ماذا يجري في السودان؟

كل الدلائل تشير الى أن السودان مقبل على أيام صعبة قد لا تُقارن بما سبقها من عقود مؤلمة. الدلائل واضحة من أحاديث وتحركات المسؤولين في طرفي الحكم (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية).

ومن يستمع ويشاهد الحملات الضارية والاتهامات الخطيرة التي صدرت وتصدر عن بعض مسؤولي الحزبين مؤخراً، يدرك أن أزمة الحكم المشترك، بل أزمة السودان قد وصلت درجة الغليان، لو لم يدرك الأمر عقلاء الأمة، فإن الحرب التي تصورنا أن اتفاق سلام السودان (نيفاشا وملحقاتها) قد وضع لها حداً- وأن السودان أخيراً سيستعيد السلام والاستقرار والأمن والديمقراطية- قد لاح شبحها في الأفق.

إن القابضين على مقاليد السلطة والثروة قد وعوا دروس الماضي، وأدركوا أن السودان – ضمن العالم – قد تغير وأن تلك الحروب ومآسيها لن يخرج منها أي طرف رابحاً ومنتصراً، بل إن الخسارة والهزيمة ستكون مصير السودان كله لو لم يحسنوا التصرف والسياسة والاستفادة – من أجل الوطن – من الفرصة التاريخية التي أتاحها المجتمع الدولي للسودان بوقوفه ودعمه لاتفاق سلام السودان اتفاقية نيفاشا وملحقاتها وما تبعها من اتفاق بشأن دارفور.

وبمتابعة ما يجري وما يدور من تحركات والاستماع للتصريحات والتهديدات الكلامية العلنية، رأيت أن القضية اليوم ليست هي في الحديث ما بعد الاستفتاء، فالذي يبدو الآن أن إجراء الاستفتاء المقرر في يناير المقبل، والذي تكررت وعود سلفاكير وعلي عثمان وطمأنتهما للمجتمع الدولي وللشعب السوداني قبله بأن الاستفتاء سيجري كما ينبغي في أجواء القانون والأمن والالتزام بـ "الأخلاق السودانية الحميدة"، لن تتيح للمخربين والقوى الأجنبية التي لا تريد الخير للسودان وأنهما (نائبي الرئيس) وحكومتهما ملتزمان بأمن وسلامة وحرية الجنوبيين في الشمال، والشماليين في الجنوب، وأنهما تعاهدا بقبول نتائج هذا الاستفتاء بكل الرضا والاحترام.

لكن على أرض الواقع وخاصة هذا الأسبوع، وبعد الاجتماع الأممي الذي عقد في نيويورك من أجل السودان، وما صدر من تصريحات من الأمين العام للأمم المتحدة وعبر خلاله عن أمله في أن السودانيين سيوفون بكل التزاماتهم المضمونة دولياً، صدرت من الخرطوم، ومن جوبا تصريحات، ووقعت أعمال تدعو أكثرية السودانيين الى القلق والخوف، خاصة بعد أن أعلن المسؤول في "المؤتمر الوطني" عن التعبئة الشعبية في مؤتمر صحفي حضره دبلوماسيون أجانب كثيرون بلهجة هي إلى التهديد والوعيد أقرب، ونوه إلى خمسة شروط يطالب "المؤتمر الوطني"بتحقيقها قبل إجراء الاستفتاء، وأولها سحب قوات الجيش الشعبي التي زعم أنها تتحرك الآن حدود الشمال وإيقاف قمعها للوحدويين الجنوبيين (أعضاء حزبه هنالك)، وأتاحت الفرصة المتساوية لهم للنشاط السياسي، والدعوة للوحدة بنفس القدر، الذي تتيحه حكومة الجنوب لـ"الحركة الشعبية"، ورفض نتائج تقرير لجنة التحكيم الدولي بشأن "أبيي". الخ. وختم المسؤول عن التعبئة الشعبية حديثه بلهجة حادة قائلاً إن حزبه لو لم تتحقق هذه الشروط قبل يناير "لديه خطة بديلة لن يعلن عنها الآن".

ومن جانبه قال ناطق باسم "الحركة الشعبية" إن الحديث الآن عن شروط خمسة أو سبعة ما هو إلا صدى لخطة المؤتمر الوطني ونيته المبيتة لعرقلة عملية الاستفتاء وجر البلاد للصراعات، وحذر من أن مثل هذه (التهديدات) لن تقوي من موقف دعاة الوحدة، بل ستزيد النار اشتعالاً. ويتساءل لماذا يلجأ "المؤتمر الوطني" لتقديم مثل هذه الشروط الآن، وفي مؤتمر صحفي وأمامه الفرصة والحق القانوني لعرض اتهاماته وشكاواه على اللجنة المشتركة المسماة "لجنة الدفاع الوطني"، والمشكلة بموجب الاتفاقية والتي ظل يماطل ويعطل اجتماعاتها، بل لم يعرضها على اللجنة الدولية المشكلة بموجب اتفاق نيفاشا والمسماة "لجنة مراقبة تنفيذ اتفاقية نيفاشا"، والتي يرأسها دبلوماسي بريطاني كبير وفي عضويته النرويج والسويد وغيرهما؟!

القول بأن السودان مقبل على أيام قاسية، وخوف عامة السودانيين مما ستخبئه الأيام صحيح، والدعوة ومناشدة "عقلاء الأمة" أن يتحركوا بإيجابية حقيقية (لإنقاذ الوطن) يجب أن تجد الاستجابة العاجلة.

جريدة الاتحاد

تعليق واحد

  1. عندما نستمع إلى مسؤولي الحركة الشعبية نحس أنهم يتكلمون بمنطق وحجة وعقلانية، بينما عندما نستمع إلى مسؤولي المؤتمر الوطني نحس بالتخبط والتضارب وعدم وضوح الرؤية. الحركة كسبت الحرب كما كسبت معركة السلام، واستطاعت بذكاء أن تكسب دعم أمريكا ومجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره في صفها، مناصراً لقضاياها ومتبنياً لوجهة نظرها في كل شيء. وهذا لعمري قمة النجاح العسكري والدبلوماسي، وفي المقابل المؤتمر يخسر في الداخل وفي الخارج، وهو مضطرب ومبعثر ومنهزم. ترى هل يستطيع المؤتمر الوطني في وضعه الحالي الخروج بأي مكاسب للشمال؟ وثمة سؤال برئ آخر: نحن في ولاية القضارف نريد أن ننضم لدولة الجنوب، ألي هذا من حقنا؟

  2. دون أدنـي شـك السـودان مقـبل علـي أتـون جـهنم .. كل المؤشرات تدل علي أن تمزيق السودان سيكون داميا .. وليس كما يأمل الحالمون ، أن يمـر الانفصال بردا وسلاما ، لان في أحشاء الاتفاقية الكارثة ، قنابل موقوتة ، وألغام كفيله بإطـلاق صافرة البدء في تفكيك قارة إفريقيا ، وربما العالم اجمع ، وسقوط قدسية الحدود ، مرة واحدة والي الأبد . من يعتقد أن مشكلة آبيي حبيسة الحيز الجغرافي لآبيي فقط ، دون أدني شك هو موغل في الجنون ، هناك قرابة ألفي كيلومتر هي خط التماس الحدودي الفاصل بين الدولتين الوليدتين كل سنتيمتر مربع منها هو آبيي أخري ، 20% من قضايا ترسيم الحدود مازالت عالقة ، ولكل من طرفي النزاع رؤيته ورأيه المبيت ، مازالت عصابة الخرطوم سادرة في غيها وضلالها وتضليلها وممارسة إستراتيجية البلطجة ، والفهلوة ، واستهبال واستغفال المواطن البسيط في الشمال ، ونظره عـابره لوسـائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ، في الخرطوم تقول أن كل شي علي مايرام ، وليس في الإمكان أبدع مما كان ، بينما كل شي ينبئ عن كارثة وشـر مستطير ، طبول الحـرب تقرع داويه ، والتصريحات المتضاربة ألموتوره والمتواترة من رموز النظام ، البشير ، علي عثمان ، نافع ، كمال عبيد ، مصطفي إسماعيل ، إبراهيم الطاهر ، سوار وحتى مسار ، تصريحات ازهلت المواطن البسيط ن وأدخلته في دوامه تساؤلات لاتنتهي ، الفشل الزريع للطغمة المتسلطة بمقايضة رأس البشير ، بالانفصال في نيويورك ، واستبدالها بعد الفشل بالمقايضة بقبيلة ألمسيريه ، والتضحية بالقبيلة في إشعال فتيل الحرب ، والتظاهر بأنهم فوجئوا بها الآن ، مع علمهم المسبق بالتوقيع والموافقة عليها علي رؤؤس الأشهاد ، ألغام وقنابل الانقسنا وجبال النوبة الموقوتة ، ومسألة المشورة الشعبية ، مأساة دارفور الدامية والرجوع لخيار الحرب والأرض المحروقة وفق ألاستراتيجيه التي طرحتها الدولة ، وما المعارك الدائرة الآن والتي يخرج لنا بها الناطق الرسمي لما يسمي بالقوات المسلحة المدعو الصوارمي من وقت لآخر ، إلا نذير شؤم ، وشلال دماء متدفق . الانهيار الاقتصادي الداوي ، ونار الغلاء الذي يطحن ويسحق الغبش الغلابة ، وارتفاع سعر الدولار الذي يتوقع أن يصل سعره إلي 10.000 جنيه بنهاية شهر 10 / 2010 ، ميزانية كانت تعتمد علي 93% من دخل النفط ، 70% منها للأجهزة الامنيه ، وما تبقي من فتات ينبغي أن يغطي الصحة والتعليم والجيوش الجرارة من سدنة القصر ووزراء مركزيون ووزراء دولة ووزراء ولائيون ………الخ ……الخ . وهاهي مشكلة شرق السودان تطل برأسها من جديد ، بتصريح الأستاذ / صلاح محمد الحسن براكوين الناطق الرسمي لجبهة الشرق سابقا ، وأمين عام مؤتمر البجا ، انه لم يتم تنفيذ إلا 20% من الاتفاقية ، ملمحا بأنهم لا يرغبون في عودة الحرب مرة أخري ؟؟ (( إذا كل الدلائل تشير الى أن السودان مقبل على أيام صعبة قد لا تُقارن بما سبقها من عقود مؤلمة. الدلائل واضحة من أحاديث وتحركات المسؤولين في طرفي الحكم (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ) . )) ويظل التساؤل قائما وملحا الي اين نحن مساقون ؟؟؟؟!!!!!

  3. المؤتمر (الاونــطــجــي)ما زال يستغفل الشعب السوداني ,دون ان يعي ان الحركة لديها من الاونطجية اضعاف ما لديهم ,ولم يعي مقولة الوحدة غير جاذبة التي يصدح بها قادة الحركة منذ خمس سنوات ,التي تعني في ادبيات الحركة الانفصال بالحسنى وها هو لغم الحدود الذي لم تهتم به الحكومة لترسيمه منذ بداية الاتفاقية يظل اكبر مهدد امني ,يكتوي بلهيبه الموطنين من الطرفين ,فهل يعني القادة السودانيين بكل الاحزاب جحم هذه المشكلة التي استعدت لها الحركة مبكرا مهما كانت النتائج 0

  4. والله ناس أبيي قالوها واضحة
    يا فوق التراب أو تحت التراب ( كلام ثقة عيال أم عكار)
    وديل معروفين منشار شمال ياكل وجنوب ياكل
    وين الكتبو إتفاق السلام ورطو فيها وأكلونا والشعب السوداني حلاوة قطن
    لكن التسوي تلقى
    ويا لناظره قريب

  5. المحروق حشاها على الوطن
    نهاية كلامنا ده لمتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين يا جماعة الخير!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    الإنفصال والوحده والنقاش المستفيض واللا منقطع الناس دي بتأذن في مالطه. خصوصا وإن كل الجدال والسجال والجماعه يقوموا ويقعوا في يوم الوقفه ولا طائل من وراء القصد الخبيث إنشالله
    فلو كنت جنوبي وأنادي الإنفصال بكون عندي أسبابي الموضوعيه ,ولو كنت شمالي وأنادي الوحده عندي أسبابي الموضوعيه
    لكن فكروا معاي وبالمنطق و ما بالعواطف!!!
    نعكسها لو كنت جنوبي فهل عندي أسبابي الموضوعيه للوحده وبنفس المعنى لو كنت شمالي هل عندي اسبابي الموضوعيه للأنفصال؟ سؤال لو طرحناه على أنفسنا جنوبين وشماليين الأجابات قد تختلف وتتفاوت لكن !!!!!!!!!!!!!!!!
    الحق أبلج في هذا الموضوع
    ومن وجهة نظرمتواضعه جداً
    من مصلحة الشمالي الذي يغني الوحده أن يظل الوضع على ما هو عليه _ وهنا يجب أن أطرح سؤال .هل نحن في حالة وحده؟ وهل هذه الوحده وحدة الجنوبي المواطن والشمالي المواطن؟ ولا وحدة شمالي الإنقاذ مع جنوبي الإنقاذ ؟ وهل هناك أي مظاهر عافيه تجعل جسد هذه الوحدة يقاوم ميكروبات وفيروسات النظام الحاكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أترك لكم الإجابه أيها الساده
    ومن مصلحة الجنوبي الذي يغني الإنفصال ان يحلم بالتغيير ? وهنا يجب أن أطرح سؤال . هل في الإنفصال تغيير ورفاهية الجنوبي؟ هذا الإنفصال إنفصال الجنوبي الوافد المتعلم المبشروالموعوود ? ولا إنفصال جنوبي الإنقاذ وشمالي الإنقاذ؟ وهل هناك مظاهر رؤيه وإستعداد إيدلوجي وإستراتيجي يتناسب مع هول هذا الحدث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أترك الإجابه لكم أيها الساده
    عندي أنا الوحده ولا الإنفصال سيان إذا كان الظلم جاثم على الصدور فما أري الشمالي الذي يحلم بالوحده ويظن ما نحن عليه اليوم هو الوحده إلاحالـــــــــــــماً والجنوبي الذي يحلم بالإنفصال ويظن أنه بذلك سيصير في رفاهية وتغيير إلا حالماً أيصا
    وفي كل الاحوال قبل وبعد الإستفتاء مهما تكن النتيجه هي الشي الحتمي وهو المسار الطبيعي لكل ظلم طال أمده فلابد من ضحايا وضحايا …………………………………… وضحايا و………………………….والله أعلم بما سيؤول إليه الوضع الكل ليس جاهز لا للوحده ولا للأنفصال .
    انا شخصيا اري الإنفصال احسن وسيله ستعجل برحيل الطغاة واحسن وسيله نصل بيها لنهاية فيلم بقى اطول من اي فيلم هندي عرفه التاريخ فالموت البطيء صعب الموت السريع سيجعل النهايه تأتي سريع وبعدين نبدأ حاجه جديده خلاص ملينا 21 سنه افتكر كفايه والموضوع كله زي بعضه. البعض سيتهمني بالجهل والسذاجه والبعض سيتهمني بعدم الوطنيه لكن أحسن من خيبة الأمل بعد ما يتم الإنفصال . وقرائن الأحوال كلها بتقول كده ما أمنيه لكن مصير وواقع لازم نواجهه ونعترف بيهو ونحنا ساعدنا في ذلك . كيف ؟ لاننا بتعاين لزمرة مجانين وحراميه بعوسوا في عواسه صاجها بارد وقرقيبتها قديمه ومنتهيه من زمن حفروا البحر ولا يمكن إستمرار الوضع والحال على ما هو عليه ،عشان كده نعترف بالانفصال قايم لا محاله نوافق عليه ونتقبل إيجابياتو والكل الصغير قبل الكبير لا تخفى عليه سلبياتو وحنمشي نبقى وافدين بهناك الخريج يلقى شغل والمسكين يبقى لاجيء مش احسن من اللجوء لإسرائيل البقى موضه اليومين ديل ولا أحسن من الواحد يبقى شغال في ( شركة لافي في الفاضي المحدودة) في الشمال الفاضي من أي إنسانيه ورحمه ببني البشر. أقلو بهناك كان إتظلم ما أصلوا وافد ولا ينتظر التقسيمات الحتظهر في دول الجوار وأخليكم تكملوا المقال بتعليقاتكم وما أصلوا الواحد بقى عايش يقرأ ويعلق أو يكتب ويعلقوا على كلاموا وفي كل لا أمل للسودان هكذا تعودنا أن نتكلم وان نتكلم وبعدين نتمها نتكلم ومع السلامه خلونا نشوف لينا حاجه نتكلم فيها أو نعلق عليها وبس ………………. ولا شنو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    نهاية كلامنا ده لمتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين يا جماعة الخير!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..