حول بعض أمور المرور

لاشك في أن شرطيي المرور، هم الأكثر معاناة مقارنة بزملائهم في إدارات الشرطة الأخرى، فمعظمهم يعمل في الهجير او الزمهرير، لتنظيم حركة المرور في شوارع وتقاطعات عشوائية، تجتازها يوميا عشرات الآلاف من السيارات مجهولة الأبوين، ورغم أن شرطة المرور يتواجدون في التقاطعات التي تشهد زحاما مروريا، لضمان انسياب حركة السيارات، إلا أن قسما كبيرا منهم متخصص في الكمائن لضبط السيارات «المخالفة»، وهذا من صميم عمل شرطة المرور، ولكن ما يعيب تلك الكمائن، هو أن دورها ينحصر في الجبايات/ الغرامات، وقبل سنوات ليست بعيدة، قال مدير شرطة المرور في عاصمتنا المكعبة، إن نحو 70% من السيارات في المدن الثلاث غير مرخصة، وبالتالي فإن دور الكمين هو ضبط كل أداة نقل ميكانيكية غير مرخصة، وإجبار السائق على ما يسمى «قطع إيصال» بمائة جنيه، وصلاحية هذا الايصال 24 ساعة، وقد يتم ضبط نفس السيارة وتغريم سائقها خمس عشرة مرة في الشهر.
يعني تستطيع أن تخالف قوانين المرور عشرين مرة في الشهر الواحد، وإما أن تدفع غرامة فورية وإما أن يتم حجز سيارتك ويكون الإفراج عنها بغرامة أعلى قيمة، بعبارة أخرى فإنك تستطيع أن ترتكب مائة مخالفة، ليس بينها تسبيب الأذى لشخصك أو لغيرك، وتظل في نظر قانون المرور حسن السير والسلوك، ربما لأن جماعة المرور أيضا محكومون بثقافة الجبايات و»الربط» لضمان التمويل الذاتي لعملياتهم، ولكن الراجح عندي هو أنه لا سبيل لتطبيق نظام النقاط في المخالفات، وصولا الى تشديد العقوبات عندما يصل رصيد المخالف مستوى معينا، بدون «أتمتة» نظام قيد المخالفات، والأتمتة تعني وجود بنية تحتية قوية لشبكة كمبيوتر مركزية، وحتى لو سجل الشرطي مخالفة على الورق، يكون ملزما بتحميلها لاحقا في الكمبيوتر المركزي، وفي وجود شبكة كهذه تربط المدن الكبرى سيسهل رصد السيارات المسروقة، وسيارات بوكو حرام التي وصلت الى شرق السودان من غربه.
ومما يفاقم معاناة رجال شرطة المرور، انعدام ثقافة المرور بين المشاة وفئة كبيرة من السائقين، ومارس مسؤولون البوبار عندما تم تزويد بعض الإشارات بعدادات تنازلية توضح متى ستكون الإشارة خضراء او حمراء، ولكن الملاحظ في جميع الإشارات عندنا هو أن السيارات تنطلق بينما في الإشارة الحمراء «باقي روح» لنحو ثلاث أو أربع ثوان، ومعظم حوادث الاصطدام في الإشارات «قاتلة»، وأرى أنه من الخير إلغاء تلك العدادات حتى يجد السائق نفسه ملزما بالتحرك والتوقف عند إضاءة الإشارة المطلوبة تماما
عندما خضعت لاختبار لنيل رخص قيادة سيارة في أواخر سبعينات القرن الماضي، كان «المراقب» ملازم أول شرطة، وواصلت اندفاعي بالسيارة في منعطف فقال لي بإنجليزية فصيحة: Don,t speed or overtake at a loop، أي لا تتخطى سيارة أو تسرع عند منعطف، وظلت تلك العبارة قلادة حول رقبتي منذ يومها، ولكن انظر المنعطف، عند ما يسمى مجازا نفق بري بنهاية شارع الجمهورية، أو عند الدوران يمينا من كوبري كوبر ناحية بحري، أو انظر مدخل نفس الكوبري من ناحية الخرطوم، وستجد اسطولا من الحافلات تسد جميع المسارات، ولا حساب ولا عقاب، بل من حق الحافلة أن تحمل وتنزل الركاب في مداخل ومخارج إشارات المرور مباشرة.
ولشرطة المرور برامج تلفزيونية لنشر التوعية المرورية، وليتهم يركزون على تنبيه المشاة إلى أنه حتى عربة الكارو لا تستطيع أن تفرمل، وشخص ما يقطع الطريق على بعد مترين أمامها، وغياب الوعي المروري لدى المشاة يتجلى عند اجتيازهم لتقاطعات فيها إشارات مرور، فمعظمهم لا يقطع الطريق في خط مستقيم أمام السيارات المتوقفة في الإشارة الحمراء، بل ? إذا تخيلنا أن تقاطع أربع إشارات يشكل «فراغا» مستطيلا أو مربعا ? تجده يقطع تلك المنطقة مشيا بقُطْرها، أي بزاوية حادة من اتجاه الى آخر.
وثمة مشهد لا يليق بشرطي المرور: الجلوس تحت شجرة أو في ظل لوحة إعلانات في تقاطع حيوي، مهما كانت الحركة منسابة بسلاسة، فرغم أنني من «الملكية» إلا أنني أعرف أنه لا يجوز لعسكري أن يكون جالسا لأداء واجب خارج مكتب.
وبعدين ما حكاية السيارات المعتمة تماما، فلا ترى حتى سائقها، بينما وعلى الورق لا يجوز أن يكون التظليل بنسبة أعلى من 30%؟ والتظليل نفسه بدعة جاءت بها الطبقات الطفيلية للإيحاء بأن تحت القبة السوداء شيخ، بينما هو في واقع الأمر «شخص مريب» لديه سبب يجعله يحرص على إخفاء من وما بداخل سيارته.

الصحافة

تعليق واحد

  1. من امن العقوبة اساء الادب السودانيين كلهم عاملين فيها مهمين ومستعجلين مثلا تقيف في الاشارة يجي واحد يقيف بجانبك وهو ماشي في نفس اتجاهك بدلا عن ان يقف خلفك او تكون منعطف يمين تجد من يسد الطريق وهو ينتظر الاشارة للتوجه للامام اوتجد صاحب سيارة جديدة لايهتم بتشغيل اشارة على انه سينعطف يمين اويسار وكل ذلك لعدم اهتمامه بغيره واصرخ واقول قوانين المرور في السودان تفي باغراض الانسياب والمحافظة على حياة الاخرين ورجل المرور يحتاج لذيادة هيبة بعدم التعامل المالي المباشر مع المخالفين يعني الحكومه تصبر حتى ياتي المخالف للترخيص فيجد ماقترفت يداه في شاشة الكمبيوتر وشاشة الموبايل ولا توجد مخالفة اوتسوية لعدم الترخيص ويمكن توزع قيمة الترخيص على مدار العام لانو المعنى واحد للدولة كان دفعت كاش او على اقساط طالما القصد هو التاكد من صلاحية وجاهزية المركبات للسيرعلى هذه الارض البسيط اهلها

  2. من امن العقوبة اساء الادب السودانيين كلهم عاملين فيها مهمين ومستعجلين مثلا تقيف في الاشارة يجي واحد يقيف بجانبك وهو ماشي في نفس اتجاهك بدلا عن ان يقف خلفك او تكون منعطف يمين تجد من يسد الطريق وهو ينتظر الاشارة للتوجه للامام اوتجد صاحب سيارة جديدة لايهتم بتشغيل اشارة على انه سينعطف يمين اويسار وكل ذلك لعدم اهتمامه بغيره واصرخ واقول قوانين المرور في السودان تفي باغراض الانسياب والمحافظة على حياة الاخرين ورجل المرور يحتاج لذيادة هيبة بعدم التعامل المالي المباشر مع المخالفين يعني الحكومه تصبر حتى ياتي المخالف للترخيص فيجد ماقترفت يداه في شاشة الكمبيوتر وشاشة الموبايل ولا توجد مخالفة اوتسوية لعدم الترخيص ويمكن توزع قيمة الترخيص على مدار العام لانو المعنى واحد للدولة كان دفعت كاش او على اقساط طالما القصد هو التاكد من صلاحية وجاهزية المركبات للسيرعلى هذه الارض البسيط اهلها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..