أخبار السودان

محجوب يستاهل

في الأسبوع الماضي دعيت إلى الملتقى الدوري للإعلاميين الذي نظمته مجموعة دال،وضيف الشرف كان الأستاذ/محجوب محمد صالح،رئيس تحرير صحيفة(الأيام)الذي كرمه الملتقى وأعلن عن جائزة سنوية باسمه.
في كلمته أمام الجمهور الغفير من الصحفيين والإعلاميين،والكتاب أكد محجوب الربط الوثيق بين الصحافة والديمقراطية،بقوله لا صحافة حرة بدون ديمقراطية،مسهباً في الدور التنويري للصحافة،ورفع وعي الرأي العام،والدفاع عن المطالب الشعبية.
لم يتحدث عن نفسه ولا تجربته الطويلة في الصحافة،ولم يحتف بالتكريم نفسه،فشيمته التواضع،وقول الحقائق،وبالتالي هو من جيل عرف قدر الصحافة وأهميتها وشرف القلم والكلمة.
في 2005 وعندما ضاق النظام ذرعاً بصحيفته،حبسوه في النيابة بسبب الضرائب،بعد أن طالبوه بدفع ضريبة القيمة المضافة عن كل عدد،رغم أن الكل يعرف أن تكلفة الطباعة والتوزيع أعلى من سعر بيع الصحيفة،ناهيك عن المرتجع والمصادر،فالصحافة في زماننا هذا مهنة خاسرة وخطرة، طالما كان الأمن يكتم على أنفاسها.
زرته في المحبس مع العديد من الصحفيين فكان هادئاً،وقال ما معناه هذا ثمن الموقف والمبدأ. وبغير الإنشغال بالصحافة،هو وطني بامتياز،قاتل باستماتة مع الآخرين حتى يصوت الجنوبيون للوحدة،لكن المؤامرة كانت كبيرة،وعموده الراتب بدرجة ممتاز في مقياس الصحافة الشريفة.
وسبقت كلمة الأستاذ محجوب ندوة عن آثار رفع العقوبات الأمريكية على السودان،قدمها حسن أحمد طه وهو مؤتمر وطني،مدعياً أن حال الاقتصاد سينصلح في القريب العاجل،لكن المتداخلين ألقموه حجراً فالتردي الاقتصادي والانهيار لا يخفى على أحد،والسبب هو سياسات النظام والفساد وبيع الأرض،والاحتفاء برفع العقوبات الأمريكية هو احتفاء بالعمالة والتبعية،والتعاون الاستخباراتي،والأمني بين النظام والولايات المتحدة بات في الهواء الطلق، والثمن مقابل شطب الجنائية فصل الجنوب وبناء القواعد العسكرية.
ولما كان الشيء بالشيء يذكر فقد قال الأمين العام لمجلس الصحافة قبل أيام أن بعض رؤوساء التحرير يطالبون بعودة الرقابة الأمنية على الصحافة،ولم يقل لنا من هم،وطالما ظل البعض ساكتاً فمعناها أن هنالك من طلب،بسبب أنه يخشى السلطة أو أنه جزء من أمنها وحزبها،وهذا غير مستبعد في زمن صار فيه منصب رئيس التحرير(رشوة)يحكمه الولاء وليس الكفاءة.
والمجلس نفسه لا يستطيع أن يقول لجهاز الأمن كلمة واحدة، فيما يتعلق بالانتهاكات التي يمارسها ضد الصحف والصحفيين، فالكل في سلة المؤتمر الوطني،إلى حين أن تأتي الديمقراطية عبر الانتفاضة،وتعود الصحافة حرة تعبر عن نبض الشعب وهمومه،وسلطة رابعة يهابها الفاسدون والسدنة والتنابلة.
وما قيل أعلاه ينطبق على إتحاد الصحفيين(المُعيِّن)وعلى لجنة البرلمان(المُعيِّن)التي تدعي اهتمامها بالصحافة، بينما هي تُعِدُ القوانين التي تكبلها،والأيام قادمات يا أيها السدنة والسادنات.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..