أيتام الزمن

٭ والشاعر المتجاوز لا ينظر للأشياء من السطح.. بل يذهب بعيداً الى الأعماق حتى يلامس الجمر المتقد ومنها تأتي معالجاته للمسائل وللصور ذات الأبعاد الإنسانية الفريدة.. هذا ما سجل حضوراً مكثفا في مقدمة خواطري وأنا اتصفح ديوان الشاعر عبد الرحمن مكاوي.. «أصبحت كيف» وهو مجموعة قصائد غنائية غاصت بعيداً في أعماق الحياة بكل جوانبها المضيئة والمظلمة المتشائمة والمتفائلة الحلم.. والمعاناة.. والأمل.. والشكوى كلها جاءت في سبع وثلاثين قصيدة تقودك في قفز رشيق من صورة للوحة.. لخاطرة.. استوقفتني بصورة ملحة قصيدة أيتام الزمن ولتصدقوا ما قلت اقرأوها معي:
حواء بيتا بقى الطريق
وحالا يغنى عن السؤال
متلفحة الحنية شال
متوسدة الهم والنعال
وقبال «تأشر» لي تعال
في عيونا حبست الدمع
بين الرموش قدامي سال
قالت كلام بعد السلام
هداني يا وليد العمر
وصبح محال حتى الصبر
والحال كمان والله مر
أطفالي أيتام الزمن
نايمين وبايتين القوا
وصبح سراب حق الدواء
وغلبني حل المسألة
وصعبان على حتى السؤال
٭٭٭
دي القصة كانت باختصار
تحت الهجير ما لاقيه ضل
والفقر ذلاني ذل
والعيشة صبحت تلتلة
وحق الفطور بقي مشكلة
وبقت الشوارع مدرسة
بدل الدروس كان الأسى
ومين يحمي أطفالا جياع
من التشرد.. والضياع
قبال تفكر في المشي
ما دايرة منك أي شيء
غير عني تكتب بس مقال
أو قصة أو مقطع شعر
دي أمانة للناس أنشرا
أو قولا لو صعب النشر
لكن وحاتك يا جناي
رغم ألاسى الجوه العيون
ورغم آهات الشجون
بتمنى باكر لو.. يكون
إشراق أمل وصباح جديد
ونغني للفجر الوليد
رغم الشجون
لازم يكون..
لازم يكون..

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..