قصيدة: وكأن تلك الأرض ما عادت تسمي في قواميسي بلاد

وَكَأنَّ تِلْكَ الأَرْضُ مَا عَادَتْ تُسَمّى فِي قَوَامِيسِي بِلَادْ

وَخَلَعْتُ قَلْبِي عِنْدَ بَابِكَ كَيْ أَرَاكَ
كَوَرْدَةٍ لِلحُلْمِ تَنْمُو فِي تلافيفِ النُّعَاسِ
لِعَلَنِي أَبْقَى بِحِضْنِكَ كَيْ يُدَارِيَنِي
لِأَلْقِي عِنْدَ شَطِّ اللَّيْلِ مِنْ تَعَبٍ عَصَاي وَاُسْترِيحْ
الوَقْتُ شَيْءٌ مِثْلَ وَمِضَ البَرْقِ يَشْرَخُنِي
لِأَرَقَبَ دَاخِلِي خطَ اِنْحِرَافِي مِنْ مَسَارَاتِ الرَّحِيلِ إِلَيْكَ
تُرْهِقُنِي المَسَافَاتُ المُلَوَّثَةُ الخُطُوطِ أَعُودُ
قلبيِ وَالمَسَافَةُ طَائِرَانِ يُحَلِّقَانِ عَلَى مَدَارٍ دَائِرِي
فَأْرَاكَ بعضاً مِنْ شُمُوسٍ مَاضِيَاتٍ لِلأُفُولْ
وَأرَى البِلَادَ نَهَارُهَا لَيْلٌ
مِنْ التَّعَبِ المُوَزِّعِ فِي اِنْشِطَارِ الرُّوحِ
مَا بَيْنَ الَّذِي رَسَمَتْهُ أَيْدِي العَابِثِينَ
وَصُورَةٌ كَانَتْ مُعَلَّقَةٌ عَلَى صُدَرِ القَمَرْ
وَأَنَا لَدَيْكَ وَلَا أَزَالُ عَلَى المَدَاخِلِ وَاقِفًا
وَمِعَى بِطَاقَاتِي وَصَوَّرَتْنَا مَعًا
وَشَهَادَةُ المِيلَادِ وَالوَجْهُ القَدِيمْ
مِعَى تَصَارِيح القُدُومِ وَكُلٌّ مَا يَحْتَاجُهُ الإِنْسَانُ
مِنْ أَجْلِ الوُقُوفِ بِبَابِ مَدْخَلِكَ القَدِيمِ
وَلَمْ أَجِدْ مَنْ يَفْتَحُ الأَبْوَابَ لِي لَيْلًا
وَلَا لِلعَائِدَيْنِ إِلَيْكَ مِنْ حَرْبِ الهُوِيَّةْ
قَفْرٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي فَقَدَتْ أُمُومَتُهَا
وَغَلّقَت المَدَاخِلَ فِي وُجُوهٍ العَائِدِينَ مِنْ البَنِينْ
قَفْرٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي اِنْتَهَكَتْ شَوَارِعُهَا بُيُوتَ الكَادِحِينْ
قَفْرٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي لَا تَفَتح الأَبْوَابَ لِي لَيْلًاً
وَلَا لِلقَادِمِين إلىى النَّحِيبْ
وَأَنَا كَغَيْرِي فِي الرَّصِيفِ
تَعِبْتُ مِنْ طُولِ اِنْتِظَارِي لِلصَّبَاحِ يُفَتِّحُ الأَبْوَابَ لِي سِرًّا
فَأُعَبر كَالغَرِيبْ
وَكَأنَّ تِلْكَ الأَرْضُ مَا عَادَتْ تُسَمّى فِي قَوَامِيسِي بِلَادْ
مركز البريد « قراءة الرسائل
د. عبد الله جعفر محمد
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..