في تذكر ( الأساتذة ) سعد الدين إبراهيم

عثوري مصادفة على نسخة من صحيفة دنيا الاجتماعية التي ترأس تحريرها خلال عمرها القصير زميلنا الأكبر المبدع الفقيد سعد الدين ابراهيم ،جدد في النفس كوامن الحزن على فقده الأليم الذي بات على بعد شهر من ذكراه الأولى ، وعندي أن فقيدنا الكبير الأديب والشاعر والصحفي والسيناريست المسرحي سعد الدين إبراهيم يستحق عن جدارة لقب (الاساتذة سعد)، كيف لا وقد حاز الفقيد الاستاذية من أطرافها وجمع في إجادة وتميز بين العديد من مجالات الإبداع الأدبي والفني، وله في كل منها سهم ونصيب وافر، يكتب القصة وينظم الشعر ويمارس الصحافة ويؤلف النصوص الإذاعية والسيناريوهات المسرحية، إنه فعلاً وحقاً ( الاساتذة سعد ) ، تماما مثل المواطن المصري الأديب والشاعر والصحفي والأكاديمي النابغة زكي مبارك الذي عندما حصل على ثلاث درجات دكتوراه متتالية، لقبوه بـ(الدكاترة زكي مبارك)..
كانت كل تلك الضروب الإبداعية التي أبدع فيها سعد قد سبقت في تعريفنا بشخصه من بعيد، إلى أن التقينا كفاحاً ووجهاً لوجه في المشروع الصحفي الموسوم بـ(الشراكة الذكية)، الذي تم تنفيذه عام (2003)، واندمجت بموجبه ثلاث صحف هي الصحافة والحرية والصحافي الدولي، وكان سعد قبل هذه الشراكة يرأس تحرير صحيفة الحرية، وبعد الشراكة تم تكليفه بمهمة رئاسة تحرير صحيفة دنيا الاجتماعية التي أصدرتها الشراكة، ولكنها للأسف لم تعمر طويلاً وتم إيقافها لأسباب لم يكن من بينها الأداء التحريري، لينقل بعدها الفقيد عموده الأشهر (النشوف آخرتا) إلى صحيفة الصحافة ويحتفظ بالمكتب ذاته الذي كان يشغله كرئيس تحرير للصحيفة الاجتماعية الموقوفة، هذا الوضع وفر لي فرصة ذهبية بأن ألتقي الفقيد يومياً وأجالسه كثيراً وأستمتع بصحبته وتعليقاته وقفشاته الذكية التي كان يطلقها عفو الخاطر، ومن مجمل تلك الرفقة والصحبة تعرفت أكثر على شخصيته المبدعة المترعة بالحب والسماحة والتسامح. لقد كان سعد بسيطاً في عمق، بسيطاً في مظهره ومتبسطاً في حديثه وكتاباته، ولكن بعمق في المخبر وعمق وقوة في الفكرة والطرح لا يتحذلق ولا يتفلسف، كان يكتب ويؤلف للغبش والبسطاء، فعاش أغبشَ مثلهم ولهم ومعهم، وخرج من الدنيا أغبشَ من بيت إيجار بأحد أحياء الغبش الأصلاء، وهو من كان بمقدوره لو كان يعرف التزلف والتملق ويجيد المداهنة أو لو أراد ذلك أن يجني ذهب المعز، ولكنه آثر على هذا النعيم الزائل حب الناس وضنك الحياة، فرحل بملابس البسطاء وأشواق النخب وهموم الغلابة وكدح العاملين، فاللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وأكرم نزله وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان..
الصحافة
رحمه الله رحمة واسعه كان كتلة من الابداع المتجدد في كل ضرب من ضروب الحياة اعطي بلا ملل ولا كلل بسيط وعميق ومجدد غير قليدي لكنه في السودان الذي لا يحفل بمبدعيه ودولة لا تحفل بمبدعيه دولة فاشله وليس لها مستقبل!!! شكرا يا استاذ
رحمه الله رحمة واسعه كان كتلة من الابداع المتجدد في كل ضرب من ضروب الحياة اعطي بلا ملل ولا كلل بسيط وعميق ومجدد غير قليدي لكنه في السودان الذي لا يحفل بمبدعيه ودولة لا تحفل بمبدعيه دولة فاشله وليس لها مستقبل!!! شكرا يا استاذ