الصحيفة البوليسية (1)

نخوض مجدداً في حالة ـ عثمان ميرغني وما كنا لنفعل لولا اجبرتنا المتاهة التس هو فيها ومن قبل كتبت حول ذات الحالة بعنوان (عثمان ميرغني في متاهته) ونجتر بعض مما سبق فهي شخصية تستحق التأمل لغرابة مكونها ،فهى ذات أبعاد متداخلة وطموحات متشابكة , وميرغنى خريج الهندسة تخصص حاسوب فى الجامعات المصرية ،برزت شخصيته مبكرا وهو بعد طالب جامعى حين خاض إنتخابات إتحاد الطلاب السودانيين هناك وكان له ما أراد متقلداً قيادة الإتحاد كأول دور قيادى يحققه ضمن طموحاته المتشابكة التى أشرنا إليها،وبعد عودته نشط كقائد رأى متنقلاً عبر عدة صحف لم ترض جميعها طموحاته، إلى أن أسس (وكالة شمس) والتى لم تر الشمس،, بسبب إعتقاده بأن اسمه وحده كفيل بإنجاح أية صحيفة دون توفير شروط عمل عادلة للمحررين. هي شخصية تستحق التأمل لغرابة مكونها ,فهى شخصية ذات أبعاد متداخلة وطموحات متشابكة
..ثم خاض تجربة التيار, وما بين صدورها وحتى إيقافها قبل الآخير بقرار من رئيس الجمهورية شخصياً ،عرَته التيارات التى جرت تحت جسر رفاقه مؤسسى وشركاء صحيفة التيار الذين أنكرهم ووصفهم بـ(الدائنين) كما اعتبرتهم المحكمة كذلك لاحقاً، لعدم توفر بينات تؤكد شراكتهم أو حتى إيداع اسمائهم بالمسجل التجاري ,هذا الموقف رغم ظاهرية قانونيته إلا انه خصم كثيراً من رصيده وكفر به العديد من القراء الذين رسموا له صورة مقدسة إستعاروا لها خطوطاً من كتاباته الراتبة وطرقه المستمرعلى قضايا العدالة الإجتماعية والحريات ونقد منهج الإنقاذ السياسي منها والإقتصادي بل الأخلاقي، وطيلة هذه الفترة لم يستغن عثمان ميرغنى عن (شريحة) المهندس فكثيراً ما كان يتحسسها حين القضايا ذات الصلة بالمنطق الفنى وأذكر أيام تكرار تأجيل إفتتاح مصنع سكر النيل الأبيض واعتبرها ميرغنى فرصة سانحة لتأكيد هندسته..وسرعان ماتناول ربطة عنقه وسافر إلى النيل الأبيض ليقف على أسباب تأجيل إفتتاح المصنع ,وخرجت صحيفته بتحقيق أجراه/ رئيس التحرير المهندس وقد ظهر في الصور مرتديا (الأوفرول) واضعا الخوزة على رأسه(وهو زي خاص بالمواقع الفنية) متجولاً بين مفاتيح برمجة المصنع و(القيتشات) وكشف ان الشركة المنفذة هندية تعمل بتوكيل لإحدى الشركات الامريكية
(Operationالتي رفضت تسليم الشركة المنفذة اسطوانة التشغيل(
إلتزاما بإشتراطات الحصار الإقتصادي على البلاد وقتها.
مما سبق يتضح جليا تعقيدات هذه الشخصية، والمتابع لها يكتشف انها مهووسة بالعظمة، بدءاً بربطة العنق التي غدت جزءاً من ملامحه
فأصبحت تميزه في الوسط، ولم يكتف ميرغني بالصحافي و المهندس فحسب ففى داخله سياسى لم يجد منبراً يتناسب وقدراته السياسية، فكان ان خاض إنتخابات وقد تجلى السياسى فى كتاباته التى دوماً تجنح لتجهيل الساسة عبر محاضراته فى العلوم السياسية التى يتكرم بإلقائها للساسة الذين لا يرى فيما يسوسون به الناس أى منهج سياسى ولما إستيأس من إستيعابهم لفكره السياسى المتقدم قرر تأسيس حزب سياسى (اى والله كتأسيس صحيفة سياسية تماماً) وطفق ميرغنى يهاجم الأحزاب الأخرى ويعرى قادتها التاريخيين وهذا قبل تأسيس حزبه الذى بدأ للتو يتخلق فى رحم أحلامه الوردية..ونحن فى بلد إذا غضب أحدنا من الآخر يقول له:(يا ود الحرام) وحالة ميرغنى العرضية هذى لا تشبه تجربة المحجوب عليه الرحمة ان اتفقنا ان الأول يقتفي أثر الثاني على حافر الإبداع والخبرة السياسية وتخصصاته المختلفة ,وقبل كل شىء إسمه الذى نقشه بجدارة على صفحات التاريخ ,لذلك كله أراه محقاً فى مقولته الشهيرة:(سيعرفنى قومى بعد موتى وسيبكون على كثيراً..أنا المحامى..أنا القاضى .. أنا الاديب.. أنا المهندس)وان لم يقل شيئاً فيكفى المحجوب (مسبحتى ودنى) و(موت دنيا)
وبالعودة الى هوس العظمة لدى ميرغني نستشف غبينته تجاه الاسلاميين ـ جماعته الذين لم يجدوا له دورا وسط متاهته وتعددية طموحاته يسدونه له فبدأت حربه الضروس في مواجهتهم ، ومن متاهات الرجل انه تسامى على الدولة ومضي يلتقي السفراء بل ودخل البنتاغون ..أى والله بذات ربطة العنق الشهيرة ،وكان القائم بالأعمال كثيرا ما يزوره بمكتبه بالصحيفة ، ما لم يفعله هذا الرجل هو رفع علم أعلى السارية معلنا دولته الخاصة، الا ان ميرغني ربيب الاسلاميين لا يختلف عنهم في الضيم وقد اغمط حقوق العاملين معه بـ(شمس) وكذلك التيار بعدها عفب إيقافها من قبل السلطة وبعد معاودتها عبر الدستورية فقد أبعد معظم المحررين القدامى واستبدلهم بجدد خيفة مطالبة من صبروا عليه طيلة فترة الإيقاف بالحقوق، بل تنكر لشركائه بوصفهم (دائنين) لذلك لا غرابة في متلازمة ـ الظلم والخوف التي هو فيها، وهو سبب موضوعي لتحول مبنى الصحيفة لقاعدة عسكرية بعد انطالب بحماييته من (المتربصين) وهم في حقيقة الأمر طلاب حق غض النظر عن كونهم تركوا له الحبال على الغارب. ولا ارى لميرغني اية دواعي لكل هذه الترسانة العسكرية بصحيفته لولا ظلمه وظلاماته للشركاء والمحررين وقد التقيت الشريك الباشمهندس عادل أيام القضية فأطلعني عن الرجل ما يشيب له رأس الغراب هذا غير ظلم المحررين الذين يعملون معه باجور البنقالة. وحري بميرغني تعيين حرس لكل محرر لا لنفسه لان المحرر من يسعى للدوائر و يتسقط أدق التفاصيل والاسرار الا انه التزاما بالمهنية يمسك عن ما لا طائل له بالمادة الصحفية ..ومعروف عن الصحافي انه مستودع أسرار وفي البال الزميل الذي اشهرفي وجه وزير المالية شيكا فيه تجوزات باوقيع الوزير.
غدا نواصل إن شاء الله

تعليق واحد

  1. يبدو لي ان بينك و بين الاستاذ عثمان ميرغني مشكلة شخصية. و أنك تحاول في هذا المقال النيل منه.
    يا أخي الاستاذ عثمان ميرغني صحيفي مقتدر لا يشق له غبار .و معظم كتاباته أنتقاد و نصائح و تنبيهات لأهل السلطة لمصلحة الشعب و الوطن .
    بصراحة كلامك ده ضعيف شكلا و مضمونا .

  2. يبدو لي ان بينك و بين الاستاذ عثمان ميرغني مشكلة شخصية. و أنك تحاول في هذا المقال النيل منه.
    يا أخي الاستاذ عثمان ميرغني صحيفي مقتدر لا يشق له غبار .و معظم كتاباته أنتقاد و نصائح و تنبيهات لأهل السلطة لمصلحة الشعب و الوطن .
    بصراحة كلامك ده ضعيف شكلا و مضمونا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..