الكلمة تنمو بالدمعة

٭ ذكريات الأحداث تمر علينا ونحن نقف عندها دائماً على عجل فهي تسير بسرعة مخلفة وراءها غبارا كثيفا ما يخفي الكثير من تفاصيلها.
٭ مرت ذكرى السادس من أبريل 5891م وقفت عندها كالعادة ولكن هذه المرة لم اكتب شيئاً بل ذهبت الى ارشيف «صدى» في صحيفة الحرية داري ماذا قلت هناك وجدت اني كتبت عمودا بعنوان الكلمة تنمو بالدمعة جاء فيه الآتي: كان العمود بتاريخ 6 أبريل عام 2002م.
٭ اليوم تمر الذكرى السابعة عشرة للسادس من أبريل.. تاريخ الانتفاضة التي ذهبت بنظام ثورة مايو وأدخلت البلاد الى فترة الديمقراطية الليبرالية الثالثة التي انتهت بدورها الى انقلاب الثلاثين من يونيو الأب الشرعي لحكومة الانقاذ.
٭ لم أجد ما اكتبه حقيقة لاني ظللت انادي بتقييم تجاربنا السياسية بالشفافية والموضوعية التي يتطلبها الواقع حتى يكون من الممكن الاستفادة من الايجابيات والابتعاد من السلبيات لكننا ظللنا وعلى رأسنا كل الاحزاب والفعاليات السياسية نتحدث عن حلول ذكرى كل المناسبات السياسية من منطلقات لا تذهب بعيداً عن دائرة العواطف.
٭ تأتي ذكرى الاستقلال نتحدث عن رفع العلم وعن اعلان الاستقلال من داخل البرلمان وعن.. وعن..
تأتي ذكرى السابع عشر من نوفمبر نتحدث عن تسليم عبد الله خليل السلطة للفريق ابراهيم عبود.
٭ تأتي ذكرى اكتوبر نتحدث عن القرشي والى اي تيار ينتمي وما هو دور الترابي ودور الشيوعيين.
٭ تأتي ذكرى ثورة مايو نتحدث عن مايو الشيوعية وعن نميري السفاح وعن مجازر الجزيرة أبا وعن السدنة والشمولية وعن.. وعن..
٭ وتأتي ذكرى السادس من أبريل تتحدث عن البلاء الذي انجلى وعن.. وعن..
٭ هذه حالنا خلال السبعة والأربعين عاما التي مضت من عمر استقلالنا السياسي.. وما زلنا نتعاطى السياسة بالكلمات مجرد الكلمات وحالنا يتقهقر في كل المجالات.. وهذا لا يحتاج الى كثير توضيح.
٭ قلت لم اجد ما اكتبه في اطلالتي اليومية هذه غير ان اكتب لكم عن الكلمة الصادقة التي لا تنمو وتكبر الا بالدمعة الا بالمعاناة قال حجازي:
٭ أنا في صف المخلص من أي ديانة
يتعبد في الجامع أو في الشارع
فكلا الاثنين تعذبه الكلمة
والكلمة حمل وأمانة
٭ أنا في صف المخلص مهما أخطأ
فالكلمة بحر يركب سبعين مساء
حتى يلد اللؤلؤ
٭ أنا في صف الغائب مهما كان الذنب عظيما
فطريق الكلمة محفوف بالشهوات
والقابض في هذا العصر على كلمته
كالممسك بالجمرة
٭ يا للروعة
الكلمة تنمو بالدمعة
وأخذت الكلمة جنب القلب
قربت الكلمة من شوقي
شوق الإنسان إلى الخضرة والحب
ونما حرف عانق حرفا
كتب الجنة
٭ هذا نوع علاقتي مع الكلمة وجنة الكلمة هي الصدق والوضوح والتجرد في معالجة كل شيء قال توفيق الحكيم
لا اطيق أحداً يحفر الأفكار والكلمات.. ان الكلمات هي التي شيدن العالم.. الكلمات الصادقات والأفكار العالية والمبادئ العظيمة هي وحدها التي قادت الإنسان في كل أطوار وجوده وبنت الأمم والشعوب في كل مراحل تاريخها.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة