مواقف المهدي .. تحريك سكون السياسة

تقرير: آدم محمد أحمد:
البعض يضعها في خانة المواقف التاريخية للرجل، وآخرون يفسرونها وفقا للمتغيرات الراهنة، وبين هذا وذاك يتمسك المعنيون بان موقفهم ثابت وهم ماضون في تحقيقه، وفوق كل ذلك تشى تصريحات زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي كأنها في مغالطة مع الواقع الذي يرى بالعين المجردة، ولكن قد يتفق الكثير من المراقبين بان «المهدي» رجل يجيد اللعبة السياسية بطريقته الخاصة ويحاول دائما الوقوف في منتصف المسافات، ويجيد فن الظهور المباغت دون مقدمات، واقتناص السوانح لتوجيه ضربة يعلم وحده مقصدها وغايتها ويعمد أحيانا إلى خلط الأوراق…
اتساقا مع هذه المعاني جاءت تصريحات الرجل نهاية الأسبوع الماضي عندما لوح «بتنظيم اعتصامات مفتوحة في الميادين العامة والسفارات بالخارج لتحقيق ما اسماه بالربيع والفجر الجديد، وكاشفا عن عزمه إرسال خطاب مفتوح للحكومة بهدف نصحها لمواجهة كل الأخطاء التاريخية»، عنصر الغرابة هو أن المهدي أطلق موقفه هذا قبيل أيام من لقاء جمعه بالرجل الثالث في الدولة ورئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د.الحاج آدم عندما سلمه الأخير مذكرة تدعوه إلى المشاركة في حوار حول ذات القضايا مكان الجدل، وهو لقاء وصفه الكثيرون بالمفاجئ في اتجاه تقارب مواقف الحزبين، ولكن قبل ذلك كله، كانت تصريحات المهدي الرافضة لإسقاط النظام بالقوة تسد الأفق السياسي حتى ظن الظانون أن الرجل خلع جلباب المعارضة وأعلن التوبة ودخوله في بيت طاعة النظام.
والقراءة الصحيحة لتصريحات المهدي الأخيرة، بحسب مراقبين يجب النظر إليها من زاوية المناورة السياسية مع المؤتمر الوطني، سيما وان حزب الأمة سبق ذلك الموقف برد تفصيلي على مذكرة «الحاج آدم»، أكد رفضه لأي حوار يتجاوز مطالبه، بحسب القيادي بالحزب د.عبدالرحمن الغالي الذي قال لـ(الصحافة) أمس إن ردهم حمل ذات الموقف السابق»، وهو أمر أكده نائب أمين الإعلام بالوطني ياسر يوسف في حوار مع الزميلة السوداني عندما أشار إلى أن رد الأمة حوى بعض «التحفظات على ما طرحه الوطني من قضايا وطنية»، ولكن إلى هنا الأمر يبدو عاديا وقد لا يبتعد قليلا عن مسار الحوار والنقاش، غير ان إشارات أوردها الغالي في حديثه يمكنها إزاحة الستار عن الموقف برمته، وذلك عندما قال « سلمنا المؤتمر الوطني مقترحنا بشأن مؤتمر السلام إلى جانب القوى السياسية وانتظرنا ردهم جاءنا وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح بخطاب يدعونا فيه إلى المشاركة في الدستور فردينا عليه بخطاب قلنا فيه ان الدستور يتطلب تحقيق أشياء كثيرة لتهيئة المناخ ورفضنا المشاركة، ثم بعدها جاءنا د.الحاج آدم وكرر ذات الكلام بان حزبه حريص على مشاركة الأمة في تلك القضايا لكننا والحديث للغالي كان موقفنا واحداً هو الرفض»، وان كان «الوطني» على لسان ياسر يوسف يقول ان مقترحات الأمة حول الأجندة الوطنية محل تقدير وان حزبه تعامل معها بجدية أوكل أمرها للجنة عليا سترد عليها بعد دراسة، الا ان الإشارات كأنها تقول ان الطرفين يتعاملان بالفعل ورد الفعل المضاد، فالأمة من جانبه يطرح مواقفه النقادة للحكومة عندما يشعر بان «الوطني» يتجاهل مساهماته، بينما يتدافع الأخير إلى كسب رضا الأمة كلما شعر بأنه تململ، وبين هذا وذاك يظل باب الحوار مفتوحا بلا سقف.
إلى جانب الرسائل التي يحاول المهدي وضعها في بريد الحزب الحاكم، فانه يسعى بالضرورة أيضا إلى مغازلة المعارضة، وهذا كان واضحا في تصريحات الرجل الأخيرة التي قال فيها بأنه يفاوض الوطني بيد وسيقيم حركة الاعتصامات باليد الاخرى» بحسب المحلل السياسي د.حاج حمد الذي يقول لـ(الصحافة)ان المهدي دائما يمسك «العصا من المنتصف» ويحاول الاحتفاظ بعلاقاته مع الأحزاب التي لها يد عليا في الشارع ويعمل في تنسيق كامل معها ويتحاور مع النظام في ذات الوقت، وهذا موقف لا يوجد فيه جديد، ويضيف حمد «لكن اللا معقول في تصريحات المهدي أن حزب الأمة ليس حزبا جماهيريا وتاريخيا قاعدته موجودة في الريف يتمركزون في دارفور وغيرهم من مناطق السودان «طائفة الأنصار»، ويستدعيهم الحزب تاريخيا من الريف للمشاركة في أي نشاط سياسي، ويقول حمد «اعتقد ان المهدي يريد ان يبقي الصوت المشترك لانه من الواضح ان المعارضة الآن في اتجاهين الأول ذهب في اتجاه أكثر تطرفاً وهي الجبهة الثورية والثاني أصبح لا يجد طريقة لإيصال مواقفه ، وبين هذا وذلك يريد المهدي ان يصبح صوتاً للاثنين وهذان موقفان لا يلتقيان ابدا، وفقا لحمد، غير ان د.عبدالرحمن الغالي يرى ان موقف حزبه ليس بجديد وما طرحه المهدي عبر عنه الحزب سابقا، ويقول رأينا ان النظام فشل في إدارة الدولة ولابد من إحداث تغيير عبر برنامج جديد وحكومة جديدة انتقالية وهذا التغيير نفضل ان يكون استباقياً وسلمياً تشارك فيه كل المكونات السياسية بما فيها الحركات المسلحة» ويضيف «لأجل هذا الغرض اقترحنا مؤتمراً لسلام شامل يناقش كل قضايا السودان الراهنة ، وسعينا في هذا الاتجاه وقابلنا الحركات المسلحة والقوى السياسية بالداخل حتى المؤتمر الوطني، والآن نأمل ان يكون هذا المخرج لكن في حال وصل الناس لطريق مسدود سيتم اللجوء الى الاعتصامات ووسائل الضغط لإحداث التغيير المنشود»
الصحافة
مع إحترامنا وتقديرنا للإمام فهو عفيف اليد واللسان متواضع خير وله علاقات خارجية ممتازة إلا أن مواقفه من النظام في الوقت الحالي يشوبها الضبابية ، فالرجل يتفق معنا أن المؤتمرجية ينحدرون بالبلد نحو القاع فنرى الدمار أينما إتجهنا وهو يهادن ..!!
سؤال نوجهه لفضيلة الإمام الى متى ستعل موقفاً واضحاً لا لبس فيه تجاه النظام …؟؟؟
الطوائف الدينية والأسر التي تمتلكها والتي يسميها الكثيرين أحزاب بدون اعمال العقل والتفكير العميق والتحليل ودراسة تركيبتها وأهدافها ومصالحها منذ نشأتها يضع الكثيرين في خانة الجهل بتعريف الحزب الوطني الديمقراطي ؟؟؟ لا أعتقد ان هنالك صعوبة في معرفة ما هو التنظيم الذي يمكن ان نطلق عليه حزب لوحكمنا العقل وليس العاطفة أو ترديد ما يقوله الجهلة بدون تفكير عميق ؟ هل الحزب الوطني الديمقراطي يمكن أن يكون حكراً لأسرة واحدة ؟؟؟ وهل الحزب يمكن ان يكون له رئيس من نفس الأسرة المالكة للطائف الدينية لا يمكن اقالته او انتقاده او توجيهه ؟ هل الحزب يكون جل مكتبه السياسي من نفس الأسرة او النسابة او من الوصولي الذي له ولاء خاص ويركع ويبوس يد عراب تلك الأسرة ؟ هل يمكن ان يحلم أحد أعضاء الحزب خارج نطاق الأسرة المالكة بتبوء مركز رئيس الحزب ان لم يكن وريث من نفس الأسرة وذلك فقط في حالة موت عراب الأسرة ؟ هل يمكن ان نطلق كلمة حزب علي تنظيم يتحرك أعضائه بالأشارة ؟؟؟ وحتي لو الغينا عقولنا وقبلنا بتسميتهم أحزاب ديمقراطية ووطنية؟؟؟ هل نجد ذرة من الديمقراطية في تنظيمهم ؟؟؟ هل لهم مواقف وطنية غير التشبث بالسلطة والجاه والغني الفاحش دون تقديم اي خدمة للوطن ؟؟؟ والذي يريد ان يكابر فليذكر لنا مواقفهم الوطنية واي مساهمة في تطوير السودان حتي لو كانت أعمال خيرية؟؟؟ ونورد آخر مواقفهم 1- هم السبب في مجيء حكومة الكيزان الفاسدة ؟ 2 – هم الذين إستلموا الرشوة من حكومة اللصوص التي تدعمهم مادياً بأموال المشردين والمرضي والجوعي الذين يشكلون نسبة كبيرة من شعبنا المغلوب علي أمره ؟ 3 – هم الذين يشاركون بأبناهم في كراس الحكم الوثيرة للإستمتاع بمزايا الوظيفة الرفيعة والتدرب علي أصول الحكم وخداع الجماهير حتي يمكنهم وراثة الحكم يوماً ما ؟؟؟ 4- هم الذين يثبطون عزيمة الشباب الثائر لصالح حكومة الكيزان ؟ ويكفي انهم يتبادلون كراس الحكم منذ 56 سنة والسودان الذي يعرف حاله الجميع ولا داعي لتوضيحه ؟؟؟ ويكفي ان السيدين أجهشوا بالبكاء عند انزال العلم الأنجليزي تحسراً وخوفاً من التاريخ الذي يقول ان عهدالكهنوت قد انتهي ولن يركع شباب السودان الحر ليبوس الأيدي ويأتمر بالأشارة ؟؟؟
مشاركة ابناء الامام فى النظام هى التى تفرض عليه هذه المواقف الرماديةوعلى اجهزة الحزب تجاوز هذا المضب وخاصة الامين العام للحزب اذا كان له ضمير لان اختياره تم على اساس معارضة النظام