفرعون “خوفو” الذي دعا الناس إلى عبادته مع إنكاره المطلق لله والأديان الأخرى ولآلهة أسلافه ، مما يضعه في موضع الشك ، بأنه فرعون موسى أو فرعون الخروج ، الذي سوف يتحول إلى يقين مع إستعراضنا لسيرة عائلته الدينية ومجتمعه وممارساته خلال حياته وفقاً للتالي :
* أسرة خوفو : ينتمي خوفو إلى حكام الدولة القديمة التي حكمت لمدة ألف عام امتدت من 3200 إلى 2190 ق.م. وقد عبد ملوك هذه الأسرة الأوائل ، من نارمر إلى مينا ، الآلهة حتحور ورع وأمون وحورس الصقر رب الصعيد وآلهة أخرى عديدة .
وقد تميزت هذه العائلة ببناء الإهرامات ، وكان الملك زوسر جد خوفو هو الفرعون الأول في هذه الأسرة الذي عمد إلى بنائها ،كلف وزيره المهندس المعماري أمحوتب (القرن 30 ق.م) وهو كذلك أول طبيب، وأحد أشهر المهندسين في مصر القديمة ورفع إلى درجة معبود بعد وفاته وأصبح إله الطب. فبنى هرم سقارة المدرج من ست مصاطب غير متساوية ليكون قبراً لسيده بعيداً عن باقي المقابر ، وقد بنيت غرفة دفن الملك من الجرانيت . وكان متديناً جداً بحيث أنه كان يقدم القرابين للإله خنوم معبود الشلال لوقف الجفاف الذي ضرب مصر وقتذاك لسبع سنوات متتالية مع نقص فيضان النيل .
أما والد خوفو الملك “سنفرو” فقد حاول أن يصلح أخطاء هرم سقارة في بناء هرم حقيقي إلا انه كان يحتاج للعمال المهرة في صقل الحجارة وتركيبها ونقلها فقام بحملة إلى بلاد النوبة وعاد بسبعة الآف أسير للعمل في البناء وقطع الحجارة إلى جانب العمال المصريين من الفلاحين الذين لم يكونوا يحسنون البناء أو نحت الحجارة كما أهل النوبة مع تفرغهم للزراعة ، فاستعان بعمال ليبيين لتحسين العمل إلا أنهم فشلوا جميعاً ، رغم مرور أربعة عشر عاماً من العمل الدؤوب ، في بناء هرم سليم الزوايا ومتماسك .
وقد وصلت طبقات هرم سقارة إلى ثمانية دون نتيجة ذلك لعدم خبرة المهندسين الذين تولوا هذا العمل . فانتقل الفرعون من بلدة ميدوم إلى بلدة دهشور مع مهندسين جدد لبناء هرم جديد إلا أن الوضع كان أسوأ من الأول إذ بدأ الهرم الجديد يغوص في الرمال ويميل تحت ثقل الحجارة ، فدعي بالهرم المائل . وعندما حاول أن يستعين بالفنيقيين لتصويب الأمر كان الوقت قد فاته وقد وافته المنية بعد أربعاً وعشرون عاماً من الحكم الذي تميز بالعدالة والإستقرار ومحبة الشعب له الذي كان يصفه بالملك الرحوم والكريم المحبوب ليخلفه ابنه “خوفو” ، ولتبدأ مأساة الشعب المصري وعذاباته مع هذا الفرعون الجديد .
{وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ}
* الفرعون خوفو : ورث هذا الفرعون عن والده مملكة قوية وثروة طائلة وكان دائم المرافقة له في غزواته وحله وترحاله لأنه كان قوي الشكيمة شجاعاً في المقاتلة جباراً عنيداً لايخاف . وقد أنبهر بالأبنية التي بناها والده وببناء الإهرامات التي شهد نموها وفشل محاولات إنجاحها . وقد خلقت هذه الإهرامات على عظمتها نوعاً من الغرور والتباهي والتعالي لديه إلى حد إدعاء الألوهية والخلود لنفسه . فكان أول مافعله في هذا السبيل لتأليه نفسه أنه بدل اسمه من “خنم خواف لي” أي: العبد الذي يعيش بحماية الإله خنوم ورهبته ، إلى أسم “خوفو” أي: المعبود المهيب الذي نخافه .
وبذل الأموال الطائلة في تقريب وإقناع بعض الكهنة للتخلي عن عبادة ألهة أبائه وأجداده وإزالة صورهم من المعابد وتماثيلهم ووضع صوره وتماثيله مكانهم والدعوة إلى عبادته ، ومن كان يعترض منهم على دعوته تلك كان يعمد إلى قتله . ومن أجل تمرير خطته والدعاية لنفسه لجأ إلى السحرة ليسوقونه لدى شعبه كإله قوي لاشريك له وجعل لنفسه عيداً سنوياً يدعى يوم الزينة الكبير ، كان يجري بحضوره حيث كانت السحرة تجترح فيه العجائب بسحرها أعين الناس فتجعل من الهر فاراً ومن الذئب خروفاً وتشطر الرجل إلى نصفين خداعاً بسحرها فيعيده الفرعون إلى حالته الأولى بتواطء مع السحرة فتضج الناس وتبدأ بالسجود له فيزيده ذلك غروراً إلى حد الإدعاء بخلق العجول بالآلآف حيث كان يعمد إلى استيرادها سراً من بلاد النوبة عند حدود مصر الجنوبية ويضعها في مزرعة خاصة ويرسل مناد في قومه بأن الملك منشغل لأيام في خلق العجول لبيعها من المزارعين الذين كانوا يتهافتون عليها كعجول مقدسة ، ليزيد من شعبيته وتثبيت ألوهيته ؟!
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}
* هامان : هذا الغرور دفع خوفو إلى التفكير في بناء صرح عظيم أكبر وأعظم من بناء الهرم الذي كان يسعى إليه والده سنفرو ، فأرسل إلى التجار الفنيقيين ، الذين كان والده يتعامل معهم حيث كانوا قد بنوا له اسطولاً بحرياً من الخشب من أربعين سفينة بدلاً من الخوص والبردي لنقل الحجارة والرخام أينما وجدت على طول بحر النيل لتساعد في بناء الهرم وأحضروا له خشب الأرز من جبل لبنان لصنع أبواب قصوره وفي تدعيم الأحجار في داخل هرمه في دهشور ، ليطلب منهم معاونته كما كانوا يعاونون والده لبناء هرم ضخم بعلو شاهق سليم الأضلاع ، فأشاروا عليه بمهندس فنيقي مشهود له بالبراعة الفائقة في بناء المعابد والأبنية الضخمة يدعى “هامان أنو” أو ” هامانو ” إختصاراً كما وجد منقوشاً في أعلى غرفة الدفن في هرم خوفو . فأرسل إليه فجاءه بلباسه الإرستقراطي برداء حريري بتفصيلة فنيقية يلتف عند الكتف الأيمن كما بدا في تمثال صغير له عثر عليه في سرداب سري بمدفنه قرب هرم خوفو مع مذكراته .
بعد جولة في مصر امتدت لأسابيع عدة إقترح المهندس “هامان آنو” ، الذي اتخذه الفرعون وزيراً له بعد ذلك ،وزوجه بنتا فرعونية من أسرته, موقعاً جديداً بعيداً عن إهرامات والده ، لبناء هرمه الكبير فوق هضبة في الجيزة ، موقعه الحالي ، لقربها من مقلع للحجر الكلسي بحيث يمكن جر هذه الحجارة بعد تقطيعها إلى موقع البناء القائم على ثلاثة عشر فداناً وبارتفاع 146 متراً . وقد بنى ” هامان ” مدينة عمالية قريباً من الهرم كانت تضم صالات ومطابخ للطعام ومستشفى وأطباء لمعالجة حوادث العمل الطارئة وقاعات للنوم ، بل بنى غرفاً عدة مستقلة لمن يرد إحضار إسرته .
وقد استغرق البناء عشرون عاماً ساهم فيها خمس وعشرون ألف عامل بصورة دائمة ، حيث كانت تقطع الحجارة وتصقل بأيد مهرة شارك بها فنيقيون متمرسون ينقلونها بخبرتهم سحباً على الرمال مهما بلغ وزنها لترتفع على هضبة تتنامى يوماً بعد يوم بأيد مصرية وفق تنامي البناء وعلوه ليعاد إزالتها خلال فترة وجيزة مع الإنتهاء من بناء الهرم لتظهر عظمة البناء المخبأ ومقدرة المهندسين الفنيقيين على هذا الإنجاز العظيم الذي تعمدوا تخبئته أثناء البناء ليكون مفاجأة للجميع .
{إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}
* الفرعون وموسى : عندما شرع خوفو ببناء الهرم فإنه بعد سنوات من المباشرة به إحتاج إلى الكثير من المال مع خطة هامان الجديدة بإعطاء العمال حقوقهم واستيراد بعضهم من الخارج والعناية بهم ودفع الرواتب المجزية واستبعاد السخرة ، مما عنى المصاريف الكثيرة .
فلجأ الفرعون إلى أثرياء مصر و امرهم بالمساهمة في تمويل مشروعه العظيم ، فخاف بنو اسرائيل وكانوا أصحاب مال على أموالهم ومدخراتهم التي جمعوها بأرض مصر من خلال عملهم بالتجارة والصناعة منذ 200 سنة , فعقدوا العزم على الهجرة إلى فلسطين واليمن والجزيرة العربية هرباً من بطشه وحزموا أمرهم في يوم معين للرحيل فقام أحد الخونة الأثرياء منهم اسمه “قارون” بإطلاع الفرعون خوفو على خطة قومه و زين له سلبهم أموالهم، فدهمهم جنود الفرعون ونكلوا بهم وصادروا مالديهم من أموال وجدوها بحوزتهم ورموا بقادة الاسباط في السجون واستحيوا نسائهم وقتلوا أطفالهم وكل مولود حديث ذكر فعانوا محنة عظيمة غير متوقعة ، فأرسل الله إليهم نبيه موسى عليه السلام في طور سيناء خلاصاً لهم ،ويدعو فرعون الى الإيمان بالله تعالى، إلا أن الفرعون أبى .
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ * وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَىٰ مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}
فأمر موسى عليه السلام فرعون أن يدع بني إسرائيل يخرجون معه من مصر ، فرفض فرعون أيضا ،وعندها طلب خوفو من هامان أن يوقد له على الطين ليطلع على إله موسى ، وذلك منتهى الكبر والغرور والحماقة .
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ}
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}
قيل أن الإيقاد على الطين كان لصنع طوب وبناء برج مرتفع يصعد اليه وقد يكون هذا قبل تمام بناء الهرم !!
وقد بنيت الأهرام خلال 23 سنة , وهي مدة مكث موسى يدعو فرعون وقومه !
وقيل أن الإيقاد على الطين قد تكون لصنع العدسات الزجاجية المكبرة والمعنى بناء صرح أي مرصد فلكي ليبحث عن إله موسى كما زعم استخفافا لعنه الله .
كما ورد عن صرح سليمان الزجاجي {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ}
وقيل أنها إحدى الخدع التي كان يستعملها خوفو لخداع المصريين, علمه أياها وزيره “هامان أنو” الفنيقي حيث كان يشعل الطين الممزوج بالقار “الرمل النفطي” في الأعياد والمناسبات الدينية في مشاعل من أوعية حجرية فتلتهب لأيام بنار عظيمة ، ولتلتهب الجماهير معها بالتهليل والصراخ وتقع سجوداً لخوفو على هذه المعجزة ، وهي من أساليب الحرب التي استعملها الفنيقيون في سفنهم ضد أعدائهم . وفي مفاخرة من خوفو ليطلع إلى رب موسى اشعلت نيران عظيمة أضاءت ماحولها ، فألقى موسى عصاه في الهواء بإذن الله تعالى فإذا بعاصفة رملية تخرج من الصحراء تصفر بصوت مخيف تلتف عالياً حول المشاعل الملتهبة فأطفتها،أذهل الفرعون ومن معه وأصابهم الرعب ، واتهم موسى بالسحر ودعاه إلى المنازلة مع سحرته يوم الزينة :
{قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى}
وكان ماكان .
{فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ * لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} فصلبهم فرعون على جذوع النخل وكانوا شهداء الحق في مملكة الباطل !!!
* ما قبل النهاية …
فأرسل الله تعالى عليه وقومه الكوراث آيات بينات {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}
فهجر فرعون وقومه “منفر” وهي العاصمة ممفيس ومكانها الحالي بالقرب من هرم سقارة على بعد 19 كم جنوب القاهرة, هربا من العذاب النازل بهم , فجمع بنو اسرائيل الذين لم يصبهم العذاب أموال المصريين و متاعهم المتروك !!!
{فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ*كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}
ولما فرغت المدينة من فرعون و جنوده الهاربين من القمل والجراد والدم والضفادع ,أمر الله تعالى موسى أن يتجه بمن آمن معه نحو الشرق .. فأبلغ بعض الخونة من جواسيس فرعون في بني اسرائيل خبر استعداد موسى وقومه السفر ليلا
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } فانتظر فرعون خروجهم وجمع جنوده : {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ}
وقد رفض أكثر بنو اسرائيل ترك مصر و الخروج مع موسى الى المجهول !!
{فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ}
وعندها سار بهم موسى ليلاً ليجتاز بمن آمن به من قومه, صحراء سيناء باتجاه بيت المقدس . فلحق بهم الفرعون في موكب إحتفالي ضخم ضم كبير الكهنة والسحرة وعبيده مع الطبل والزمر .
{فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ}
فأدركهم خوفو وهم يسيرون حول اصبع خليج السويس “اليم” الذي كان شبه متصل بالبحيرات المرة شمالا غربا وذلك سعيا للالتفاف حولها .
{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}
فانحسر اليحر بأمر الله تعالى واجتازه موسى والمؤمنون .. ولما وصلوا الى الضفة الأخرى ,رأى خوفو أن الأرض يباس والماء منحسر فاندفع بجنده حتى لما صاروا وسطها , أركس الله تعالى فرعون وكسفه وأغرقه وجيشه في “اليم” التي هي البحيرة المرة الكبيرة المتصلة بخليج السويس, ثم لينجيه وحيداً ببدنه ملقى على الرمال أمام ذهول أتباعه ودهشتهم .
{وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ * وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
دنا فرعون من اليم وأصحابه بعد ما جاوز موسى ببني إسرائيل ; فلما نظر فرعون إلى البحر منفلقا, قال: ألا ترون البحر فرق مني, قد تفتح لي حتى أدرك أعدائي فأقتلهم . فخاضوا به جميعا .
أما لماذا أنجى الله سبحانه وتعالى فرعون ببدنه حيث ذهب ألوف من جنوده في اليم طعاماً للتماسيح والوحوش على الضفاف بحيث لم يتبق منهم أحد؟
فإن نجاته لم تكن سوى لحكمة منه مع إطلاعه على السر وأخفى ، إذ كان فرعون قد اتفق مع كهنته ان لاتقام له أي حفلة جنائزية علنية عند موته بل تنقل جثته سراً إلى مدفنه في الهرم على أن يقال للناس أن الفرعون في غيبة طويلة لخلق البشر والشجر والحيوانات والنبات ؟! للإبقاء على ألوهيته بعد مماته ، وأنه قد إنتدب إبنه “خفرع” ليقوم مقامه طوال غيابه ! يقول الله تعالى :
{۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }.
لمن خلفه ممن آمن به إلها خالقا … يخافه و يرجوه .لا لزوار المتاحف !!!
فلو التهم البحر الفرعون لثبتت ألوهيته وعظمته بأذهان قومه السذج وقتذاك مع غيابه وفقاً للخطة الموضوعة بالقول أنه غاب في شأن إلهي لصالح خلقه من البشر ، ولكن الله أظهره ليفضح أمره ونفاقه وكذبه حيث اجتمع خلق عظيم عند موته ورأوه ملقى على الأرض بين أرجلهم وقد لفظته موجة كبيرة بعلو مائة متر من بين كل الغرقى وألقت به أمام الناس شبه عار فأمسك بجثته كبير الكهنة وهزه قائلاً إذا كنت إلهاً فكيف مت غرقا عاجزا؟ لولا أنك كاذب وكافر ومنافق .
ثم سحبت جثته بعربة يجرها حمار وتم التجوال بها في المدينة بأمر من رئيس الكهنة الذي كان حاقداً عليه لتسفيهه ألهتهم وقتله المعارضين من رجال الدين لألوهيته ؛ ومع تضامن الكهنة معه فقد أمر بإزالة كل التماثيل والنقوش والصور المتعلقة بخوفو عن جدران المعابد ، بعد أن اختفت جثته وزال أثرها دهساً بالأقدام ونهشت جيفته الكلاب المسعورة ليلاً لما تبقى منها قبل إنبلاج الصباح .
حتى أن هرمه الكبير لم يجدوا به نقشا أو نحتا أو رسوم “فريسكو” تدل على صاحبه . أما هامان باني الهرم ووزير خوفو فقد كشف مدفنه في سنة 1925 بحذاء الهرم تحت الأرض وليس فيه سوى تمثاله الفريد الذي أخذه الألمان .. وفي سنة 1992 تم كشف سرداب سري خلفه وجد صندوق خشب أرز به مذكرات هامان و تمثال صغير له .. أما مذكراته فبيعت الى فرنسا ..وراح علماء الهيروغليفية يدرسونها ولم ينشر منها الا نذر يسير !!!
لقد كان رد فعل الجماهير غاضباً بعد الإستماع لخطاب رئيس الكهنة وبعضهم يردد ، كيف لإله أن يغرق ويموت ويلقى في الأرض وهو الذي كان يدعي الخلود والقوة وخلق البشر بعد 63 عاماً من السلطة ؟
وهذا يفسره عدم اللحاق بموسى بعد هذه الحادثة انتقاما لفرعونهم الغريق!!!
ولقد اختفت آثار خوفو نهائياً منذ ذلك الوقت من المعابد الدينية إلا من تمثال صغير من العاج عثر عليه في محافظة المنيا بطول”7 سنتم” وضع بالمتحف المصري في القاهرة و يشك في نسبته لخوفو لسوء صنعه و شح المعلومات عليه .
لذا فإن موته كان طياً لصفحة الكفر الصريح وادعاء الألوهية وإنكار وجود الله , كما كان إظهار جثته سليمة للتعرف إليه تنبيهاً ونذيراً لمن سيخلفه في الحكم لئلا يحل به نفس المصير .
وكان لهذا السخط على خوفو دفع لعدم إكمال ابنه الذي خلفه الهرم و نقشه و رسمه و تزيينه بالألوان والرسوم و عدم توثيق موته في حجرة التابوت وسط الهرم و عدم وجود الغطاء الحجري العظيم فوقه …لأن جثة خوفو قد قطعت وهلكت !!!
لم يكتمل الهرم ولا زين ولا وثق صاحبه ..ولولا كتابة مخفية اكتشقها مغامر بريطاني ويشك انها من تزويره على حجر في سقيفة المدفن زعموا أن كاتبها احد عمال البناء , وهي خرطوشة رسم بها اسم خوفو في سقف العلية بلون أحمر قاني ولا يمكن تأكيد صحته , فأكدوه دليلا أنه “هرم خوفو” وقد رفضت حكومة مصر تكرارا إجراء فحص كربون على الدهان الاحمر لكشف تاريخه ,لعلمهم بأنه مزور !!
والعجيب أن لا أحد من فراعنة مصر أقدم على استخدام هرم خوفو لنفسه ولا أحد نقش عليه شيء من بعده وكأنهم كانوا يخشون أن تصيبهم لعنة أو نحس أو سوء كمصير “خوفو” مدعي الألوهية الأخرق !!!
إن جو الفوضى الذي حل بعد موت خوفو بالغضب الشعبي الذي عبر عنه بتكسير ومهاجمة كل مايمت إلى عبادته الخرقاء بصلة ، قطعت الطريق على إبنه خفرع في التأخر باستلام الحكم لسنوات عدة خوفاً من الغضب الشعبي العارم ، بحيث أن إسرة الفرعون أختفت من قصورها ، التي نهبت وأحرقت ، إلى جهة غير معروفة من خلال بعض حراس القصر الأوفياء ليستولي على الحكم أحد ضباط الجيش لينصب نفسه ملكاً ويطلق على نفسه أسم “جرف رع” أي الخادم الأمين لرع ، بدعم من رئيس الكهنة “موت رع” أي المخلص لرع حتى النهاية .
ولم يتسن لابن خوفو ، الفرعون خفرع ،أن يستلم الحكم إلا بعد وفاة الملك “جرف رع” ورئيس الكهنة ، وتعهده للكهنة باحترام الإله “رع” وعبادته .
ومنذ ذلك الوقت فإنه طوال العهد الفرعوني لم يجرؤ احداً من الحكام على إدعاء الألوهية والقدرة على الخلق .
وبناء على ماتقدم فإن فرعون موسى أو فرعون الخروج هو الملك “خوفو” وليس أي فرعون آخر جاء بعده .
نحن نتبرأ منه لأنه ادعى الالوهية ولكنه مجرد فرعون نوبي من عدة فراعنة حكموا مصر وذكر الله في القرأن (وارسل في المدائن حاشرين. ياتيك بكل ساحر عليم) يعنى ليس قطعة ارض فقط ولكن كل المدائن المصرية كانت تتبع له… وكيف لا يكون حاكما لمصر والله يقول على لسان فرعون (أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تجري) ولو كان حاكما لقطعة من الارض لما طغى وتجبر … فمثلما تماثيله ومعابده موجودة في القاهرة وكذلك في اسوان وما بعد اسوان في ابوسمبل وكذلك في السودان في الكرو وهذا يدل على انه كان حاكما للسودان ومصر
يعنى بإختصار وضح أن فرعون كان سعوديا لا مصريا و لا سودانيا!!!
هههههههه بالغت يادكتور
يكفي السودان سوءاً فرعون الشهير بعمر حسن أحمد البشير
في المقال السابق استعان كاتب المقال بمرويات مجهولة السند تقول ان فرعون عربي و علقت عليه بأن الاستدلال بالمرويات او الروايات من الامور التي يعيبها الكاتب على الاخرين , فلماذا يكيل بمكيالين؟؟ في هذا المقال حاول كاتب المقال الربط بين دعوى وزير الاعلام السوداني و الدكتور المصري وزيري , بالرغم من أن الدكتور المصري لم يتحدث عن السودان بل ربط الموضوع ببلاد الشام و الجزيرة العربية مما يعني ان الزاوية 108 درجة بين قول الوزير و قول الدكتور !! فلماذا يا كاتب المقال؟
ينقل كاتب المقال وجهة نظر رجل مصري و هو الدكتور مصطفى وزيرى، مدير عام آثار الأقصر و هدفه – وهو امر لا غبار عليه- أن ينفي اية صلة لطاغية ادعى الالوهية بالجنس المصري القديم و لكن كل الادلة القرءانية التي قدمها الدكتور مصطفى تدعم فقط ان اسم فرعون لم يكن لقبا لملوك مصر في وقت من الاوقات و لا تتضمن اي امر ذي بال فيما يتعلق بنسب فرعون و انتمائه القبلي او العرقي و بالتالي لم تقدما ( لا انت و لا الدكتور) من القرءان الكريم مايشير الى عدم انتماء فرعون للجنس المصري .
طبعا كون فرعون مصريا او عربيا او زنجيا , فهذا لن يضر من ينتمون لهذه الاجناس.
نصوص القرءان الكريم واضحة في أن بني اسرائيل قوم و فرعون من قوم ءاخرين و بالتالي فرعون ليس من بني اسرائيل قطعا , كما انه لا يوجد في القرءان الكريم ما يدل على وجود صلة تقارب بين القوميتين ( مثل اتماء القومين لجد واحد مشترك).
استدلال وزير الاعلام بقوله تعالى عن فرعون” أليس لي ملك مصر و هذه الأنهار تجري من تحتي ” في غير محله فكلمة نهر عند العرب تعني مجرى مائي سواءا كان نهرا او جدولا او واديا و لا تعني المعنى الجغرافي الحديث المعروف حاليا , قال تعالى في سورة الكهف ” كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا ” , من البدهي ان المقصود بالنهر هنا جدولا او قناة مائية و ليس نهر كالنيل الازرق مثلا.
بعض الوقفات :
1.استدلال د. وزيري بقوله : ((، كما قال تعالى “وَقَالَ الَّذِى آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ” [سورة غافر]، ونلاحظ فى قول هذا الرجل بأنه حدثهم عن النكبات التى حدثت مع أقوام من الأعراب بنى جنسهم، ))
غير موفق , فمن الحقائق ان بني اسرائيل كانوا في مصر لعدة أجيال قبل موسى عليه السلام و اختلطوا بالمصريين و هذا الرجل مؤمن ءال فرعون ءامن بالرسالة و هو من علية القوم , فما الغريب في أن يؤمن بقصص الانبياء السابقين مع ملاحظة ان نوح عليه السلام ليس من العرب لأنه جد الكل أي مشترك بين الكل .
2. .استدلال د. وزيري بقوله ((وقال تعالى “إن قارون كان من قوم موسى”، وقال تعالى “وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم” [سورة إبراهيم]، ….. ومما تقدم من هذا الآيات القرآنية نستطيع القول بأن الرسول المرسل يأتى من قومه وبلغتهم ونعلم أن لغة هارون هى اللغة “الآرامية” وهى لغة الأعراب وبنى إسرائيل وليست لغة المصريين القدماء.))
غير موفق , فموسى عليه السلامترب في قصر فرعون و بالتالي هو تلقائيا يتكلم اللغة القبطية بالاضافة الى العبرية و هذا أمر لا يحتاج الى شرح و لكن ماذا نعمل مع العقول عندما تتحيز!!!
3. نقل كاتب المقال عن وزيري : ((وأوضح وزيرى، نلمس من قول فرعون وملئه بأن فرعون لو كان مصرياً كما يدعى البعض لرحب بإخراج الأجانب من أرضه، )) أمر في غاية التهافت ,
أ.فهؤلاء اولا لم يكونوا أجانب بل كانوا سكانا غير أصليين
ب. كان فرعون و قزمه يستعبدون بني اسرائيل و يستفيدون منهم لذلك رفض خروجهم
ج. اذا كان فرعون قد ادعى الألوهية , فهل يعتقد كاتب المقال أنه سيسمح لنبي دعاه الى عبادة الله أن يخرج بقومه من أرضه ؟؟؟ بالتأكيد لا لأن فرعون يريد ان يثبت لقومه أنه فعلا اله .
يبدو ان د. وزيري اخذ من كتاب كمال الصليبي المسمى التوراة جاءت من جزيرة العرب و هو موجود على النت و موجودة ايضا بعض الردود عليه.
لم يخرج العرب من ألجزيره ألعربيه الا بعد ظهور وانتشار الاسلام فيها و لكن ليس قبل ذلك وًبالتالي زعمك ان فرعون سعودي ليس بصحيح
العنوان غير مناسب و فيه شيء من التناول الفضفاض للامور على احسن الظنون . مصطلح ال البيت له معنى محدد و أول شروطه الاسلام و فرعون من اكثر الناس كفرا بالله , لذا من غير المناسب ادراج هذا العنوان .
كان من الممكن اذا اراد الكاتب السخرية يا قوم او نحو ذلك بدلا من ال البيت
و استغرب ان يقول انسان و لو على سبيل التهكم أن رجلا ادعى الالوهية منهم( منا)
طيب ايه رايكم فرعون كان كلولامبوري…
كدي ركزوا في جزئية (فندنا الاية) الكاتب يقصد شنو يعني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يفند الاية انت قايل الاية دي عمود في الراكوبة ، ده قرآن كريم يتحدث و مازال الي ان تقوم الساعة عن اسرار لن تكتشفها انت ولا اعتي شيوخ الاسلام حتي قيام الساعةو ما يكتشف شي يسير
عزيزي الاستاذ صلاح بعد وحسب مقالك اعلاه لدي ملاحظات قد تبدو هامشية وهي كالاتي :ـ
1/ان العبد الصالح كان عند مقرن النيلين وكانت هناك الصخرة التي فجرها الانجليزمحوا للاثار !!!
3/ثالثا بالشمال يوجد جبل موسي اسمه متوارث الي يوم الناس هذا !!!
3/ان معظم اثار مصر في الجنوب مقابل الاثار السودانية !!
4/اذا كان العرب الهسكوس هم الفراعنه وبناة الاهرام فلا يوجد في ارض هرم وان وجدت ثار من البناءكرم ذات العماد في نواحي متفرقه من الشام !!!
5/معلوم طبيعيا ان الزحف للارض اتجه شمالا هناك دراسات تقول ان مصب النيل كان في اسوان يعززه وجود كل اثار مصر هناك !!!
6/ملوك السودان صانوا الاهرامات ومن يصين الشئ يعرف صنعته !!!
7/هناك دراسات تؤكد ان كثيرا من عادات الملوك في مصر هي قادمه من الجنوب وهو ترقي مع زحف الارض باتجاه الشمال
8/هناك دراسة جينية لعالم اوروبي يقول ( كل انسان له وطنان وطن يسكنه ووطن اصلي هو السودان )
وشكرا بعد غيبة في اجازة!!!
لم يخرج العرب من ألجزيره ألعربيه الا بعد ظهور وانتشار الاسلام فيها و لكن ليس قبل ذلك وًبالتالي زعمك ان فرعون سعودي ليس بصحيح
العنوان غير مناسب و فيه شيء من التناول الفضفاض للامور على احسن الظنون . مصطلح ال البيت له معنى محدد و أول شروطه الاسلام و فرعون من اكثر الناس كفرا بالله , لذا من غير المناسب ادراج هذا العنوان .
كان من الممكن اذا اراد الكاتب السخرية يا قوم او نحو ذلك بدلا من ال البيت
و استغرب ان يقول انسان و لو على سبيل التهكم أن رجلا ادعى الالوهية منهم( منا)
طيب ايه رايكم فرعون كان كلولامبوري…
كدي ركزوا في جزئية (فندنا الاية) الكاتب يقصد شنو يعني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يفند الاية انت قايل الاية دي عمود في الراكوبة ، ده قرآن كريم يتحدث و مازال الي ان تقوم الساعة عن اسرار لن تكتشفها انت ولا اعتي شيوخ الاسلام حتي قيام الساعةو ما يكتشف شي يسير
عزيزي الاستاذ صلاح بعد وحسب مقالك اعلاه لدي ملاحظات قد تبدو هامشية وهي كالاتي :ـ
1/ان العبد الصالح كان عند مقرن النيلين وكانت هناك الصخرة التي فجرها الانجليزمحوا للاثار !!!
3/ثالثا بالشمال يوجد جبل موسي اسمه متوارث الي يوم الناس هذا !!!
3/ان معظم اثار مصر في الجنوب مقابل الاثار السودانية !!
4/اذا كان العرب الهسكوس هم الفراعنه وبناة الاهرام فلا يوجد في ارض هرم وان وجدت ثار من البناءكرم ذات العماد في نواحي متفرقه من الشام !!!
5/معلوم طبيعيا ان الزحف للارض اتجه شمالا هناك دراسات تقول ان مصب النيل كان في اسوان يعززه وجود كل اثار مصر هناك !!!
6/ملوك السودان صانوا الاهرامات ومن يصين الشئ يعرف صنعته !!!
7/هناك دراسات تؤكد ان كثيرا من عادات الملوك في مصر هي قادمه من الجنوب وهو ترقي مع زحف الارض باتجاه الشمال
8/هناك دراسة جينية لعالم اوروبي يقول ( كل انسان له وطنان وطن يسكنه ووطن اصلي هو السودان )
وشكرا بعد غيبة في اجازة!!!