استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية (4)

٭ أواصل محاولة استعراض فصول كتاب بروفيسور موسى عبد الله حامد «استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية» والبلاد تحتفل باليوبيل الذهبي للمناسبة الوطنية التي مازالت تحتاج للقراءة والتقييم في سبيل كتابة لتاريخ السودان تبعد عن المغالطات والأحكام السريعة.. وما وجدته في فصول الكتاب يدعو بل ويحرض على الغوص العميق في تفاصيل مسيرة السودان السياسية والوطنية.
٭ الفصل الخامس حوى رؤوس الموضوعات الآتية: المجلس الاستشاري.. ظهور الأحزاب السياسية.. الملك على السودان.. الأحزاب.. ائتلاف واختلاف.. تكوين وفد السودان.. بروتكولات صدقي بيغن.. المهدي يقاوم البروتكول.. مفاوضات المهدي.
٭ الكتاب في تناوله لموضوع الملك على السودان تطرق للكثير من الأقاويل والتكهنات بأن الانجليز يريدون تنصيب السيد عبد الرحمن المهدي ملكاً على السودان.. جاءت هذه الجزئية.
٭ روي الأستاذ يوسف بدري ان السيد عبد الرحمن المهدي دعاهم للغداء معه في أحد أيام عام 1591م وهم مجموعة من شباب تلك الفترة فوجدوا معه رجلاً بريطانياً أشيب قدمه لهم بأنه المستر «ونس» الذي كان مديراً لمصلحة المخابرات. قال وبدأ الامام عبد الرحمن يحكي القصة التالية.
٭ في يوم ما من عام 0191م أو 1191م طلبني المستر «ونس» هذا لأحضر له فذهبت إليه في منزله في أحد الأمسيات ولما خرج قال لي ملوحاً بسبابة يده «بكره في شنو أجبته العيد قال ملوحاً بتشديد مافيش صلاة مفهوم».
٭ قال الاستاذ يوسف بدري واستمر الامام في قصته متجهاً إلى ضيفه مش كده يا مستر «ونس» فأجابه المستر ونس «ده كان زمان يا سيد» وقال يوسف بدري الآن ورغم تشديد الرقابة من جانب مصلحة المخابرات فان المسؤولية الكبرى التي يستشعرها الامام عبد الرحمن المهدي تدفعه باستمرار لانضباط الوسائل التي تمكنه من تحقيق هدفه الأصيل الذي يعمل له منذ كرري ألا وهو استقلال السودان فكان يقول لنا نحن شباب الأحزاب والمؤتمر «أنا أشعر ان هناك ديناً على كاهل الأبناء أولئك الرجال الذين حرروا السودان مع أبي وردي لهذا الدين لهؤلاء الرجال هو ان اسلم أبناءهم سوداناً حراً مستقلاً.
٭ الفصل السادس تناول مؤتمر إدارة السودان.. مؤتمر جوبا.. السودان في أروقة مجلس الأمن.. موقف مجلس الأمن من القضية.. الجمعية التشريعية «أ» البداية.. «ب» تجدد الخلافات.. «ج» مفاوضات بشأن النظام الجديد «د» تباين الآراء حول الجمعية التشريعية.. تكوين المجلس التنفيذي والجمعية التشريعية.. الجبهة الوطنية الثانية.. الموقف المصري وآثاره.. اجازة اقتراح الحكم الذاتي.. لجنة تعديل الدستور.
٭ وهذا الفصل جاء من الصفحة 123 إلى الصفحة 073 وعرض لتفاصيل ما شمل تكوين مجلس إدارة السودان من قبل الحاكم العام 6491م وما جاء في مؤتمر جوبا.. عندما كنت أقرأ في هذا الفصل وفي السودان في أروقة مجلس الأمن رددت مع نفسي والآن أيضاً السودان في أروقة مجلس الأمن جاء تحت هذا العنوان.
«لم تكن حكومة السودان بمعزل عن هذا الجدل الدائر في أروقة الأمم المتحدة حول مستقبل السودان فقد أرسلت وفداً منها إلى نيويورك ومعاونة مندوبي الحكم الثنائي عند مناقشة قضية السودان فأصدر وفدها في نيويورك كتيباً أسماه السودان سجل سرد فيه شذرات ما أسماه منجزات الإدارة السودانية في سائر المرافق ومجالات الحياة.
٭ في السودان لم يكن السيد علي الميرغني راضياً عن وجود السيد الصديق عبد الرحمن المهدي ضمن وفد الجبهة الاستقلالية في نيويورك فأرسل برقية إلى مجلس الأمن جاء فيها «كنت أرى من المصلحة ألا يتدخل زعيم ديني في مسائل السياسة الأمر الذي أدى لاحجامي عن الخوض فيها وذلك حرصاً على ان يمارس جمهور الشعب حقه السياسي بحرية تامة من غير تأثير أما الآن وقد تطورت الأحوال وتدخل زعيم ديني بارسال مندوب عنه فنبدي انه لا يمثل إلا أقلية.
أواصل مع تحياتي وشكري

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..