أخبار السودان

ولا خشمك من طبعو سعران

لا ينفصل المشهد القمعي في الجامعات،عن ذات المشهد في الشارع العام،فالمطالبة بالحقوق جريمة كبري،والتظاهر يرمي بك في السجن والحراسة بعد(حفلة)من الضرب والسحل والشتائم.
في جامعة تسمي مجازاً جامعة،اعتصم الطلاب احتجاجاً على الرسوم الدراسية الباهظة،وعلى لائحة أكاديمية مرفوضة تجعل الجامعة سجناً وليس مكاناً للعلوم والمعارف والأنشطة.
اللائحة حظرت النشاط(اللاصفي)،ومعناه أي نشاط ثقافي وسياسي واجتماعي،الإعتصام ضد اللائحة صنف على انه نشاط لا صفي،وتم تفريقه بالقوة الجبرية،فضرب الطلاب بلا هوادة،وسيقوا إلي الحراسات،وعوقبوا بواسطة لجان تحقيق أصدرت قرارها سلفاً قبل ان تلتقي بهم،والعقوبات شملت الفصل النهائي والفصل المؤقت.
وانحاز بعض خريجي الجامعة لطلابها،ونظموا مخاطبات وندوات ترفض ما يحدث،فكان نصيبهم الاعتقال والضرب لحظة خروجهم من الحرم الجامعي،وفتحت ضدهم بلاغات بالشغب والتخريب،وأضيفت لهم بلاغات تتعلق بحيازة مواد مخدرة،لزيادة العقوبة.
ما حدث أعلاه،حدث في جامعات أخرى بنفس الحيثيات،والنتيجة تعطيل الطلاب عن الدراسة بحجة البلاغات،وشغلهم بالمسار القانوني،ضد الفصل والتهم المزيفة،وحتى لو شطبت البلاغات بعد زمن طويل،تكون النتيجة فقدان العام الدراسي.
وليت الضرب والإساءة فقط هي التي سبقت البلاغات،بل كان معها(العض)ممن يحمل صفة وظيفة أكاديمية،فكل من تم القبض عليه نال (عضة جامدة)قبل أن يركب التونسية إلي قسم الشرطة،والأقسام خالية من مصل السعر بحسب ما نفهم.
والعضة وتوابعها تستوجب فتح ملف مؤهل الأستاذ والإداري الجامعي،والكل يعلم ان الوظائف بالولاء لا بالكفاءة،والشهادات المتحصل عليها باتت موضع شك كبير،لكنها قضية عامة،والأموال التي تصرف على(العضاضين)وغيرهم هي أموال عامة،طالما كانت الجامعة حكومية.
يقولون أن الكلب يعض بسبب الخوف،أو لحماية نفسه،في الظروف العادية،قبل أن يكون(سعراناً)،ولكن لم نجد في القواميس ما يشير إلي عض الإنسان،اللهم إلا إن كانت بعض العقد النفسية تجد طريقها إلي أسنان بعضهم،فيفرغون غيظهم بهذه الطريقة.
لهذه الأسباب ولغيرها تقبع جامعاتنا في أدني الترتيب العالمي،والمناهج التي تدرس بجميع الجامعات بلا استثناء متخلفة قياساً بالتطور العلمي والمعرفي في العالم من حولنا.
وإذا عدنا(للعضة)الشهيرة،فوجب الإحتياط مستقبلاً،بتحديد الشروط الواجبة في تعيين الوظائف الأكاديمية بالجامعات(من عميد وانت طالع)،ومن ضمنها ان يكون (خشمه)خالياً من الأسنان،بدون أي طقم صناعي،مثل الزين في رواية(عرس الزين)،وذلك منعاً للحوادث المستقبلية،على أن يعرض المتقدمين للوظائف على الطبيب العصبي والنفسي لتعطيل مراكز العض في المخ لزوم ما يلزم.
وبحسب السوابق أعلاه،فإننا نقترح في قانون ما بعد الانتفاضة أن تشمل المواد حظر عض الناس وبخاصة الطلاب،وأن تكون العقوبة نزع أسنان (العضّاض)،من سنجة وإلي العفّاض.
وسيغني المغني في عرس (أحدهم) أنت حكمة ولا آية..ولا إنسان ..إنت صاحي ولا نايم..ولا خشمك من طبعو سعران؟!!
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..