(المسألة الشائكة لتخفيف العقوبات عن السودان)

نُشر بالعديد من على وسائل التواصل الحديثة تقرير السفير الأمريكي المتقاعد برنستن.ن.ليمان المبعوث الأمريكي الأسبق لسلام السودان، وكبير المستشارين بمعهد السلام الأمريكي حالياً.. والذي قدمه أمام اللجنة الفرعية للشئون الخارجية عن أفريقيا والصحة العالمية وحقوق الإنسان الدولية والمنظمات الدولية بتاريخ (26) أبريل الجاري تحت عنوان (المسألة الشائكة لتخفيف العقوبات عن السودان) أهمية التقرير في مصدره ـ ليمان كمبعوث امريكي أسبق لسلام السودان وكبير مستشاري معهد السلام الامريكي حالياً ، وهو بصفته السابقة والحالية يحتقب أدق التفاصيل المتعلقة بالمشكل السوداني وما أنتج النظام القائم بالخرطوم من أزمات مستفحلة إطلاع ليمان على ملف النظام يتيح له الإدلاء بدلوه في المسألة الراهنة/ رفع العقوبات، بل والحالة السياسية الشاذة التي ينتهجها النظام الا انه لا ينكر دور السودان الإقليمي والقاري، ويشير إلى أن هذا الدور يمتد حتى منطقة القرن الأفريقي، وإلى شمال أفريقيا والساحل،
يقرأ ليمان الأزمة من كل جوانبها فيرى ان سعي واشنطن لم يثمر ولم يأت بنتيجة على الرغم من إستخدام سلاح العقوبات الإقتصادية، وعلى الرغم من (جهود المقاتلين) للإطاحة بها، بل أن مستقبل السودان لم يزل متعلقاً بهذه الحكومة وإن سقوط الحكومة أو إسقاطها بالقوة لن يحقق الأهداف الرئيسة للولايات الأمريكية، كما أنه لن يحقق السلام والديمقراطية والرخاء الذي يستحقه الشعب السوداني. السفير”ليمان” يتساءل في تقريره الخطير عن كيف يمكن، ونجده محقاً فيما ذهب ولو أرادت أو رأت وشنطن
في اسقاط النظام ما تبتغي لما عجزت ،ويتهم ليمان حكومة السودان بذات إتهامات الجنوب ومع تلك الإتهامات فإن الإعترافات تتواصل ويتساءل
عن كيفية الجمع بين عوامل الإعتراض على الحكومة من مناحٍ شتى والتعامل معها في ذات الوقت؟
ويجيب “ليمان” على تساؤلاته بنفسه ويقول إن المشكلة الكبرى في السودان هي أن من يمتلكون زمام القوة، خاصة أولئك الذين يهتمون بأمن النظام، هم جزء أصيل من التحكم الفعال والتقليدي مما يجعل مخاطر التغيير تبدو
ضخمة للغاية بالنسبة لهم، لذلك فإن التحدي الحالي الماثل أمام الحكومة السودانية هو أهمية وجود عدة مسارات نحو السلام والتشارك والديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان، مع أهمية الإشارة لأن تتفهم الحكومة السودانية أن حكومات أوتوقراطية أخرى سلكت تلك المسارات وتمكنت من تحقيق
أما أخطر ما جاء في تقرير “ليمان” فهو مطالبته باستمرار العقوبات كأسلوب مساعد للضغط على الحكومة بخصوص الحوار، وهنا تتكشف بوضوح اتجاهات بعض مجموعات الضغط الأمريكية للإبقاء على العقوبات، ومن بينها (معهد السلام الأمريكي ومستشاريه، لكن فات على هؤلاء وأولئك أن رفعاً جزئياً فعلياً قد تم للعقوبات، إضافة إلى الدور المحوري الذي اعترف به السفير “ليمان” للحكومة السودانية القائمة الآن في التأثير على إستقرار المنطقة والإقليم واستقرار دولة جنوب السودان التي تشهد إنهياراً متدرجاً قد لا يبقيها قائمة حتى نهاية العام الحالي، إلى جانب التفاهمات الاستخباراتية بين البلدين، وحالة الضعف والضعضعة والضياع التي تتعرض لها المعارضة المسلحة في الوقت الحالي غير الخلافات القائمة بين مكوناتها وهو ما يهدد إستقرار المنطقتين وبعض البؤر الملتهبة في دارفور.. مع عدم إستعداد الحركة الشعبية شمال ? كما جاء في تقرير “ليمان” ? للمشاركة في الحوارات والعمليات السياسية المفضية للسلام، بشهادة الوسطاء وفي مقدمتهم الإتحاد الأفريقي ومع ذلك نرجح بنسبة تفوق السبعين في المائة بأن واشنطن ستنهي العقوبات على السودان في يوليو المقبل ليس حرصاً على السودان أو حكومته، أو حرصاً على أمن واستقرار المنطقة والإقليم.. وإنما حرصاً على مصالحها وأمن وسلام العالم
إحدى النقاط الهامة هو ان حكومة السودان تعول كثيرا على علاقاتها مع امريكا وهذا بشكل رئيس بسبب العقوبات الاقتصادية الامريكية التي تحاصرها إقتصادياً وتعزلها سياسيا وتقلل من خياراتها. الا ان العقوبات تكون مفيدة اذا حققت التغيير فحسب الا انها ام تحققه منذ عقود من تطبيق نهاية لديكتاتورية النظام وام تنه الحرب في دارفور ولم تحل الصراع في المنطقتين ، أو حتى إلى التعاون في المجال الامني ، قد يرى البعض ان إضافة المزيدمن العقوبات قد تدفع الحكومة الى بإتجاه التغيير البسيط لكن برغم ان العقوبات تحفز الحكومات على تغيير سياساتها ،ويشمل ذلك التغييرات مثال منح الإستقلال لجنوب السودان، الا ان الحكومات الديكتاتورية لا ترتكب الإنتحار السياسي بسبب العقوبات.
التقرير يكتسب أهميته من كاتبه كونه ذو صلة بالمسألة وإمساكه بملفاتها
والغوص في تفاصيلها.
تعقيب: ما سطره أمين حسن عمر تعقيباً على ـ (المحبوب والجوالة) يظل بلا وزن طالما لم نعنه من قريب أو بعيد بشباب أو كهول الإسلاميين ممن وقعوا تحت التأثير الفكري للراحل الترابي…ويبدو ان الرجل حسب نفسه إسلامياً بل وتوهم انه مفكِّر! ومأزق الرجل في انه لا صبر على التقدمية لينهل من قواميسها.. لا، لا هو أسلم وجهه للاسلام ليريح توهانه بفيوضه
وهل للبغال موضع وسط قطيع الحُمر ! الذلك يظل ما قال ويقول سيان مادحاً كان أم ذام وقد عُرف بالأخيرة مستعدياً على الاسلاميين حتى بنيها. ولا يمكننا إنكاره كحالة ..
[email][email protected][/email]