أخبار السودان

الفنان الأمين عبد الغفار: بنزيل (القشة المُرّة) بريال.. وبناكل (كسرة بموية) في ضهر أبوعشرين

علي الطاهر
مثلما كان يخلص للمنجل عند صغره في الحواشات , أخلص له عند كبره فأخذه الي فوق قمم الشهر عبر الأغنية (المنجل المركوز) … ومثلما كانت الأرض رمزاً للمزارعين الكادحين, كان جده التربال (مجسما للنجاح) في داخله.. ومثلما يعيش الناس في القرية حياة بسيطة عاش (الأمين عبدالغفار) بين الحواشات فتعلق بها وتعلقت به وشكلت أهم حقبة في تاريخه على المستوى الانساني والفني المترع بالأغنيات الجميلة مثل آه يا أنا, الغاريك جمالك, أشيل الريد, فارقت أعز الناس, جيتنا من وين ياهنا, حب الناس يحبوك, ناس معزتنا, يا عيني ياطماعة, ولكننا اليوم لم نطمع في سماع أغنياته وإنما نطمع لمعرفة تفاصيل أخرى عن حياته غير الفنية..
} أستاذ الأمين عبدالغفار بعيداً عن الفن , ماهي علاقتك بعالم السياسة؟
< ضحك ملء فيه ثم قال: أقول ليك حاجة السياسه دي أي زول ممكن يتحدث فيها ليس لأنها سهلة ولكن لأنها تعتبر جزءاً من حياتنا.
} يعني إنت فنان سياسي ؟
< مش بالضبط ولكني ممكن أتحدث في بعض القضايا وأقول رأيي فيها بوضوح..
} مثل قضية الاستفتاء مثلا ؟
< أيواااا بالضبط ..فأنا أرى أن الشمال والجنوب شيء واحد ولا يمكن أن ينفصلا لأن السودان وطن جغرافي واحد , ولكن مؤخرا اتضحت الرؤية من خلال مطالبات الاخوة في جنوب السودان بالانفصال والترويج له دون أن يضعوا في الاعتبار المخاطر التي يمكن أن يولدها الانفصال ..
} مثل ماذا يا أستاذ؟
< التدخل الأجنبي وما أدراك ما التدخل الاجنبي , واعتقد أن افريقيا مرتع أخصب من العراق لذلك يمكن لن تتفاقم الامور وتصبح أسوأ من العراق, ومن متابعتي للحراك السياسي اتضح لي جليا أن الرئيس عمر البشير مدرك لمآلات العملية (الحكاية) ولكن بعض المسئولين عكس ذلك, والغريب في الامر ان الدول الاوربية والغربية تعتبر أن الجنوب أفريقي بحت , ونحن نريده أن يكون سودانيا بحتا ومغاير عن فكر الاخرين لأنه سوداننا نحن المليء بالكرامة وعزة النفس , كما أن الجنوب تطبّع بالشمال ..
} طيب نخلي السياسة, وندخل المطبخ.. ماهي الأكلات التي تحبها ؟
< (والله بحب الكسرة المظبطة بالروب الرايب وعليها سلطة وملح وتتعجن تماما , وبعد تاكل وتملى بطنك توزن الراس بكباية شاي) وبصراحة أنا بحب الشاي شديد زي أهلنا الرزيقات.. وبالمناسبة أقول نكتة حصلت معاي بمناسبة الشاي دا ( كنت بتأهب لإحياء حفل في مدينة الثورة بأمدرمان ..جاءني أحد أولاد البيت الفيه الحفلة وقال لي تطلبوا شنو ..فقلت ليه (شاي) استغرب وقال: (إنتو فنانين ولا مداح)..
} هل تجيد الطبيخ ؟
< علاقتي بالمطبخ ضعيفة ولكني أجيد شيء واحد وهو (حلة السمك) التي أصبحت الوجبة المفصلة للاسرة لأنني علمتها لناس البيت كلهم ومرات مرات بعمل كمان شاي ,,
} أين تعلمت (حلة السمك)
< ضحك وقال: عندما كنت عزابي في أبو كدوك وأسكن مع مجموعة من المدرّسين أذكر منهم عصام الدين عبدالرحمن ..
} يعني ما بتاكل (بوش) ؟
< لا .. أنا عندي سكري ,, والبوش دا مهاجم خطر على ناس (السكري) الزينا دا , لأننا نحتاج الى وجبات خفيفة ..
} في الصغر وإنت طالب في المدرسة هل كنت مشاغب ولا مسالم؟
< في الحقيقة كنت مسالم …كنت طالب فنان من الابتدائي بلحّن الاناشيد ..
} عفواً يا أستاذ قلنا ما دايرين غنا؟
< لا ما في طريقة لازم أتم ليك القصة لأن الفن مرتبط بالمراحل العمرية التي مريت بيها ..إذن أكمل ..كنت بقلد فنان المنطقة الراجل الطروب (أحمد الطيب) , ولأنني كنت أجيد طريقة غنائه فأُطلق علي (أحمد الطيب الصغير) , كما أنني من المداومين على المسرح المدرسي وأغني في طابور الصباح وألحن الاناشيد وغيرها ومرة من المرات تأخرت عن الطابور بسبب (المكوة) فسأل الناظر عني وظل يبحث حتى وجدني (بكوي في ملابسي) فقال أمشو نادوا أي زول يكوي للامين. حتى اتفرغ لطابور الصباح.. وبعد ذلك حبيت أغاني الحقيبة لأن خالي (عبدالعزيز عز الدين) كان يجيدها فأُعحبت بها بالفطرة..
} كنتو بتقضوا العطلة وين ؟
< في الحواشات طبعا,, وكنا نشيل (الطواري ? والملود) ونمشي الى الزراعة ونقوم بحش الحواشات ونزيل (القشة المُرّة) وهي معروفة عند أهل الجزيرة وبعد ذلك نقوم بمساعدة أهل الحواشات الاخرى فيعطوننا ريال أو (15) قرشا كأجر , ولازلت أتذكر ونحن مجموعة ناكل الكسرة بالموية والشطة والملح في ضهر (أبوعشرين) ونسرب منه الموية, وما تشوفني كدة تقول الزول دا أفندي أنا ود قرى وحواشات وأبوعشرينات .وكنت بركب (الحمار) وبقطع مسافة (5) كيلو عشان أجيب الاكل لجدي (عز الدين) الذي عشت في كنفه هو وخالي الشايب خالد منذ وفاة والدي أنا في العام الاول من عمري , وأنا بعتز بجدي وحياتنا البسيطة..
} هل مارست نشاط رياضي؟
< نعم كنت جناح واسمي (حموري).. ومثلت فريق الحلة (تنوب) وأشبال المناقل.
} موقف طريف؟
< (مرة جو ناس الحلة واشتكو لجدّي وقالوا ليه (الامين) بساهر بأولاد الحلة فوضعوا لينا شروط بعدم المبيت خارج الحلة,, وفي يوم برد انتهيت من الحفلة وأصريت عليهم بالذهاب الى الحلة وفي الطريق اكتشفت أنهم اتغطوا بملايات الديوان, فأعدناها لأصحابها مرة أخرى)..

الاحداث

تعليق واحد

  1. حليل الجزيرة ومشروعهاوناس معزتهاوالضحوة والضهريةواولادهاالبدرو زرعواالان كلواشى راح الجزيرة بقت يباب شكرا استاذ الامين فجيلكم جيل عبدالباسط عبدالعزيز ومصطفى سيداحمدوبابكربلة وغيرهم من المبدعين لن يتكرر قريبا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..