غرب كردفان أم كاليفورنيا؟

جاء في عدد جريدة الصحافة ليوم الاثنين الماضي، وبكامل عرض و»أعمدة» الصفحة الخامسة، 1600 قيادي من حزب الأمة القومي ينضمون للمؤتمر الوطني بولاية غرب كردفان»، في تقرير أعدته الزميلة مواهب أحمد، وجاء الإعلان عن هذه الهجرة الجماعية الطوعية، على لسان السيد إبراهيم شمر، نائب رئيس المؤتمر الوطني في تلك الولاية، بمناسبة انعقاد المؤتمر التنشيطي للحزب، بمشاركة 450 ألفا «الكتلة ال?» من عضوية الحزب، علما بأن نسبة المشاركة بلغت 83% فقط.
واحدة، واحدة: نفهم من هذا التصريح أن سكان هذه الولاية التي تبلغ من العمر أربع سنوات، والتي ولدت قيصريا لتتاخم خمس ولايات وأبيي «حلايب الجديدة»، ينتظم ثلاثة أرباع سكانها في المؤتمر الوطني، وليس في هذا ما يثير العجب، فعضوية الحزب على ذمة كبار قادتها، تتراوح ما بين الخمسة والعشرة ملايين، وفي رواية أخرى أوردتها في مقالاتي كثيرا، فإن جميع مسلمي السودان أعضاء في الحزب «مقولة اللواء . عمر نمر: «كل من قال لا إله إلا الله فهو مؤتمر وطني».
ما فات على السيد شمر هو أنه وبالإعلان عن انضمام 1600 قيادي من حزب الأمة «الأصل» للحزب، الذي يظلمه الكثيرون عندما يصفونه ب»الحاكم»، يؤكد أن نحو 90% من سكان الولاية يدينون بالولاء لحزب الأمة، فوجود 1600 قيادي لهذا الحزب في الولاية «انس أمر قياداته التي لم تنضم ل»الوطني»»، يعني أن عدد الأمويين القوميين في غرب كردفان، أكثر من مليون ونصف المليون، بافتراض أن في كل حزب قيادي لكل 1000 عضو «وهو ما لا يعرفه حزب سياسي في أي مكان في العالم».
أما عن تمويل المؤتمر التنشيطي ذاك، فقد صرح شمر أن إجمالي المبلغ المرصود في ميزانية الحزب، يبلغ مليار جنيه «الحديث هنا عن الحزب بالزاي وليس بالراء»، تبرعت بها عضوية الحزب واتحاد أصحاب العمل، لتمكين الحزب من تمويل برامجه «وليس برامج الولاية»، وإذا كانت تلك ميزانية فرع صغير للحزب، فكم تكون كلفة تمويل المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني «الأم» في قاعة الصداقة في الخرطوم، حيث السلطة والجاه والكثافة السكانية السبعة مليونية؟ «ما لم يكن التبرع السخي من التمباك الذي تلقاه الحزب من ولاية في دارفور قبل أشهر قليلة، من الصنف «الممطر» بماء الذهب ويعود عليه بمليارات متلتلة».
ومن يسمع أن ولاية تم إنشاؤها حديثا، تملك حكومتها تلك الموارد البشرية والمالية، يحسب أن الأمر يتعلق بغرب كاليفورنيا وليس بغرب كردفان، ولكن ثقافة تكبير الكوم بالعنتريات اللفظية، صار تقليدا سياسيا في حزب أعلن رئيسه الأعلى أنه يخشى عليه أن يصبح نسخة من الاتحاد الاشتراكي النميراوي، الذي صارت عضويته المليونية فص ملح وداب «ساعة الحارة جاتهم تارة»، في إبريل 1985.
سبقني من هم أدرى مني بشعاب مكة، الى القول بأن المؤتمر الوطني حزب حاكم مجازيا وليس فعليا، فمعظم قياداته تسمع بقرارات سياسية مصيرية، زيي زيك من الجرائد او وسائل الإعلام الأخرى، ولهذا لم يعد مستساغا أن يمارس بعض قيادييه «الجخ»، حول الكثرة العددية للعضوية، رغم اعترافي بأنه قطعا يتمتع بعضوية أكبر من عضوية الأحزاب التي تريد الوصول الى القصر ومقر مجلس الوزراء، ولكن مقتل كل تنظيم سياسي بيده السلطة الكاملة، هو ترهل العضوية، وكشفت أحداث أواخر عقد ثمانينات ومطلع تسعينات القرن الماضي، كيف أن الأحزاب الشيوعية الحاكمة في أوربا الشرقية وموسكو كانت شديدة الهشاشة لأن غالب عضويتها كانت من الانتهازيين من صنف «رُكّاب سرجين».
الصحافة

تعليق واحد

  1. يا ابوالجعافر ماجاء فى الخبر صحيح , حزب المؤتمر الوطنى ما فيهو اعضاء كلهم قاده . والدليل هل رأيت تصريح لوسائل الاعلام المقرؤه والمسموعه والمرئيه لاحد المنتمين للمؤتمر الوطنى لم تسبق اسمه كلمة القيادى ( صرح فلان الفلتكانى القيادى بالمؤتمر الوطنى ……) وكذلك الحال فى حزب الامه .

  2. يا ابوالجعافر ماجاء فى الخبر صحيح , حزب المؤتمر الوطنى ما فيهو اعضاء كلهم قاده . والدليل هل رأيت تصريح لوسائل الاعلام المقرؤه والمسموعه والمرئيه لاحد المنتمين للمؤتمر الوطنى لم تسبق اسمه كلمة القيادى ( صرح فلان الفلتكانى القيادى بالمؤتمر الوطنى ……) وكذلك الحال فى حزب الامه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..