“الموت عطشاً ” في الجزيرة !!

حملت الأنباء على لسان عضو المجلس التشريعي لولاية الجزيرة ، عمار محمد زين الريح عن دائرة 24 القرشي ، وفاة “الطفلة” زينب عبد الله ، بينما هي تحاول نقل المياه من حفير بالقرب من قريتها “أم شديدة البديرية “التابعة لـ24 القرشي !..وقبل إعلان هذا النبأ ، كانت “قروبات” الجزيرة تطلق النداءات للجهات المسئولة لملاحقة العطش الذي يضرب الجزيرة “المروية” !!.. للحد الذي يجعل تصفح هذه القروبات يشعرك بالعطش قبل حلول شهر رمضان المبارك !.
للأسف أن خبر وفاة “زينب” سيمر “مرور الكرام” ، دون اية التفاتة من مسئولي الولاية ، صحيح نحن نؤمن بالقضاء والقدر ، غير أن هذا لا يعفي من مسئوليه عدم توفير المياه لزينب الطفلة الصغيرة التي ماتت وهي تبحث عن ماء .. وغير زينب عشرات من الصغيرات الباحثات عن مياه لا نقول “نقية” بل هي غالبا “ملوثة” ، ولن يعرفهن الناس طالما لم يمتن ، وحتى ان متن عطشا يمكن ان لا يعرف الناس ذلك ان” لم يك ” هناك نائبا في “قامة عمار الريح” الذي أطلق صرخة داوية وهو يخاطب والي الجزيرة محمد طاهر ايلا بالانتباه لخطر العطش.
أزمة مياه الشرب في الجزيرة ليست وليدة اليوم ، فهي تتكرر في كل عام وفي ذات الاشهر. قد يخرج عليك أحد المسئولين أو المختصين ،ليحدثك بأن هناك مسائل “فنية” تقتضي تجفيف القنوات” الترع ” ، استعدادا للموسم الزراعي.. لأمانع من ذلك ولكن هل تجفيف هذه “الترع” لابد ان يصاحبه “تعطيش” الناس ، ومن بينهم من يلقى حتفه جراء البحث عن ماء؟!.. الأمر لا يحتاج عبقرية او عصف ذهني .. فقط يجب ان تعالج هذه القضية ، فمسئولي الجزيرة يعرفون جيدا ان هناك قرى لاتزال تشرب من ماء” الترع” لأنها لم تجد سبيلا اخر لماء نقي ، وحتى هذه المياه يتم تجفيفها ، لدرجة ان البرميل يصل الى 30- او 40 جنيها كونه ينقل من مسافات بعيدة عن القرى “العطشى” !!.
يمكن للفنيين والمهندسين ان يعقدوا “ورشة عمل ” تستمر مدة ساعتين لمعالجة هذه القضية ، بأن يكون تجفيف الترع في فترات متباعدة ، وفقا لتنوع الزراعة “صيفية وشتوية ” ، على ان يصاحب ذلك حفر ابار جوفية ، وأن يتم تحويل قدر يسير من “المنح” “الخليجية” لتوفير مياه الشرب النقية لأهالي الجزيرة الذين قدموا للوطن عطاءا وفيرا ، جعل ذات يوم “الجنية ” شامخا ، وهو يساوي 3 دولارات ، لان مصانع الانجليز لا تدور الا بأقطان طويلة وقصيرة التيلة !!.. بالله عليكم مثل هؤلاء يجب ان يعانوا العطش ؟!.
والي الجزيرة د. محمد طاهر ايلا ،لاشك ان لك نجاحات لا تخفى ، غير ان العطش كفيل بهزيمة كل نجاح مهما روج له ، وأنت أطلقت من قبل شعار “زيرو عطش ” ، فان أفلحت في تحقيق هذه الغاية ،فان أسمك سيسجل بمداد من ذهب ولن تنساه الاجيال القادمة ، فالناس لا يعنيهم تجميل المدن وهم يعانون العطش ..أجعل من أولوياتك معالجة هذا الملف.
مصطفى محكر “الصحافة”
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الايمان بالقضاء والقدر بالمفهوم السوداني (الايمان المطلق) نوع من الجهل، لان الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره مرتبط بالاخذ بالاسباب، والا لما كان هنالك داع مثلا” لمحاكمة سائق متهور دهس مواطنا” فقتله، بمنطق القضاء والقدر، وان يوم المواطن المسكين (تم)، ولما كان هنالك داع لان نذهب للطبيب لان القضاء والقدر يتربص بنا الدوائر وسنموت اذا ذهبنا للطبيب او لم نذهب (لانه لو يومك تم حتموت حتموت)، ولا داعي لكي تذاكر لتنجح لانه مكتوب لك النجاح او الفشل الذي هو قدرك سواء ذاكرت ام لا.
    منتهى الغباء ان نعلق كل شيئ على القضاء والقدر، وهذه الطفلة المسكينة ما كانت (ستموت) لو توفر لها الماء بمنزلها، وماكان يومها (سيتم) لولا انها خرجت لجلب الماء.

    خروج : لماذا يكون معدل عمر الانسان قصيرا” في افريقيا طويلا” في اوروبا؟؟

  2. الايمان بالقضاء والقدر بالمفهوم السوداني (الايمان المطلق) نوع من الجهل، لان الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره مرتبط بالاخذ بالاسباب، والا لما كان هنالك داع مثلا” لمحاكمة سائق متهور دهس مواطنا” فقتله، بمنطق القضاء والقدر، وان يوم المواطن المسكين (تم)، ولما كان هنالك داع لان نذهب للطبيب لان القضاء والقدر يتربص بنا الدوائر وسنموت اذا ذهبنا للطبيب او لم نذهب (لانه لو يومك تم حتموت حتموت)، ولا داعي لكي تذاكر لتنجح لانه مكتوب لك النجاح او الفشل الذي هو قدرك سواء ذاكرت ام لا.
    منتهى الغباء ان نعلق كل شيئ على القضاء والقدر، وهذه الطفلة المسكينة ما كانت (ستموت) لو توفر لها الماء بمنزلها، وماكان يومها (سيتم) لولا انها خرجت لجلب الماء.

    خروج : لماذا يكون معدل عمر الانسان قصيرا” في افريقيا طويلا” في اوروبا؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..