الايام الاخيرة للدولار (7)

( امتحان يوم الجمعة )
لاهمية تاريخ يوم الجمعة 28 ابريل ، نبدأ بالتلخيص لبعض الجوانب المهمة التى وردت فى المقالات السابقة .
* بلغ الدين الداخلى فى فترتى حكم اوباما حوالى 20 ترليون وتضاعفت طباعة النقود خمسة اضعاف ماكانت علية .
* فى الازمات السابقة فى عهد اوباما فى2008 و2012 ، كان الحل السهل هو ماذكرنا أعلاه ، وهو لم يعد ممكنا الآن .
* فى هذا يقول شاهدنا الاول ( فى 2006 تحققت الصفوة المالية العالمية من ان التسهيل النقدى قد خلق فقاعات اقتصادية ببساطة ، عوضاعن ان يضع اساسا اقتصاديا جيدا . لقد أعد المسرح لانهيار آخر ، والصفوة تعلم ذلك ، ولكنهم الآن يشكون فى مقدرتهم على صنع اللعبة مرة أخرى ).
* وعود ترامب التى اوصلته الى الحكم تلخصت فى انه سيعيد لامريكا عظمتها وتسيدها ،سقطت فى الاختبارات الاولى ، حيث لم يستطع اقناع الكونجرس بالغاء اوباما كير ليحل محلها خطته. ذلك جعل شكوكا قوية تقابل قبول الكونجرس لخططه الاخرى وعلى رأسها تخفيض الضرائب لاعادة المستثمرين الامريكان الى حظيرة الوطن .
كل هذا خلق امتحان يوم الجمعة ، التى ترددت فى ان اسميها الحزينة أو الحاسمة . فهى ستكون فى جميع الاحوال حزينة بالنسبة للشعب الامريكى ، وقد تكون حاسمة الى حد بعيد على مستقبل ترامب فى الحكم . فماهو هذا الامتحان الصعب ؟
رأس الموضوع هو قانون الكونجرس رقم 5748 ، الذى هو قانون ” سقف الدين ” Debt Ceiling ” وهو القانون الذى استفاد منه اوباما بالخرق مستفيدا من اغلبية الديموقراطيين فى الكونجرس ابان فترتى حكمه . وقد بلغ الدين مبلغا اصبح من شبه المستحيل تخطيه ، حيث انه يعادل بالتقريب جملة الناتج القومى الامريكى !
ومع ذلك فان تخطيه ممكنا من الناحية النظرية ، غير ان ذلك يستدعى موافقة الكونجرس بمجلسيه ، وهو الامر الذى يجعله شبه مستحيل ، وذلك بسبب الانقسام الحاد الذى يعيشه المجتمع الامريكى والوضع الذى يعيشه الكونجرس منذ فوز ترامب . ومن تجارب الماضى ، فان مثل هذا الوضع كان يؤدى دائما الى معركة سياسية عاتية وعدم استقرار فى الاسواق الى جانب ازمة ثقة فى الدولار . معنى هذا ان المتوقع عند انعقاد جلسة الكونجرس القادمة أحد امرين : اما موافقة الكونجرس على رفع حد الدين أو عد م الموافقة . والنتائج المتوقعة ستكون كارثية فى اى من الحالتين .
لخصت جريدة الواشنطون بوست الحال على النحو التالى ( يواجه الكونجرس تاريخ نهائى آخر لتمويل العمليات الحكومية ? طبعا عن طريق رفع سقف الدين ? او المجازفة باغلاق جزئى لبعض اعمال الحكومة ) ! ” علامة التعجب من عندى .
الورطة الترامبية ، بل ورطة النظام ، واضحة من هذا الحديث للواشنطن بوست ، فاذا وافق الكونجرس على رفع سقف الدين ، فان النتائج الكارثية التى تحدثنا عنها فى المقالات السابقة تصبح قريبة جدا ، اما اذا لم يوافق فالمصيبة أعظم . ففى هذه الحالة لايكون امام الحكومة الامريكية غير الاغلاق الجزئى لبعض اعمالها بسبب العجز عن تمويلها ، عوضا عن تحقيق طموحات ترامب الانتخابية !