عفيناك …..

اقسم القيادي، نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن ، بالله ثلاثا ،لصلاة ركعتين حمدا وشكرا لله حال اعفائه من منصبه ،جاء ذلك لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التنشيطي ،للمؤتمر الوطني بالولاية الشمالية صباح امس الاول ،بقاعة مطار دنقلا الدولي وقال ( نحن لاننوم بسبب عظم المسؤولية )….
***يضرب المواطن كفا بكف ،عندما يسمع حديث منسوبي الحزب الحاكم ، وهم يعلنون في كل وقت ،انهم ساهرون على راحته ،تكتفهم المسؤولية بحبال متينة ، لكنهم سيؤدون صلاة الحمد عند اعفائهم من مناصبهم ،وسينامون ملء اعينهم ، ،و بعضهم يقرن حديثه بانه بعد الاعفاء سيتفرغ للعبادة ووثبات الهجرة الى الله .
***كثير مايخلط منسوبي الحزب الحاكم ،اوراق (اللعبة ) مع بعضها ،يخاطب المسؤول المواطن و(يطعم كلامه ) بالتطلع الى الاعفاء ، رغم ان المواطن هنا لايطالب المسؤول بكشف نواياه ،وترتيب تفاصيل صلاته وايمانه ، وليصل مابدأ له ،انها علاقة خاصة تربطه وحده بخالقه العظيم ، اما العلاقة العامة فتربطه مع المجتمع ومكوناته ، مع المواطن الذي بنى جسر الثقة ،ليعبر عليه المسؤول ،حاملا راية العمل والانتاج والحلول ،لمشكلات المواطن ،التي تتفرخ يوميا ،لكن المسؤول يهرب عن حلها ،ويستمر في الكرسي نشوانا ، وما تطلعه الى الاعفاء ،الا دليلا على قوائم العجز والفشل والضعف وعدم الانجاز ،التي لازمت فترة وجوده .
***عبارات مستهلكة ،بلا نكهة ،يقذف بها المسؤول في بطن المجتمع ، وما حسبو الا واحدا من مسؤولي الحزب والسلطة ، يقتفي مع جماعته طريق الحديث المكرور ،الذي رسخ للملل ،فنبذه المواطن بحصافته وذكائه ،واصبح من وجهة نظره حديث بهار مر ،يترفع المواطن عن تناوله ،لكن يضحكه حتى يستلقي على قفاه ….
*** لم يروق للسيد حسبو ، ما تناقلته التقارير الصحفية عام 2014 ،والتي تحدثت عن وجود فساد في هيكل وجسم الدولة السودانية ، اذ تصدى حسبو لذلك مبديا استخفافه بما كتب ،ونفى وجود أي فساد على مستوى الدولة ، اشاح حسبو وجهه بعيدا عن قراءة الفساد ،والذي عرفه القاصي والداني ،،و انكرته عينه ودخلت المسؤولية في سبات عميق ،التي يحدثنا الان ،انها عظيمة تجعل منه (سهران الليل ومابنوم )…
*** في العام 2016 ، اعلن حسبو استمرار الاصلاح الاقتصادي ،وقال ( ان الحوار الوطني حقق غاياته واردف (نحنا غير الله مافي زول بخوفنا ) … حسبو الذي لم يسأله احد ،في استاد الدامر ،عندما قال الحديث اعلاه ،عن خوفه من الله ،او خوفه من المجتمع ، لكن انها عقدة مسؤولي الانقاذ ،الذين وفي كل حين ،يحاولون اظهار قربهم من الله ،رغم ان التقوى والعبادة هي حبل الوصل ،بين العبد وحده وربه العظيم ،الذي يعلم بواطن السرائر والجهر ، لكن اهل الانقاذ ،يكثرون من المباهاة بعبادتهم ، رغم ان المجتمع بأثره يعبد الله في صمت ويسبح بحمده ، لماذا ياترى هذه الموجة من التباهي ؟؟؟
*** فليغادر حسبو منصبه ، الذي لم يقدم منه مايسر المواطن ،ومايرفع العبء عن كاهله ، فالوعود وحدها هي التي تلقاها المواطن ، الصابر المكلوم ، كل التفاصيل تترى امامه وحاله معروف ومكشوف ، يقرأ اسطره ويطوي الصفحة ، فيموت في اليوم الف مرة … نشكرك سيد حسبو، الشعب (يعفيك ) الان قبل الرئيس… ….
همسة
لا البحر جاء على ذكر النهار ….
ولا الابحار كان الاختيار …
لا الموج نادى على الصغار …
ولا السفينة بلغت اخر المشوار ….
[email][email protected][/email]