ترامب رئيس يملك قراره

طوال السنوات السبع الماضية والتي عاشت فيها سوريا أسوأ فصول التاريخ الدموي وارتكبت فيها قوات بشار الأسد، مدعومة بمليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني والروس أشكالاً وألواناً من المذابح، استخدم فيها بشار كافة أنواع الأسلحة حلالها وحرامها.. طوال هذه السنوات ظللنا نتتقد صمت البيت الأبيض وسلبية الإدارة الأمريكية ونكثر من اللوم والعتاب لإدارة أوباما بسبب عدم تدخلها في سوريا مثلما كانت قد تدخلت في العراق.. (ويا ليتها فعلت العكس تماماً)..
وكانت معظم التحليلات العربية للموقف الأمريكي السلبي خلال تلك السنوات مبنية على نظرية المؤامرة التي تقول إن الولايات المتحدة بعد أن سلمت العراق للنظام الإيراني غضت الطرف عن ما يحدث في سوريا ووقعت الاتفاق النووي مع إيران، التي تلعنها صباحاً وتقتسم الفراش معها ليلاً..
كنا ننظر إلى الموقف الأمريكي تجاه سوريا بهذه العين، وحين نفذ ترامب وعده بالرد على نظام بشار وأمطرهم بصواريخ توماهوك صباح الجمعة.. عاد نفس أولئك (العطالى) من المحللين العرب يشككون في صدق الخطوة التي قام بها ترامب، فبدأوا يتحدثون عن مؤامرة جديدة.. أمريكية روسية على العرب..
يا سادتي الكرام، الفاصل الزمني بين مجزرة خان شيخون والضربة الأمريكية في الرد عليها ساعات قلائل يؤكد أن ترامب هذا رئيس أمريكي يمتلك قراره أو قدرته على اتخاذ القرار برغم صعوبة مثل هذا القرار الذي اتخذه.. حتى ولو أخطر روسيا بما سيفعل لكنه فعل ما يتقاطع مع توجهات روسيا التي تتسيد أجواء سوريا وتدعم نظام بشار الأسد.
ذلك نقول حتى لو انتهت مرحلة الرد الأمريكي على بشار عند هذه ضربة الجمعة فإن مضمون الرسالة التي أرسلها ترامب لبشار الأسد وإيران وروسيا معاً هو مضمون قوي جداً خاصة وأنه لم يقم بمشاورات طويلة داخلية قبل التنفيذ ولم يكثر من الكلام بل نفذ على الفور عملية نظيفة وموجعة تم توجيهها مباشرة إلى المطار الذي انطلقت منه طائرات بشار وتعبأت منه صواريخه بالغاز السام الذي قتل الأطفال.. فدمر المطار بما فيه من طائرات ومن فيه.
لماذا لا نعترف بخطوة صحيحة قامت بها الإدارة الأمريكية في سوريا؟ لماذا نبحث بخيالات موسوسة عن ما يبدل المعنى المباشر لهذه الخطوة؟.
ألم يكن هذا هو مطلبكم؟.. ألم تكن تلك هي الخطوة التي تعيبون على أمريكا التأخر في اتخاذها؟..
ماذا بكم يا عرب وأنتم الذين تحقق فيكم قول مظفر: (أدخلتم كل زناة الليل إلى غرفتها وشحذتم كل خناجركم وتنافختم فيها شرفاً أن تصمد صونا للعرض)..
ليس لديكم خيار سوى أن تباركوا وتناصروا خطوات ترامب لحسم القضية السورية التي لو ظلت رهينة لخياراتكم العاجزة لما تقدمت مسارات الحل فيها خطوة واحدة الى الأمام.
صواريخ ترامب مسحت في دقائق معدودات مطار الشعيرات العسكري من خارطة الإجرام والإرهاب.. انتقمت لأطفال خان شيخون الأبرياء.. وتركتكم تحلقون بخيالات (مسطولة) في سماءات نظرية المؤامرة.
الرجل تفاعل مع القضية وعبر بأبلغ الرسائل.. ولو مضى بنفس هذا المستوى من التفاعل فستحل القضية السورية في أول جلسة بين أطرافها قبل أو بعد سقوط بشار الساقط في كل الأحوال.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي