شهد شاهدٌ مِن أهلها

ثمة حقيقة لا تقبل جدالاً يجسدها مآل الإسلامويين بالبلاد وقد إنقلبوا على مشروعهم بما يفوق كل درجات التحول، وربما تترجمها مقولتنا الشعبية الدارجة (فراق الطريفي لي جملو) أشرنا عبر ما سبق من بعض مقالاتنا الى حال القوم اليوم وقد سبوا آلهتهم بعد إنكاثا ونراهم يطوفون حول تمثال الحرية حُفاة عُراة بعد تحررهم من خطاب الأمس ولبوس شعارته، وربما حديثنا وكل ما سطرته الأقلام الزميلة تحليلاً وتشريحا للحالة ـ فلربما في دفوعات القوم وقاموس نفيهم وتقليلهم لكل رأي (خالِف) وها نحن نستعير منها ما يعلكون ما لا يعون ولا يجدون له مذاقا يميز به لسان الحال لديهم نكهةً لما ظلوا يمضغون… ربما خالِف قولنا يرجمونه بما تبقي من سهامهم التي تفرقت فتكسرت آحادا، ولهم ما شاءوا في ذلك وليرموا أقلامنا وإعلامنا كيفما إستباحوا المصطلح كما إستباحتهم للدين ـ تحللاً، وما أقترفوه من فقهٍ للسترة مسوغاً لإستباحة المال العام وهلمجرا..طويلة هي قائمة آثامهم تحت غطاء الدين وعباءةٍ رافلين فيها وكل ثياب الواعظينا قبل إنكاث لراياتهم اليوم وطواف لقدوم الامريكان ليكم تهيأنا، لكن ما تراهم يقولون وقد شهد شاهد من أهلها يفند كل أباطيل إمرأة العزيز متحللةً من (هيت لك) الى ان حصحص الحق مقرة بـ(أنا راودته عن نفسه) ولعل القوم قميصم قُد من دُبرٍ وإستبان العُري، بالأمس ـ الجميعابي، يقطع للزميلة ـ الجريدة ـ بأن الحركة الإسلامية ليس لديها مستقبل في السودان، بما فيها حزبي المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني، ووصف الأخير بأنه شاخ وضعفت أطروحاته،
وأرجع الجميعابي فقدان الحركة للمستقبل لجهة أن ان تجربتها صاحبها كثير من الفشل، بتغييبها للحرية وأضعاف المؤسسات واحتكارها للسلطة والمال. وما قاله الجميعابي كثير و ليس بمثير فهو بعض مما قال ويقول، وما راشهم به مرتد إليه ، ولن نسترسل، ورب قائل من القوم بأن وراء حديث خالِفهم الذي هو بعضهم غبينة وشيء في نفسه ولا يخرج عن صراعهم حول السلطة والجاه، لكن ما عساهم يقولون فيما ذهب ـ الأفندي وهو بمنأى عن قصعة ي لغ فيها القوم فسادهم متلذذين بشواء العباد والبلاد، دكتور عبد الوهاب الأفندي رقم أكاديمي ومفكر وصاحب خلفية إسلامية برغم إختلافه المبكرمع شكل وسلوك النظام الإسلامي الذي ما يزال حاكما للسودان منذ ما يزيد عن ربع قرن ..د.الافندي المحلل السياسي والإعلامي بكل من الجامعات البريطانية والامريكية، أو هكذا قدمه الزميل ـ هضيبي يس، عبر حواره الذي نُشر بعدد الأمس للزميلة (الصيحة) وهو جهد صحفي كبير فيه إضافة عظيمة لصحافة الخرطوم ينجزه صحافي شاب في زمان صحافة الظل البئيسة عله يرد بعض عافيتها،
ويؤسفنا الإكتفاء ببعض مقتطفات عريضة ـ إيجازاًلإنجازٍ، ولولا ضيق المساحة لإحتفينا به بما يليق .
وما يلي فيه بعض إفادات الافندي حول مجمل تطورات الأوضاع الداخلية والخارجية وحصاد التجربة الإسلامية في حكم السودان.
(تجربة الإسلاميين ألحقت ضرراً بالإسلام يصعُب إصلاحه
(ما زلتُ إسلامياً ووجدتُ في أوروبا ما لم أجده في بلادي)
(يؤسفني أن أقول إن السودان مقبل على كارثة محققة، قد يكون من عواقبها تفكك الدولة وانهيارها. فالفئة الحاكمة في حالة إفلاس فكري وأخلاقي، وفقر من مبادرات ذات معنى لمواجهة الأزمة. وأهم من ذلك، تفتقد الثقة في نفسها. فالحزب الحاكم ليست لديه قدرة على خوض انتخابات نزيهة، ولا على مواجهة خصومه في حوار علني، وهو يعلم ذلك. ولهذا يجتهد في تكميم الأفواه ومحاربة الإعلام الحر، كما أنه لا يسمح لأحزاب المعارضة بالمنافسة الحرة والنزيهة. ولكن رغم تطاول العهد، فإن الحزب يزداد ضعفاً، بينما تزداد المعارضة له شدة. والنتيجة صدام حتمي)
أعتقد أن هذه التجربة قد أضرت بالإسلام ضرراً قد يصعب إصلاحه، وأكاد أقول إنها مثلت جريمة في حق الإسلام والمسلمين. وقد يحتاج الأمر إلى عقود قبل إصلاح هذا الخلل. لم يكتف من يسمون نفسهم الإسلاميين بتضييع فرصة قد لا تتكرر، ولكنهم ضيعوا على من بعدهم، وعلى أجيال قادمة، تماماً كما شوهت داعش الإسلام ونفرت الناس منه. أعتقد أن أول كفارة لهذا الفعل هو أن يعترف هؤلاء بأن بينهم وبين الإسلام بعد المشرقين، وأن يعيدوا السلطة إلى أهلها، ويقضوا ما بقي من حياتهم في الاستغفار والتوبة ورد الحقوق إلى أهلها، عسى ولعل. فما عساهم يقولون؟… ما عساهم…
وحسبنا الله ونعم الوكيل

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..