الثقافة السنارية.. المغزى والمضمون

اصطحاب المكون التاريخي بكل عوامله السياسية والاقتصادية والثقافية امر في غاية الأهمية لتقييم الواقع واستشراف المستقبل.
دكتور حسن مكي في مقدمة كتابه الثقافة السنارية المغزى والمضمون قال: «الكتابة عن مملكة سنار ليست بالقليلة وعلى الاقل باللغات الاجنبية الانجليزية على وجه الخصوص ولكن القليل من هذه الدراسات ينفذ إلى لب القضية وجوهرها وذلك هو مغزى ومضمون الثقافة السنارية في حركة التاريخ السوداني ومغزى ذلك المضمون بالنسبة لحركة الصراع الثقافي الحضاري الدائر في السودان حول قضية الهوية والوجعة والمرتكزات الثقافية والنظرة الفاحصة لمناهج التاريخ والتربية.
والثقافة في الجامعات والمدارس تكشف عن الاهمال المتعمد لتاريخ هذه الحقبة، حيث لم يتعرض لها المنهج الدراسي الا بصورة شكلية وسطحية مع ان الحقبة تمثل الاساس المتين الذي يرتكز عليه المجتمع السوداني بقوماته الاجتماعية والثقافية ، لقد ظل تاريخ هذه الحقبة مطويا واذا عولج معالجة سريعة وهامشية مع ان هذه الحقبة هي الاطول من الناحية الزمنية «317» عاما مقارنة بمائة وستين عاما هي عمر الحقب الاخرى من تركية ومهدية واستعمارية ووطنية.
كما اوضح دكتور حسن مكي ان القضية الاساسية التي امامنا هي تحديد الهوية وسط كل هذا التاريخ الطويل بدلالاته ومعطياته بدلا من ان نتجه إلى المغالطات والتراشقات تاركين الواجب المقدم وهو الحوار من اجل اقامة الوطن الواحد الذي لا تختل فيه الموازين فاختلال الموازين يؤدي إلى الانفجاز لا محالة.
من هذه الحقيقة تكبر امامنا اهمية معرفة ذاتنا الثقافية ومداخلها مجتمعة حتى تتفتح لنا الابواب الآمنة التي تلج من خلالها عملية شاقة وصعبة صعوبة مكوناتنا العرقية والمعتقدية والثقافية، ومن هنا أيضا يصعب علينا الحكم السهل مثلا انا لا استطيع ان اقول ان السودان عربي او زنجي مسيحي او مسلم ولكن اقول «السوداني» وهذا يعني كل هذه المكونات واسقاطاتها.
فلننظر إلى أي تجمع سودانيين نجد اختلاف الالوان والملامح هناك صاحب او صاحبة العيون الزرق والشعر الاشقر هناك اصحاب اللون الداكن والشعر الاكرت وهناك الاسمر والاصفر وخاطف اللونين والقمحي والاخضر وهناك الذين يتحدثون العربية والذين يرطنون إلى جانب العربية السليمة والمكسرة واللهجات في السودان كثيرة تصل إلى خمسمائة او اكثر في الشمال والشرق والغرب وهناك المسلم والمسيحي والوثني ولكننا كلنا اهل السودان ويجب ان يكون السودان وطننا الواحد.
الشئ المطلوب في هذه المرحلة بالذات هو إقامة الحوار الفكري الحوار المنطقي الواقعي القائم على الاعتراف بالآخر الذي يجعلنا نصطحب الايجابي من معطيات حضارتنا القديمة لتواكب مسيرة الالفية الثالثة وتتجاوز المحطات القديمة التي لا نستطيع مبارحتها ونحن نلوك تساؤلات خاوية هل نحن عرب ام زنوج؟.
يجب ان تبقى الحقيقة الساطعة القائلة نحن كل هذا وبالتنمية والعلم والوحدة الوطنية تعتدل موازين السلطة والثروة معا.
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..