الحنافيق

منذ ان وطئت أقدام التتار الجدد البلاد منذ سبع وعشرين سنة أ و تزيد بحسابات (قلنا الروب) بما مقداره خمسين الف سنة مقابل سنتهم الكبيسة ..منذ ذاك التاريخ والى يوم الناس هذا لم يطرأ جديد كما لم يتركوا قديماً وجدوا الناس فيه الا وهدموه، والمتابع لعناوين صحافة الخرطوم يكاد لا يميز ما بين عناوين الأمس وكل عناوين صحافتنا ما بعد يونيو المشؤوم للعام( 1989 ) فما تقرأه بالأمس تطالعه اليوم ، حتى تشابهت أيام الله على العباد بالبلاد، ولتوخى الدِقة، وحتى لا نظلم القوم نشير الى بعض مساحيق على الأخبار فأحياناً يستعيض رواة الأخبار أكد بدلاً عن أوضح ،أوـ سوف بدلاً عن (السين)ـ الحافة(سنعمل) ، وأحايين أخرى تجد حنفوق أو نتفوق بديلا لجملة التسويف السابقة …الحنفقة وهي موضوعنا اليوم، لكن قبل الخوض فيه ندعوكم لفاصل من عناوين صحافتنا لنعود بعده مجدداً للحنفقة
(البشير يشدد على تأمين مقومات تحسين مستوى المعيشة وخفض معدلات التضخم)
ووزارة النفط تتبرأ من زيادة السعر) (فوضى في أسعار الغاز (بكرى:الحكومة القادمة لن تكون مترهلة)
(الرئاسة تعتزم معالجة قضايا المتأثرين بالسدود بنهر النيل)
(وقفة إحتجاجية لمتضررى حرب الخليج ومذكرات للرئاسة والأمم المتحدة والكونغرس)
(رئيس الوزراء:الأيام المقبلة ستشهد تشكيل الحكومة وتحديد مطلوباتها)
(أقر بحدوث مشكلة في البنزين في اليومين الماضيين وزير النفط:توزيع الجازولين على الولايات للموسم الزراعى)
(البشير:مستمرون فى مراجعة الأجور والمعاشات)
بالله عليكم كم من السنين العجاف قد مرت عليكم وأنتم في دوامة هذه الأخبار الكذوب،… ولعمري هي صوت الإستحالة ـ رائعة الشاعر جمال عبد الرحيم وقد برعت مجموعة عقد الجلاد في أدائها
المناظر هي ذاتا.. الصور نفس المشاهد ،الشوارع والبيوت

الأماكن والمقاعد ..والزمان ثابت مكانو/ والرقم اللسة واحد

وحشة الليل البهيم/ ولمة الناس الحزانى / غُصة الشوق القديم

بدموعا وبحنانا / وقصة الولد اليتيم ،ونفس صوت الإسطوانة

دنيا تتغيَّر ودنيا / أدمنت عِشق الثوابت/ صوت ينادي الإستحالة

والحقيقة صوتا خافت / جرح ينزف وقلب دامي

ولسة صابر ولسة ساكت….

الشوارع هي ذاتا.. وأزمة الأخبار التي تعاني منها صحافة الخرطوم وهي تمضغ خبراً واحداً على مدى مفتوح علكة بسطورها! تؤكد عطالة الحكومة وتفضح ما ظلت تبشر بـ(إنتاج وإنتاجية)
أما ـ (الحنفقة) فقد نقل لي صديق عن صديق له ـ ما إصطلح عليه بـ(الحنافيق) وحسب صديقي فان صديقه ـ مُنتِج ـ المصطلح، قد إنشغل بمنهج القوم وخرج بمنجزه الذي هو بين يدينا تطبيقاً على الفعل السائب على لسان القوم ببادئتة ـ الحائية (حنبني ،حننجز ،حنعمِّر،ححححححح إلى آخر حاءاتهم، وبينها وبين عبارة بصات الخرطوم القديمة وجه شبه كبير (بُكرة الركوب مجان) والعبارة مقابل موضوعي للحائية الحكومية ببلادنا ويبدو وربما أجزم بأن صديق صديقي ـ صاحب المصطلح الشهير، قد إتخذ من حنشيد نِحنا بلادنا وحنفوق العالم أجمع ،وللجيل الجديد نشير الى انه من خزعبلات بواكير الإنقاذ، حتى يعلم الأبناء أية بلايا وأوزار سبقتهم وقد تحملناها !! ويبدو ان مصدر المصطلح هو الفعل حنفوق اي ـ سوف نتفوق ، ومنها جاءت الحنفقة بينما الحنافيق إشتقاق وتستخدم للجمع ومفردها حنفوق، والعبرة في الحنفقة انها حبل طويل لـ(الكِضِب) يتيح إطالة عمر الحكم ,وهو ما بلغوه اليوم من عمرٍ حنفِيق (على وزن مديد) دون ان يمدوا يداً لتنفيذ مدماق واحد على حائط التنمية ومعاش الناس غير حنفقة لبثوا فيها الى يوم (دايرين الألمان يجوا يتعالجوا هِنا في مستشفى أمبده دا) والتي تحولت ما بين يوم وليلة الى( السودان يطلب مساعدات مالية من المانيا)..وفي المتن …(دعا وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في السودان، بدرالدين محمود، ألمانيا، خلال لقائه السفير الألماني بالخرطوم أولريش كلو كتر، إلى ضرورة مساعدة بلاده، لافتاً إلى أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، متعهداَ بتقديم كافة التسهيلات لرجال الأعمال الألمان والشركات الألمانية لدخول السودان).
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..