مقالات سياسية

هل خُلق السُّودان في كَبَد؟! (4)

فتحي الضَّـو

اتصالاً مع ما توقفنا فيه الحلقة الثالثة، انطلقت تظاهرات أو انتفاضة (يونيو/ يوليو) الماضية بصورة غير مسبوقة من قبل في التاريخ السياسي السوداني الحديث. وذلك ليس من أحاديث المبالغة أو المزايدة أو حتى فيما يدرجه البعض هزواً بتمنيات المعارضين. فالواقع يقول إن الصورة التي كان متعارف عليها من قبل في تجاربنا السياسية المشهودة، سواءً في الانتفاضتين الشعبيتين اللتين حدثتا من قبل العام 1964 والعام 1985 أو حتى في الانتفاضات الصغيرة التي اندلعت في كل عهود السلطات الديكتاتورية ولم تبلغ نهايتها المرجوة، كانت تبدأ وتنهض من جامعة الخرطوم والمدارس الثانوية بالعاصمة المثلثة، وتتجه تلقائياً نحو قلب العاصمة الخرطوم أو ما سُمي سابقاً بـــ (المحطة الوسطى) مع تماثل ذات الصورة في أجزاء أخرى من العاصمة المثلثة، الأمر الذي كان يدفع بالنقابات والهيئات المدنية لدخول المعترك مسلحةً بالشعار الشهير (الإضراب السياسي والعصيان المدني) فيتعطَّل بموجبه دولاب العمل تلقائياً، ويندفع منسوبوها- أي النقابات والهيئات – نحو ساحات المظاهرات لتأجيجها وتصعيدها. وفي ختام ذلك المشهد تتحفز القوى الحزبية السياسية فتلحق بقطار الأحداث.. وهكذا يتواصل السيناريو إلى أن تحقق الانتفاضة الشعبية غايتها المنشودة برحيل النظام!

ذلك ما كان من أمر صورة نمطية كلاسيكية متعارف عليها. بل اتخذت طابعاً سودانوياً محضاً أصبح مضرب الأمثال في تاريخ الثورات والهبات الشعبية. ليس ذلك فحسب وإنما كانت هاجس العصبة نفسها فعملت على إبطال آلياتها بطرق عديدة يعرفها القراء الكرام ولا داعي لتكرار سردها. وعليه لعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما الذي حدث في الانتفاضة الأخيرة التي اندلعت منتصف يونيو الماضي، واستمرت طوال الشهر نفسه، وكذلك الشهر الذي تلاه أي يوليو 2012 حتى تستحق صفة التميز والتفرد التي ذكرناها؟ قلنا في مستهل هذه السلسلة إن هذه الانتفاضة بدأت أولاً في جامعة الخرطوم/ داخلية الباراكس، وثانياً أن من أشعل فتيلها حفنة طالبات تعاظم عندهن الحس الوطني بأسباب مختلفة، ثمّ لحق بهن زملائهن الطلاب تضامناً وتآزراً وإصراراً. ثمّ سرعان ما تمددت خارج أسوار الجامعة. ثمّ تواصلت، ليس في قلب العاصمة – كما هي الصورة المألوفة – وإنما في مشهد سريالي شمل أحياء شعبية، أخذ بعضها برقاب بعض في ضواحي العاصمة. ثمّ امتدَّ الأمر وطال مدناً في الولايات المختلفة في معظم بقاع السودان، ثمّ زاد الأمر بدخول قرى وبلدات صغيرة، في مشهد دراماتيكي فريد لفت أنظار المراقبين السياسيين وغيرهم، بحكم أن هذه المناطق المنسية لم تعرف التظاهر يوماً في ثقافاتها منذ أن ظهرت للوجود!

ذلك من الناحية النوعية، أما من حيث الكم، فقد اعترف إبراهيم محمود وزير الداخلية أمام المجلس الوطني تواضعاً وقال إنها بلغت نحو 180 مظاهرة. وتعلمون أن الذي حدث بعدئذٍ تمثل في أن التظاهرات احتلت موقعاً متقدماً وبارزاً في كل وسائل الإعلام العربية والأجنبية (بعضها اضّطر لذلك اضطراراً لأسباب نستعرضها فيما بعد) بهذا المنظور الواقعي وبناءً على ما سقناه آنفاً يمكن القول إن مظاهرات شهري يونيو ويوليو الماضيين تميزت بكونها انتفاضة فريدة لم تحدث في تاريخ السودان الحديث من قبل، بغض النظر عن كونها وصلت لنهايتها المنطقة أو لم تصل. زاد على ذلك ما حدث من ردود فعل في مشاهدها الخلفية غير المرئية للبعض، حيث رشحت معلومات أكدت أنها قصمت ظهر النظام رغم آلته الأمنية الضخمة، وأن بعض سدنته أزمع الهروب فعلياً، سواء لإنقاذ الذات التي تحصنت لليوم الأسود بالقرش الأبيض، أو بحمل ما خفّ وزنه وغلا ثمنه، أو حتى بغريزة البقاء الكامنة في النفس البشرية!
تلك صورة من صور الكواليس التي لم ير المراقبون من نارها سوى دخان تكثف في فضاءاتها، وكشفت عنه بعدئذٍ أكثر بروزاً تكتلات سلطوية استصحبت مرارات الماضي ومحن الأيدولوجيا وتناقضاتها في إطار الحزب الحاكم. يومئذٍ أقبل بعضهم على بعض يتلاومون، مرة بإلقاء تهم التقصير جزافاً بقصد تبرئة الذات كما ذكرنا، وأخرى بنصائح متثاقلة جاءت تجرجر أذيالها في ضحى الغد. وفي واقع الأمر، كُلنا يعلم من دروس التاريخ التي لا تمل التكرار، أن مثل هذه السيناريوهات ليست وقفاً على العصبة ذوي البأس وحدها، فذلك شأن كل جماعة أو أفراد ولغوا في التآمر بمثلما حدث بين هابيل وقابيل، أو مثلما فعل أبناء يعقوب بأخيهم يوسف، أو كما هي شيمة كل الأنظمة الشمولية والديكتاتورية حينما ينخسِف ليلها وينكسِف نهارها!

ذلك سيداتي وسادتي ما كان من أمر الفعل، فما الذي حدث في ردود الفعل؟ أي لماذا لم تتواصل انتفاضة بكل هذا الزخم والتميز والتفرد الذي ذكرناه، ولم تبلغ نهاياتها الطبيعية أو المتوقعة أو المأمولة؟ بصورة أكثر وضوحاً. إذا ما كانت الأكثر تميزاً وتفرداً.. لماذا لم تؤدِ لسقوط النظام؟ ما هي الأسباب الخفية والواضحة التي أحاطت بها وحالت دون بلوغ تلك الغاية النبيلة؟ هذا سؤال المليون كما يقولون، نعلم أن المتأرقين منه كُثر، والهاربون أكثر، برغم اجتهادات المتابعين والمراقبين والنشطاء السياسيين. وعليه فنحن حينما نعيد إنتاجه هنا أو بالأحرى نحاول الغوص في أعماقه مجدداً، ينبغي علينا وضع النقاط فوق الحروف، وذلك بإقرار إجابة أمينة وصادقة وشفيفة، لا تجتر ما مضى ولا تفتئت على ما هو آتٍ، أي بشرط ألا تجنح للخيال ولا تتجنى على الواقع. نقول قولنا هذا وفي الخاطر ما نسميه بــ (ثقافة الديكتاتوريات) التي وضعت أثقالها في وجدان السودانيين، فانقسموا بين خائن وبطل، ومن إحنهم ومحنهم فإن (حكومات السجم والرماد) لم ترهق نفسها في استقطاب من سيلعب الدورين معاً!

إن الإجابة الواقعية لسؤال المليون هذا لن تستقيم، إلا إذا استصحبنا معنا – في هذه السفينة الباحثة عن مرسى – أسئلة فرعية غاية في الأهمية: هل اندلعت تلك المظاهرات على حين غرة أم أنها كانت في حكم المتوقع.. ليس للمراقبين فحسب وإنما لسدنة النظام الحاكم أيضاً؟ لماذا حدثت في الفترة المذكورة وقد أجمع الكثيرون على أن نظام العصبة يحمل من الأوزار ما يجعل بقاءه ليوم واحد ضرب من ضروب العبث والاستهتار واللامبالاة؟ أي لماذا لم تحدث قبل هذا طالما أن الشروط اللازم توفرها كانت قائمة؟ هل كانت في حاجة لـ (ربيع عربي) لتصحو من منامها أم أن العرب استلهموا ربيعها فتحركت تواصلاً معهم أو العكس؟ هل ثمة تآمر حيكت سيناريوهاته في الكواليس أدى لتوقفها؟ وإن كان ذلك كذلك فمع من وضد من؟ ما الذي قاله الدكتور حسن الترابي لكاتب هذه السطور ووافق فيه شنٌّ طبقة؟ وبنفس المستوى ما الذي قاله السيد الصادق المهدي للكاتب نفسه مستلهماً تجلياته من وادي عبقر؟ وتواصلاً.. من الذي ظل يمارس بانتهازية واعية دور المغفل النافع وهو به من المقتنعين؟ لماذا صمت الحسيب النسيب السيد محمد عثمان الميرغني؟ هل لتوقف الانتفاضة علاقة بسيكولوجية الشعب السوداني الراكزة بين ضفتي الإمهال والإهمال؟ هل ثمة ارتباط في المحيطين الإقليمي والدولي ألقى بظلاله على الانتفاضة سلباً أم إيجاباً؟

وتتواصل الأسئلة الحيرى على الجانب الآخر.. من الذي كان يرى في أروقة العصبة أن إنقاذ المشروع يتمثل في التضحية بالمشير البشير ككبش فداء يجب تسليمه للمحكمة الجنائية؟ هل تحوطت العصبة بانقلاب قصر تحسباً في حال اشتداد أوار الغضب الشعبي بغية إعادة ترتيب الأمور على نحو يعيد السلطة لحياض الحركة الإسلاموية؟ ثم هل يمكن تكرار السيناريو بذات النمط أم بغيره؟ هكذا – وعلى هذا المنوال – تتداعى كثيراً من الأسئلة المتواصلة، والتي سنحاول الإجابة عليها بمعلومات بعضها من بنات أفكارنا واجتهاداتنا الموثقة، وبعضها الآخر استقيناه من مصادرنا العليمة في بطن أهل النظام نفسه، والتي سبق ومدتنا بما لم تكذبه الوقائع ولم تدحضه الأحداث. لن نفرق بين هذا وذاك وفي أذهاننا قراء أصبحوا من كثرة ما تمرسوا على قراءة الواقع السياسي السوداني، بل ومن فرط ما خبروا ألاعيب العصبة وفنونها صاروا يعرفون دبيب النمل في شوارع الخرطوم ودهاليزها. ولعل في ذلك مقتلهم – أي العصبة – الذين ظلوا يعتقدون دوماً أنهم يحكمون شعباً قاصراً، يبنغي التفكير نيابة عنه بحيث لا ينبغي أن يرهقوا عقولهم!
أيها الناس إن آفة العقل السياسي السوداني – وأنا لست براء ? تتمثل في ذاكرتنا الكثيرة الثقوب، فالأحداث تجُب بعضها بعضاً، لأننا ننساق وراء همجية النظام التي تسكرنا لتبعدنا عن لُب القضية، وهذا مقصدهم!
فصبراً … يا من تعلتم شيئا ولم تنسوا شيئا!
آخر الكلام: لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!!

[email protected]

تعليق واحد

  1. أستاذ فتحى

    نحمد لك مرافعاتك الكبيرة الخالية من الغرض لمصلحة أرض و شعب السودان. لا يختلف إثنان أن السودان حاليا فى مفترق طرق كبير و كل المسؤولية تقع على عاتق ثلاثة من أتفه من مشى على الأرض و هم (الترابى – الصادق – الميرغنى)، صدقنى لا أحملهم المسؤولية نسبة لإمكاناتهم السياسية أو حتى العقلية ناهيك عن الفكرية و لكن نسبة لما مارسوه من دور محكم تنفيذا لوصية المستعمرين غربيين كانوا أم عربا!!
    طريقنا للحل يا أستاذ فتحى هو واحد فقط ولكن يحتوى على ثلاثة معالم رئيسية:

    1- الجهر علنا بفشل السادة و الشيوخ و نبش كل سوئات آل المهدى و الميرغنى وفق خطة محكمة تنهى حالة التبعية الجاهلة التى يعيش فيها (حيرانهم) و تخلص لإرجاعهم مواطنيين عاديين لا سادة و أئمة مؤلهين يتذكرهم الشعب كلما إدلهمت به الخطوب، لا أظن أن النسب لبيت الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم يكفى ليعطى أحدهم ملكية أرض مشى عليها بقدميه و إلا لكان ذلك أولى بالنبى و آل بيته. (أظن أن هذه النقطة واضحة و جلية بأن يتم فصل الدين عن الدولة بدون لف أو دوران)

    2- عدم التحدث فى هذه الأيام عن أية إيجابيات لحكومة الإرتزاق العالمى المسماة بالإنقاذ لأن ذلك يضعف من حماس الشعب و يجعله خائفا من البديل، و أقصد حتى من خلال النقاشات العادية داخل المجتمع السودانى بحيث يتم عزل كامل لكل من شارك أو يشارك أو هم بالمشاركة فى عملية الإرتزاق الدولى الكارثية (ذلك يشجع السودانيين على إبقاء حنقهم مشتعلا و تشجيعهم على القيام بعملية المحاسبة و بكل حسم على 23 سنة ضائعة من عمره و ثروته و مجتمعه و أرضه و تواصل أجياله)

    3- الإعلان الفورى عن قيام كيان سودانى سياسى جديد خاليا تماما تماما تماما من كل من مارس السياسة فى السودان من قبل أو كان عضوا فى حزب سياسى فكلهم فاسدون أو متخلفون، هذا الكيان يجب أن ينطلق من إحدى الدول الإفريقية (لا لأووبا – لا لأميريكا – لا للدول العربية) فتلك الدول هى سبب كل بلاوينا و شراء ذمم سياسيينا و ضياع ثروتنا و تحجيم إستغلالنا لمواردنا الحقيقية (هذه الخطوة كفيلة بالقضاء على كل أوجه صراع الهوية السودانية و رسالة واضحة المعالم لكل من تسول له نفسه التدخل فى سياستنا الداخلية)

    إذا حصرنا أنفسنا فى معاداة حكومة الإرتزاق فقط نكون قد إرتكبنا فى حق السودان جريمة كبرى لن يسامحنا التاريخ عليها فما أفشل المظاهرات السابقة إلا وثيقة البديل الديمقراطى مدفوعة الأجر – فلقد كان أولى أن نرى الحكومة و هى تزج بكل المؤتمرين فى المعتقل أسوة بمن خرجوا للشارع و نكل بهم حتى وصفوا بشواذ الآفاق.

    التغيير آت لا محالة و لكن نحن نفتقد لزعيم يقود الشعب السودانى لذلك لابد من قيام هذا الكيان و سترون كيف ينطلق بعدها العملاق السودانى.

  2. أنا أقول لك يا عزيزي لماذا استمر النظام كل هذه السنوات العجاف برغم أخطائه الكثيرة والقاتلة التي كانت ستعصف بأعتى النظم في الدنيا هذا النظام ببساطة يستخدم السحر وما أدراك ما السحر ؟نعم هو يستخدم السحر لإسكات الشعب وتنويمه تنويما مغنطيسيا .ألا ترى أن كل من أعطي منصب في الدولة أحضر السحرة أو ذهب اليهم لكي يبقى في هذا المنصب أطول زمن ممكن ؟هذا الموضوع لا يستثنى منه أحد حتى رئاسة الجمهورية نفسها .قد يسخر البعض من هذا الكلام لكن تأكد أنه هو الذي يفسر هذا البقاء غير المبرر لنظام فاقد الشرعية .

  3. أستاذ فتحي ينصر دينك دا من افضل الكتابات التي تعبر عن أزمة السودان وتحديدا أزمة الصفوة السودانية ، وادعوا قراء الراكوبة لقرأء. المقال مربوط بمقالين
    أخريين كتبا في فترات ماضية من حكم الإنقاذ وهما ” من اين جاء هؤلاء” للطيب صالح ، ومقال لدكتور. عبد اللة علي ابرهيم ” الجلابة قاطعي أكباد الإبل
    ونهاية عهد السياسة في السودان ” ( نشر بصحف الخرطوم. 96 أو 97 ) . مقال الطيب صالح معظم السودانين. كانت قراءته بان التساؤل موجة للإنقاذ بل
    السؤال موجة الي أي سوداني وتحديدا الصفوة ( يمين أو يسار أو وسط ) لأنهم من نفس المجموعة التي أخرجت الإنقاذ . أما مقال د. عبدالله في يذكر حقيقة
    تدهور الثقافة والوعي الجلابي الذي كان يمثل حل لسؤال الهوية والانتماء في السودان الحديث .
    وأخيرا الدعوة لأستاذ فتحي ان يشير الي الجيوبولتك والبيئة العالمية والمنطقة. وأثرها. في الواقع الآن. وأبعادها المستقبلية وكيف لها تأثير لتحرك الاحداث

    ولك التحية. ” وإنشاء يوم شكركم مل يجئ ”

    إنما متنا شقينا المقابر “

  4. الي الاخ ذكرية بما اني لا اامن بما يسمي بالدجل والشعوذة علي الاطلاق في الامور الحياتية العادية فما بالك بالوطن وهاؤلاءالقوم لا يتورعون عن فعل ايي شيء يمحهم امل البقاء والي ولاية غربية اشتهر بالكذب والخداع حتي سمي مسيلمة ذهب لاحد الاناطين ليامن لهو البقاء في كرسى الحكم الي الممات طلب منه الانطون احضار الكرسى الذى يجلس علية في مكتبه حتي تتم عملية الكتابة فكر الوالي كثيرا في احضار الكرسى ويبدو انه تخوف من الكرسى لانه اي الكرسى عرضة للتاكل والذوال لاي سبب فما كان من الوالي الهمام الا ان طلب من الانطون الكتابة علي مؤخرته اي مؤخرة الوالي بدلا من الكرسى

  5. ما فائدة القلم اذا لم يفتح فكراً؟
    او يضمد جرحاً؟
    او يرقأ دمعة؟
    او يطهر قلباً؟
    او يكشف زيفاً ؟
    او يبني صرحاً يسعد الإنسان في ضلاله…؟
    وهكذا قلم استاذنا الجليل فتحي الضٌو لقراءه… وفقك الله دنيا وآخرة يا استاذ…

  6. دائما ما تنظر للامور والاحداث من زاوية بعيدة صحيحة تمكنك من الاحاطة بجميع جوانب الحكاية ، سلسلة جيدة جدا من المقالات تستحق الدراسة لا القراءة وفقط ، نسأل الله لك دوام الصحة والعافية استاذنا الغالى فتحى الضو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..