حلايب أولاً.. لو أردتم تسوية حقيقية

دائماً يوجد بيننا ? في قبيلة المثقفين والصحافيين وكتاب الرأي في السودان ? من ينظر لوجهه في المرآة حين يحمي وطيس المعارك الإعلامية الداخلية والخارجية ويتخيل في صورته شخصية الحكيم العاقل أو بطل الحكمة والتعقل الذي يتدخل متأخراً وهو يحمل مشرطاً ناعماً ويرتدي قبعة من قبعات (البلوس) الإغريقية العظيمة ثم يمسح على رأسه بلا وضوء ويدين كل الجدل القائم منطلقاً في حكمته المفتعلة من نقطة حياد سلبي مثبطة يظن هو أنها هي النقطة يرتفع بها شأنه..!
أما في ما يخص القضايا الخاصة بعلاقات السودان مع الجارة مصر فإن قبعة (البلوس) التي يرتدونها قد تكون هي ذات الطربوش المصري اللبادي الأحمر والشبيه بالجذع المخروط الذي كان يمثل زياً رسمياً لموظفي الحكومة في عهد محمد علي باشا..
هذه العينات من الكتاب في الصحافة السودانية يخرجون علينا بطرابيشهم في توقيت محدد بقصد إفساد قيمة الصوت الإعلامي السوداني المنتفض على المجاملات والمطالب باسترداد الحقوق السودانية من المصريين، وتوقيت الخروج هو قبيل حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري الى الخرطوم يوم الخميس لبحث معالجات للتوتر القائم بين البلدين.
لو كان هؤلاء يلبسون (البلوس) الإغريقي المغفل أو الطربوش المصري المستعار فهم في الحالتين يقومون بفعل سيء في لحظة ما قبل التئام اجتماع لتسوية الأزمة تسعى فيه مصر كعادتها لرم الجرح على فساد، بينما بإمكان السودان أن يحول المشكلة إلى فرصة لتطوير موقف مصر من مناقشة قضية حلايب التي ترفض حتى إطلاق أي وعد رسمي بإمكانية مناقشة ملفها حالياً.
الحكومة المصرية (تبعت) وزير الخارجية سامح شكري لمعالجة موقف السودان من سد النهضة الإثيوبي واستعادة العمامة السودانية إلى نقطة الحياد الإيجابي بالنسبة لها في أزمتها مع إثيوبيا.
هذا هو ما يسعى إليه سامح شكري فقط ولا شيء غير ذلك لأن قضية علاقات السودان مع دول الخليج ليست قضية يمكنه أو من حقه أن يتطرق لها من الأساس.
أما قضية حلايب فسامح شكري ليس من مصلحته التنازل عن موقف مصر الرافض لمناقشتها مبدءاً بل هذا هو دور السودان.. وهذا هو الذي من المفترض أن يكون شرطا من شروط النقاش حول أي ملف آخر.. حلايب أولاً وإلا فإنها ستعود إلى مقبرة القضايا المؤجلة إلى يوم يبعثون.
وحين نطالب كإعلام سوداني بأن تكون قائمة القضايا التي تتم مناقشتها مكتوبة وفق مصلحتنا وأجنداتنا نحن وليس وفق ترتيب مصالح الطرف الآخر فإننا لا نكون قد تجاوزنا حدودنا كإعلام وطني سوداني.. ولا يكون ذلك المطلب هو مطلب تعقيد وتعطيل للحل بل على العكس تماماً فإن حسم أهم القضايا محل الخلاف بترتيب موضوعي هو منطق وقائي لعدم تكرار الأزمات والتوترات مرة أخرى.
نحن لسنا عاطفيين أو مهرجلين أو متهيجين كما يستخدم أصحاب القبعات والطرابيش هذه الأوصاف في مشروع عقلنة الأزمة المزعوم.. نحن لسنا دعاة حرب مع مصر أو غير مصر، نقولها للمرة الألف، ولسنا دعاة تدخل حتى في عمل وزارة الخارجية السودانية فقناعتنا أن هذا الملف هو ملف وزير الخارجية السوداني حتى الآن لكننا نتحدث بصوت رأي عام لن يقبل بتسوية خائبة ومخيبة للآمال في هذا الملف بعد كل تلك الاستفزازات والحرب الإعلامية والسياسية الموجهة ضد السودان في الفترة الماضية..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. عين العقل ..ومن واجب كل من يحمل ذرة من وطنية أن يطالب بذلك..واعتقد أن على الوزير المصري أن يوفر جهده ومعاناة السفر ان لم تكن حلايب اول بنوده …اللهم إلا أن يكون طامعا في بدل اسفار وحسب

  2. قال قبيلة المثقفين والصحفيين ههههههههههههه امثالك وامثال الظافر والزريقي وغيركم كثر انتو عار يطلقو عليكم صحفيين كلاب الامن خلاص مافي موضوع غير حلايب وانتو كم رجال صح اطرحو ما هو السبب وراء احتلال مصر لحلايب وشلاتين بس انتو ماجورين ما بتقولو الحقيقة غير تضليل الشعب وتغيبه عن الحقائق
    خلي المجرم البشير يمشي يحرر حلايب مش هو قام بعملية اغتيال حسني مبارك وفشل خلي يمشي هو وانت معاه

  3. مشكلتنا نحن لانطرح ولانلتزم بالمطالبة بازالة الاحتلال فنبرر دائما لغيرنا مواقفهم ونجمد قضايانا بكلمة معسولة والشقيق والكلام الذى ليس له طعم يجب ان تغير هذه العقلية الان العالم لايحترم الا القوى وكوريا الشمالية امامكم.حلايب ونتؤحلفا والفشقة اراضى سودانية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..