أزمة اليسار السوداني

يعيش اليسار السوداني في ازمة وعدم توازن يجعله يسجل الاهداف الخطأ في مرماه حتى اصبح يجيد تسجيل الاهداف العكسية بطريقة احترافية، كما انه ماهر في اطلاق النيران الصديقة بحيث لا يستطيع اليساري السوداني ان يختلف بود مع زميله او رفيقه، فتجد الغرماء داخل المنظومة الواحد يستعمل كل ما هو متاح من اسلحة مسموح بها او غير ذلك لاقصاء مخالف الرأي داخل المنظومة الواحدة .
اما حال التنظيمات اليسارية السودانية فلا يقل حالا في السؤ ما بين الافراد والاشخاص اليساريين واقصائهم لبعضهم البعض حال الاختلاف وحول هولاء الافراد حركاتهم المسلحة واحزابهم الى ما يشبه القبيلة رغم الحداثة الظاهرة في خطابهم فقد حول التعصب للايدولوجيات اليسارية حول احزابها لقبائل متناحرة وصار كل منهم متعصب ضد رفيقه او زميله ، لذلك اصاب احزاب اليسار وحركاته الثورية الى تنظيمات اميبية من حيث التشظي والانقسامات، وكأنهم لا يعلمون ان الدولة التي تحكم الان هو تحالف اليمين او ما يعرف بالحركة الاسلامية ، وذلك لعدم وجود مساحة للرأي الاخر بداخل تنظيماتهم وعدم تفعيل بند النقد الذاتي الذي تجده مكتوبا في اي نظام اساسي لاي حزب ، وكل من حاول استخدام هذا الحق في تلك الاحزاب اما ان يتعرض للاقصاء او لا تسعه مواعين التنظيم .
اما السؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج لاجابة عميقة وربما دراسة ،هو التشاحن المستفحل والتحرش والمتذايد بين اثنين من احزاب اليسار السوداني وهما البعث العربي الاشتراكي الاصل والحركة الشعبية ،ولماذا لا يوجد بينها حد ادنى للاتفاق ، ما هذا الاسترقاق النفسي الذي ظل يلقي بظلال نتائجها وخيمة على المعارضة الشي الذي يجب ان يتذكره الجميع ان هذه المعارضة من اجل الوطن وليس من اجل انتصار حزب على اخر ولن يستطيع احد مستقبلا ان يفرض ايدلوجيته مجددا ليسيطر على الشعب ، فهذا الشعب هو الذي سيقرر ويختار من يحكم بالدستور الذي توافق عليه ولتبقى ايدلوجيات الاحزاب مرتكزا فكريا يخصها ويخص عضويتها فقط لا يمكن ان تفرض على بقية الاخرين. وعلى الاخرين احترام اي اخر طالما انه لم يتعدى عليك . وفي اعتقادي ان كوادر المنظومتين سواء من الحركة الشعبية او من حزب البعث لهم من المقدرات والكفاءات ما يمكن ان يديروا به حوارا شفافا ينهي صراع الايدلوجيات بينهم بروح رفاقية ثورية .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ / سامح— لك التحية– مع كامل الاحترام لمقالك الذي حرك سواكن وشواغل فاسمح لي بأن انيخ المطايا عندكم وأجانب ما تفضلتم به حيث الازمة عندي أزمة ( نخبوية) ننقل من الغير دون توطين فتجربة ( الاخوانجية الاسلامية) نقلت ب ( ضبانتها) من الواقع المصري الذي يفصل ويعادي فيه (الاخ المسلم) مواطنه( المسيحي) وجاء بها النخبوي السوداني دعوة تصطرع مع مكونات المجتمع السوداني من طرق صوفية الي دعوات اسلامية اخري تكفرها حركة( الاخوان المسلمون) ولا تري الاسلام الا في حركتهم والارض عندهم لا تمثل ( اخوة) يلتف حولها الناس مواطنة كما في مجتمع المدينة الاول الذي ضم اليهودي ونصاري نجران والمنافقون وبينهم افضل الخلق طرا رسول الله عليه افضل السلام وصحبه الميامين . وحركة اليسار ايضا جاءت من مصر جلبتها نخبة تري الكل في السودان رجعية وتخلف واراد الله ان لا تعمر منارتهم اكثر من سبعين عاما فتهوي الشيوعية وايضا حركات البعث بمسمياتها المختلفة من رحم بعض المسيحيين جاءت للسودان دون تهذيب وعاثت دمارا وتفريقا .
    لا الوم الحركات وهي في خارج السودان ولكن الوم النخبة التي تأتي بتلك الافكار والمذاهب وهي تحمل اسفارا لا تدري مقاس أهل السودان فبدلا من التعديل والتبديل في المقتنيات لتناسب الارجل السودانية فهي تعمد الي قصقصة وبتر الرجل السودانية لتناسب المجلوب من بلاد بعيدة في صحف لا يدري النخبوي السوداني ما تفعله في البئة السودانية الي أن يفاجأ بالمليون ميل مربع تنكمش وتتناسل الشيوعية عن حركات كما تتناسل الارانب وتلحق بها حركة البعث بعثا بعد بعث ليكون عندنا من الاحزاب المئات ولك التحية

  2. محبط جدا ان يكون هناك حزب بعث عروبي قومي في السودان و يدعي نسبا الي اليسار…
    غيرو الإسم دا أول… سموهو البعث الأفريقي او البعث الإنساني او البعث السوداني… او بلاش كلمة بعث دي من اساسو…
    رؤيتك و مرتكزاتك الفكرية شنو لي تكوين تحالف يساري ؟
    مجرد رأي شخصي: أحزاب البعث دي من أكبر خوازيق السياسة السودانية… و عزرا…

  3. اليسار كحركة فكرية سياسية وإبداعية نقدية يشكل تياراً اجتماعياً لا يستهان بقوته الكامنة وقدراته وغناه وتنوع أشكال تعبيراته وخطاباته, وبهذا المعنى فاليسار هو أيضا قصيدة وأنشودة ومسرحية ومؤلفات عن التراث والثورة والتأخر التاريخي والبديل الاشتراكي ..الخ , هو روح عامة تتطلع الى الحرية والمساواة , ومشروع نظري ومجتمعي وسياسي .. هو ارتماء في المستقبل .. ووجدان مشترك بين أجيال وذاكرة جماعية, ترسخت فيها تجارب النضال الواحد الأهداف والمتعدد الواجهات , بكل ماجسدته تلك التجارب النضالية من قيم التضحية ونكران الذات في سبيل المبادئ والاختيارات السياسية الوطنية والديمقراطية التقدمية . اليسار _إذن_ هو أكبر وأوسع من تنظيماته وجزره(جليل طليمات،2012)
    وفي الوقت الحالي مسألة توحيد احزاب اليسار اصبحت ضرورة ملحة في السودان وشرط حاسم من شروط الخروج من المطب والازمة الحالية، لذا لا بد من توحد كل احزاب اليسار في كيان واحد ان يتجاوز خلافاته وان يكون “منتصرا لقضايا الشعب

  4. محبط جدا ان يكون هناك حزب بعث عروبي قومي في السودان و يدعي نسبا الي اليسار…
    غيرو الإسم دا أول… سموهو البعث الأفريقي او البعث الإنساني او البعث السوداني… او بلاش كلمة بعث دي من اساسو…
    رؤيتك و مرتكزاتك الفكرية شنو لي تكوين تحالف يساري ؟
    مجرد رأي شخصي: أحزاب البعث دي من أكبر خوازيق السياسة السودانية… و عزرا…

  5. اليسار كحركة فكرية سياسية وإبداعية نقدية يشكل تياراً اجتماعياً لا يستهان بقوته الكامنة وقدراته وغناه وتنوع أشكال تعبيراته وخطاباته, وبهذا المعنى فاليسار هو أيضا قصيدة وأنشودة ومسرحية ومؤلفات عن التراث والثورة والتأخر التاريخي والبديل الاشتراكي ..الخ , هو روح عامة تتطلع الى الحرية والمساواة , ومشروع نظري ومجتمعي وسياسي .. هو ارتماء في المستقبل .. ووجدان مشترك بين أجيال وذاكرة جماعية, ترسخت فيها تجارب النضال الواحد الأهداف والمتعدد الواجهات , بكل ماجسدته تلك التجارب النضالية من قيم التضحية ونكران الذات في سبيل المبادئ والاختيارات السياسية الوطنية والديمقراطية التقدمية . اليسار _إذن_ هو أكبر وأوسع من تنظيماته وجزره(جليل طليمات،2012)
    وفي الوقت الحالي مسألة توحيد احزاب اليسار اصبحت ضرورة ملحة في السودان وشرط حاسم من شروط الخروج من المطب والازمة الحالية، لذا لا بد من توحد كل احزاب اليسار في كيان واحد ان يتجاوز خلافاته وان يكون “منتصرا لقضايا الشعب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..