على الأقل نصف السكان أصحاء!!!

أعمل حسابك أيها المواطن، فنحو نصف سكان عاصمتنا أخلاقهم في مناخيرهم، أي أنهم على الهبشة، لأنهم يعانون من اضطرابات نفسية (اكتئاب وتوتر وضيق)، ومن باب الأمانة أن أوضح أن وزير الصحة بولاية الخرطوم البروفيسور مأمون حميدة، قال إن المصابين بتلك الاضطرابات 40% من المواطنين، ولكن،وعندما أسمع رقما عن أمر سلبي من مسؤول رسمي، فإنني «أديها كوز» بنسبة تتراوح ما بين 10 الى 20%، أما إذا كان الرقم متعلقا بإنجاز إيجابي ما فإنني أشيل منها كذا كوز بنسبة تتراوح ما بين 20 الى 43%
وقال وزير الصحة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، إن 30% من طلاب ولاية الخرطوم يعانون من علل نفسية، وبتحكيم مقياس جعفر (المعادل لمقياس ريختر)، أعلاه، فإن حقيقة الأمر هي أن نصف طلاب عاصمتنا مكتئبون ومتوترون، ونصيحتي للمدرسين دائمي التسلح بالكرابيج وخراطيم المياه وأعواد الأشجار وعصي الخيزران، أن يلتحقوا بالحوار الوطني، مع ما يستوجبه ذلك من إلقاء السلاح، وتطبيع العلاقات مع الطلاب، إن لم يكن لدواعٍ تربوية فطلبا للسلامة، لأن العنف اللفظي والجسدي يجعل الشخص الذي يعاني من اضطراب نفسي عدوانيا.
وكون أن 50% ممن نراهم في الشوارع وداخل البيوت لا يعانون من مشكلات نفسية، أي بكامل عافيتهم النفسية، دليلا على أن جلودهم سميكة، وأحاسيسهم هامدة وقلوبهم «ميتة»، بمعنى أن من يعانون من تلك الأمراض هم في حقيقة الأمر الأسوياء، الذين يرددون ما قاله الشاعر الراحل محمد الحسن سالم حميد: يظل حال البلد واقف / نقع نحنا / ولا النيل القديم ياهو ولا يانا رقاب تمر الجدود تِنْقَص ولا يانا متين إيد الغبش تتمد ولا قدام ولا قدام تتش عين الضلام بالضو، فأكثر الناس عرضة للاضطرابات النفسية هو الشخص الحساس أو ضحية الظلم الواضح الفاضح، أو الموهوب الذي يفشل في تحقيق ذاته
بالذمة: كيف لا يكون الزول السوداني مكتئبا ومدبرسا ومهلوسا ومكشكشا؟ كيف لطالب أن يحتفظ بشيء من عافيته النفسية، وهو يدرس مناهج تشل التفكير، في مبان لو استخدمت كحظائر بيطرية، لفرضت علينا جماعات حقوق الانسان والحيوان، حظرا كالذي عانت منه البلاد لعقدين من الزمان، وهو (أي الطالب) يعيش على السوائل كغذاء، ولا أعني بذلك المحاليل الوريدية، بل موية الفول، والتي كل ما انخفض منسوبها في القِدر، أداها البائع كذا كوز.
وهل صحيح يا بروف حميدة أنك اقترحت فتح المجال أمام «الشيوخ» وباعة العلف الذين يحملون مسمى العشابين؟ إذا كانت الإجابة بنعم فإنني سأتشيخ فورا واغترب داخل السودان، لأن اسم عائلتي «فقير نَسِّي» أي سليل الفقراء الفقهاء، وسجادات أجدادي بحاجة الى من يشغلها، واتعهد بمعالجة الناس بسعر التكلفة، مع فترة ضمان لسريان العلاج، والتعهد برد رسوم العلاج لمن يعاوده المرض النفسي بعد 30 سنة من خضوعه للعلاج معي، وسأفعل ذلك لأن الشيوخ الذين عليهم القيمة، محتكرون من قِبَل الناس ال»قيمة وسيما»، فرفعوا التسعيرة، ورغم أن عدد كتاب الأحجبة والمحايات والدروع في بلادنا، صار أكثر من عدد المطربات، إلا أن الناس يعتقدون أن معظمهم مستهبلون، كل سلاحهم «شخارم بخارم، وكلام خارم بارم،وياشمهورش المريض يقوم سالم عشان أقول ليك عفارم»
طيب لماذا اعتقلت الشرطة خلال الأسبوع الماضي 15 امرأة شاركن في حفلة زار؟ هل لأن دستور شيخة الزار يتعارض مع دستور نيفاشا؟ أبو الطب النفسي في السودان البروفيسور التجاني الماحي، والذي كان يوما ما المدير الإقليمي لهيئة الصحة العالمية في الشرق الأوسط، قال إن الزار وسيلة تنفيس نفسي تزيل بعض الاضطرابات النفسية الحادة، (صدر منذ عقود كتاب ماتع للأستاذة سامية النقر حول الزار وجدواه / عدم جدواه)، فلو كان اتجاه رسمي لتوجيه المرضى النفسيين لباعة الحجاب والمورينقا، فلنخصص صالات للزار من منطلق بايظة بايظة والأرضة جرّبت الحجر.
الصحافة

تعليق واحد

  1. اخيرا تقاعد ابو الجعافر بعد ان تقدمت به السن وبلغ من الكبر عتيا!!

    ومع ذلك لم يأت الى السودان (وطن الجدود) لقضاء ما تبقى له من عمر – أطال الله بقاءه..

    صار عنده عمود راتب في جرايد السودان مثل الحبوبات امال عباس ومنى ابو زيد!!

    لا أدري لماذا لم يكن له عمود او اعمدة في صحف الخليج لكونه بدأ العمل هناك منذ اواخر الستينات أي قبل انشاء معظم صحف الخليج بل وقبل انشاء بعض دول مجلس التعاون كالامارات وقطر؟!!

  2. اخيرا تقاعد ابو الجعافر بعد ان تقدمت به السن وبلغ من الكبر عتيا!!

    ومع ذلك لم يأت الى السودان (وطن الجدود) لقضاء ما تبقى له من عمر – أطال الله بقاءه..

    صار عنده عمود راتب في جرايد السودان مثل الحبوبات امال عباس ومنى ابو زيد!!

    لا أدري لماذا لم يكن له عمود او اعمدة في صحف الخليج لكونه بدأ العمل هناك منذ اواخر الستينات أي قبل انشاء معظم صحف الخليج بل وقبل انشاء بعض دول مجلس التعاون كالامارات وقطر؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..