يا ويلك يا( معلم)!!

تُشكر وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم على هذه الصحوة المتأخرة,وهي تتثاءب من بعد نوم طويل, لكنها خير ما فعلت بصحوة ضمير على قول المثل (ان تاتي متاخراً خير من ان لا تاتي),اخيراً صحصحت سيادتها ويبدو أنها كانت مخلوعة تتحدث عن امر التعليم,بصورة لا تنم عن حكمة ولا دراية,يبدوا ان الوزارة (نازلة) بداية هذه العام بالتقيل،لانها هددت بإتخاذ إجراءات قانونية صارمة في مواجهة المدارس التي زادت الرسوم الدراسية دون الرجوع إليها؟؟
يعني الوزارة كانت على علم بالرسوم الدراسية السابقة,او كانت لها تعرفة محددة لرسوم للتعليم الخاص بالولاية؟؟
مسألة الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة اصبحت (زي) الدولار,لا ضابط لها ولاكابح ولا رقيب,كل سنة زايدة ,(يلطشوا) حوش المدرسة جير ويضربوا الباب حبة(بوهية) ويزيدو الرسوم بحجة انهم عملوا هذا العام على تحسين البيئة المدرسية!!
نحن يا وزارة التربية (دايرين) نعرف (زاتو) الرسوم الدراسية دي كم، يعني معقول في ولاية واحدة,بل في حي سكني واحد في زول يدفع رسوم دراسية (5) الف جنية في السنة واخر في ذات المنطقة يدفع (15) الف جنية وتمشي (لقدام)كدة شوية خلي الحكاية على الله،رسوم دراسية تفوق (فوائد) ما بعد الخدمة لموظف خدم اربعين عام او يزيد قبل ان ينزل المعاش؟!!
الوزراة لم تقف عند هذا الحد من التلويح بعصا العقوبات الرادعة,بل ذهبت للحديث عن الضوابط الجديدة للعمل بالمدارس الحكومية والخاصة,والتي تنص بعض بنودها على ان يظل المعلم متواجد بمدرسته حتى نهاية الدوام, ولا يحق لاي معلم بمدارس الولاية ان يجمع في العمل بين المدارس الخاصة والحكومية في وقت واحد?
البسمع الكلام بقول (القبة فيها فكي) كم يتعاطى المعلم من راتب شهري في هذه الدولة التي ينتمى اليها ويعمل لها ليل ونهار!!
هذه الوظيفة (المعلم) ياسعادة الوزير هو الحلقة الاضعف في الدولة وهو الضحية الاولى, يأكل من خشاش الارض عبر (الطبشيرة) التي يتجول بها عبر مدارسكم الحكومية والخاصة منها,منهك الجسد لا يقوى على الوقوف احياناً, لانه يعمل كجمل العصارة يدوِر بين المدارس الخاصة والحكومية؟ بالاضافة الى دروس المساء الخصوصية في المنازل, حتى يكون ضمن الاحياء, وعلى كاهله حمل ثقيل من إجار المنزل وإلتزامات المعاش من مأكل ومشرب ومصروف لعدد من الطلاب في مراحل مختلفة, هذه مهنة (الجنون) يحمدوا الله يا سعادة الوزير السادة المعلمين انهم على قيد الحياة بكامل وعيهم يتجولون ويأدون واجباتهم بافضل ما يكون,على حساب صحتهم واسرهم, كنا نود ان تكون مثل هذه القرارات في صالح المعلم,وتشجعونه بالقليل من الاهتمام والثناء والشكر وليس التوبيخ والوعيد, نحن مع الحرمان من الجمع بين المدارس لكن هذا الحرمان يتبعه إلتزام اقله ان يصبح مرتب المعلم هو الافضل في الدولة حتى يخلف (قدم في قدم)ويراقب من على البعد تلاميذه بنظرة تأمل في فترة الفُسحة والراحة ويقدم حصته بكل راحة نفس وطمأنينة!!
جزاهم الله خير على هذا (الجرى) و(الحوامة)وهم يقدمون كل عام للسودان ما لا يقدمه أي قطاع أخر دون ان تفتر لهم همة ولا عزيمة, إذا ذهبت الولاية في هذا الاتجاه مع ما بيتته من نية بالوعيد والتهديد سيكون من الافضل ان يستقيل كل المعلمين من الوزارة ويتكدسوا في التعليم الخاص، لانه رقم المأساة يظل افضل من الوزارة التي تعمل على حبس المعلم في سور لا يثمن ولا يغني من جوع.

صحيفة الوان
[email][email protected][/email]