زاد البيت من أم جر الى جيبوتي..!

حينما إشتهرت أغنية عمنا الشاعر محمد ود الرضي طيب الله ثراه والتي زفّ عبرها تلك العروس المُرحلة من الأسكلا في بحري وحتى الرجاف بالجنوب وعدّد فيها كافة المحطات التي تمر بها الباخرة .. قيل أن أهل منطقة أم جر إحتجوا لديه لانه لم يذكر قريتهم ولست متأكدة حقيقة إن كان يمر بها خط سير الرحلة أو إن كانت قبل الكوة أو بعدها ..فردعليهم بظرفه المعروف كما روي عنه ..
لا بل ذكرتها حينما قلت عاد لاحول ولا قوة حبيبي الليلة في الكوة !
نورد هذه الطرفة ليس سخرية من أهلنا في أم جر وهم أعزاء كرام ولهم في القلوب كل المحبة ..ولكن لان عبارة لاحول ولا قوة تجلت منطبقة تماما على المشهد المأساوي في هذه الصورة المرفقة و التي قيل أنها أخذت لوالي النيل الأبيض الدكتور عبد الحميد موسى كاشا خلال زيارته لما سميّ مجازا بمستشفى أم جر.. و ظني أن من أوردوا الخبر قد نسيوا ولم يصفوه بالتعليمي أو تواضعا وخجلاً منهم !
مثلما بدت ملامح الخجل تتفصد في وجه الوالي ..والمريضات المسكينات غير آبهات بوقفته منكسرا وهن رقوداً على أكواع المحنة من إجهاد المرض الذي اضطرهن الى ارتياد مثل هذا المكان الذي يبدو أكثر ملائمة لإيواء الحيوانات إن هي رضيت به ..وليس مشفىً لبشر من أهل السودان الطيبين الذين يتبرع رئيسهم الجواد بمستشفى على قياس السبع نجوم الى دولة جيبوتي ..كمن يطبق متحديا ومعاكساً المثل الذي يقول إن الزاد يحرم على الجيران إن لم يسد حاجة أهل البيت !
فيالحاجة مواطني بلاده لذلك المبلغ المقدر بأكثر من عشرين مليون دولار كانت كفيلة باقامة عشرين مستوصفا ريفيا لأهلنا في أم جر وغيرها ممن لم تصلهم الكاميرات التي تتبع الولاة فتصيبهم تلطيخا في وجوههم بخيبة تقصيرهم في حق هذا الوطن و أهله ..في ظل حكم إنتهازي يتجاوز عدد الدستوريين فيه عن الثمانية الالاف عاطل سيزيدون بعد محاصصات حوار الكيكة إياها ..! وبالأمس كان الرئيس المتبرع بزادالبيت الى الجيران يتراقص بعصاه في إفتتاح مستشفى الراجحي الذي بناه وتوارى عن حفل إفتتاحة متبعا سنة الأخيار الذين يستحون من المراءة في أعمال الخير .. بينما رئيسنا يدعو الألمان دون حياء ليتعالجوا في ذلك الصرح الهدية الذي لم يبني فيه طوبة واحدة ..وهي دعوة من لا يملك لمن لن يستجيب ..ولا حول ولاقوة إلا بالله ..والعتبى لأهلنا في أم جر متمنين لهم دوام العافية .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. زيارة ود بلدنا عرفناها وباينة من نظرته ونحن في انتظار تصرفه ؟ وكعضو في حكومة الأسد النتر اتوقع منه واحد طناش؟؟؟ لنتخيل أن هذا المستشفى زاره أفريقي ثم عربي ثم اوربي ثم أمريكي لنري كيف ستكون انطباعاتهم وردة فعلهم ؟؟؟ أتوقع من الافريقي أن يكون المنظر بالنسبة له عادي ولا يثير عنده أي انطباع ؟؟؟ أما العربي فإذا كان من الاثرياء ويحب الشهرة فسوف يتبرع بتاهيله عن طريق الحكومة وحضور الإعلام ولا يهمه بعد الظهور تصرف الحكومة الفاسدة سواء أن صرف مبلغ التبرع في محله أو صرف في التسوق بدبي ؟؟؟الأوربي حا يذهل من المنظر ولن يصدق عينيه ولن يصدق أنه في القرن ال 21 يمكن أن يكون هنالك مستشفي بهذا المستوي وفي دولة نالت استقلالها قبل 61 سنة وعضوة في الأمم المتحدة وتتمتع بثروات قل أن توجد في أي دولة أخري وقد يتصل بدولته عن طريق سفارته لطلب الاعانة ؟؟؟ أما الأميركي فسوف يكون مثل الأوربي من حيث الانطباع لكنه سيقوم بالتصوير ونشره في الصحف مع مقال مدفوع الثمن عسي ان يلفت الذي يمكن أن يتفاعل سوي من حكومته أو المنظمات الخيرية ؟؟؟ من هذه المقارنات نخلص إلي أن الانطباع وردة الفعل تعتمد علي ثقافة وتربية الشخص ؟؟؟ واعتقد أنه الشخص الذي تربي تحت الإرهاب والضرب بصوت العنج في البيت والمدرسة والإرهاب والتهديد بالفصل في الجامعة ؟ وكذلك تم تعليمه بطريقة متخلفة اي بالتلقين واجباره علي الحفظ بالاضافة الي غياب التربية الوطنية؟؟؟ وبعد تخرجه كسير ومدجن لو تجرأ واعترض علي سفه وفساد حكومته لزج به في السجن أو نكل به في أحد بيوت الأشبا ح ؟؟؟ واعتقد أن زولنا الفي الصورة اياها هو نتاج هذه التربية القاسية وغير انسانية والتعليم المتخلف الذي عفي عنه الزمن ؟؟؟ فلذلك لا يحس ولا تهذه وطنيته أن وجدت وينظر بتبلد وبرود وكل همه أن تنشر الصحف خبر زيارته مدعم بصورته الانيقة عندتفقده للمهزلة التي تسمي مستشفي و يا ويل الصحفي لو خرج عن النص وعلق بدون احترام أو أدب علي زيارة سعادة الدكتور المحترم خالص؟؟؟ الله لا بارك في الكيزان تجار الدين والكريمات وحلفائهم العسكر اللصوص الفاسدين ومتملقيهم اسياد الطوائف الدينية الدجالين الجشعين؟؟؟

  2. ماهو الشىء الذى لم يدمره هولاء الابالسه يانعمه منذ ان سرقوا السلطه .ولكن مايلفت فعلا هو وضع المريضات الغير ابهات لوجود الوالى , على غير عادة المراءة السودانيه خاصه فى ريفنا الحبيب ,عند مرور رجل ولو من بعيد.كأنها رسالة للوالى ( انك غير موجود). بعدين ان الاموال التى سرقها هؤلا الابالسه وصارت كروشا اوفلل وحسابات واستثمارات , بلالاخضر الونو زرعى (الدولار) عملة الكفر يمكن ان تؤهل كل مستشفيات السودان وليس مستشفى ام جر . وهذا المستشفى فى جيبوتى ليس من اجل عيون المواطن الجيبوتى ولكن مقابله استثمارات وشركات وهميه لتهريب ملايين الدولارات . هولاء لا يعطون شىء لله .

  3. من أصدق و ابلغ المقالات و ألاكثر تعبيرا عن الحالة المزرية التى يعايشها اهل تلك الممنطقة و سائر المناطق الاخرى فى كافة مناحى و مناشط الحياة- و مقدمة المقال كانت أكثر من رائعة — لك التحية أستاذة صباحى ,,

  4. ياجماعة الخير، الصورة دي عنبر في مستشفى ؟ افتكر لقطة من احدي معسكرات التعذيب ايام النازية في المانيا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..