التزام اخلاقي….

**ماخطه يراع الزميل النابه مصعب الهادي امس الاول ،يجعل الرأس يشتعل شيبا ، فلقد دخل مصعب في غابة شائكة ، التقى فيها بوجوه شرسة ،لكنها تحمل قلوبا ناعمة ،ورغم انه نقل صورة واضحة تماما ،كان يسمع عنها المجتمع كثيرا ،الا ان خلف هذه الصورة، امتدت اخرى ،شكلت عوالما متكاملة ، لاكثر من اسرة داخلها ،تحتمل الشر والمريوميا ، وتربي اليتيم …
**هؤلاء الطفلات ، هن ضحايا النزاع والفقر والحروب اضافة للعنف الاسري ، لم يجدن غير الشارع مأؤى ،وحتى المأوى لم يكن هادئا ،فلقد كانت (كشات ) متوالية ، تحيط بهن وبغيرهم من المتشردين ،وبوحشية وقسوة ،يتم التقاط الاطفال من الشارع ،وحشرهم حشرا في دور سرعان مايغادرها الاطفال ،عبر دروب مختلفة ، وقد كانت هذه الفكرة هي احد الحلول التي تفتق عنها ذهن الرعاية الاجتماعية …
***ازداد عدد المتشردين ليس في ولاية الخرطوم وحدها ،بل عم التشرد كل ولايات السودان ،نتيجة لتراكم المشكلات الاقتصادية واهمال الدولة للمواطن وقيمته الانسانية ،بهضم حقوقه ،وعجزها عن توفير مواعين انتاجية مستدامة ،فخبأ نجم الانتاج والنمو ،وصعد شائك البطالة ،واصاب المجتمع الشلل .
***هروب وزارة الرعاية الاجتماعية ،عن ذكر النسبة الحقيقية للفقر الضارب باطنابه في عمق المجتمع ،جعل المجتمع من تلقاء نفسه يهدي اليها الحقائق ،بافرازات مختلفة لاتستطيع ان تغمض عينيها امامها ،فدار المايقوما التي تستقبل اكثر من ألف طفل في الشهر ،تحكي واحدة من هذه الحقائق ،اضافة لزواج القاصرات والتشرد الذي غاص في عالمه الزميل مصعب ….
***ليبس هنالك مايدعو للتفاؤل ،بان حلولا ستظهر في الافق من اجل المتشردين من الجنسين ،وذلك لان البرامج والخطط ،التي طرحتها الوزارة لم تات بثمار ايجابية يمكن التمسك بها كمرجع ، يفي بنقص في اعداد المتشردين ، لذلك العلاج يبدأ من العزم الحقيقي لتخفيف حدة الفقر في السودان ، بالتزامات اخلاقية تجاه مصادر كسب عيش الفقير ،بتخلي المحليات عن عادة مصادرة اواني العمل والذي يدفع مقابله الفقير جباية لا ستردادها ،وسؤالي هنا هل يغذي المبلغ بالله عليكم خزينة الدولة؟؟؟
*** العالم الذي دخله مصعب ،بكل مره وقسوته ،نهديه لوزارة الرعاية الاجتماعية ، للوزيرة وفريقها العامل ،وهاهو الطريق مفتوح امامها ……
***همسة
امتطيت سرج خيلي في الظلام …..
لاح بين تفاصيله… وجهها المثقل بالهموم …
في يد الطفلة وردة ذابلة ..وفي عينيها دمع هتون ….
[email][email protected][/email]