رمضان وامتهان الصبر

كل عام وأنتم بخير، فنحن الآن على بعد مسيرة نحو 27 يوما من شهر رمضان المعظم، ونسأل الله أن يجعله شهرا ربيعيا لمسلمي بلادنا الذين يعانون من انعدام الكهرباء، أو لديهم كهرباء، ولو بنظام «غيب وتعال»، ولكنهم يعانون من شح السيولة النقدية اللازمة، لشراء أنظمة تكييف الهواء، أو تلتهم الجمرة الخبيثة مواردهم المالية، ونسأله تعالي أن يشملنا جميعاً برعايته، فنحن وبقية بلاد العرب العاربة والمستهبلة، دول يتيمة متواكلة، مات أبوها الاتحاد السوفيتي، بينما أمها أمريكا مصابة بأمراض البارانويا وجنون العظمة والسادية.
وما أقسى أن تكون الـ «ماما» غليظة القلب، لا هم لها سوى زينتها ومكانتها وكرشها ذات النزعات الجهنمية، فكلما حشتها بالمال صاحت: هل من مزيد، وفي نوبات هياجها تصيح: يا بنت امسحي المطبخ، وغسلي الحمام، ثم تضرب الولد: لماذا لا تسكت عندما أكون أتابع المسلسل؟ ثم تقف قرب السور وتصيح في الجيران: لو عيالكم ما يبطلوا لعب وإزعاج في الشارع، والله لأفرمهم بالسيارة، ويتدخل الأقارب، وتأتي السيدة فرنسا وتقول للماما: معليش طولي بالك، وأمنحي العيال فرصة ليكبروا ويتعلموا، هؤلاء جهال ومعذورون، فتزداد الماما هيجاناً: هؤلاء ليسوا «جهال»، بل جهلة، لا يجدي معهم غير الردع بالضرب في المليان، وبالمناسبة يا مدام فرنسا، أنت غيرانة مني مثل قريبتك ألمانيا لأنك ضعيفة الشخصية، ولهذا تتعرضان للدعدشة والفركشة، ثم تصيحون يا واشنطن ألحقينا، ثم أنا مش محتاجة لنصائح منك أو منها في طريقة تربية عيالي والتعامل مع جيراني!
والشكوى لغير الله مذلة، ولا سبيل أمامنا سوى السكوت المهين المميت، فقد أصبحنا أمة صائمة عن قولة الحق، وسنصوم الشهر ونكف عن شهوتي البطن والفرج، بعد أن ظللنا ممسكين عن صولات الفكر والأصالة والكرامة، وها نحن في انتظار الثاني عشر من يوليو، وكأنه ليلة القدر، وبعد أن كنا نتوعد أمريكا بأسياف العُشر، صرنا نتغزل بمفاتنها على المكشوف، وننشد ل»نحنن قلبها»: البوس أصدق أنباء من السيف / في الخد أو في البوت، على كيفي
ويفوت علينا أن مغازلة واشنطن في عهد شخص مثل ترامب ووب، ومخاصمتها ووبين، ولو هربنا إلى الأمام من قسوة ماما أمريكا، فأين المهرب من تحرشات بنات أمريكا بالتبني «أعني المنشغلات بالغناء والمزيكا» اللواتي سيملأن شاشاتنا الفضية هشتكة وبشتكة؟ بعد أن قرر القائمون على أمور التلفزة عندنا أن يكون نصف اليوم في رمضان إيماناً واحتسابا، ونصفه الآخر هيجاناً و»اشتهاء» للحوم المحرمة في رمضان وفي غير رمضان، ومعظم البرامج الترفيهية الرمضانية موجهة نحو الرجل، بهدف استثارته كي يروح في تهويمات إلكترونية ويمارس الزنا بعينيه، ويسرح به الخيال، فينسى ما إذا كان الشهر رمضان أو يونيو، وطالما أننا سمحنا للتلفزيونات بأن ترتزق بأجساد مقدمات برامجها الترفيهية في غير رمضان، فما من شك في أنهن سيزدن جرعة الفجور في رمضان الذي بات موسماً لزيادة جرعة الركاكة والوسخ والفجاجة والسماجة واللجاجة، فصار شهر امتحان الصبر شهراً لامتهان الصبر. «الأتراك لم يقصروا مع البنات، فالمسلسلات التركية تصور كل رجل تركي كنموذج للوسامة والرقة والحنان، فصارت نساؤنا يعايرننا بأننا أجلاف، ولا نعرف الود والورد».
والغريب في الأمر أن بعض الفضائيات تعترف ضمناً بأن فتياتها مبطلات للصوم وناقضات للوضوء، وموجبات للغسل، فتسحب بعضاً منهن من شاشاتها خلال شهر رمضان، ربما إدراكاً منها أنه لا مكان للشياطين فيه، ومع أول أيام العيد تعود الواحدة منهن بكامل لياقتها، وقد تدربت على «حركات جديدة تهبل»، وأسأل الله أن يصيب فتيات الفضائيات قليلات الحياء بإسهال مزمن، وغازات الجهاز الهضمي وهن يقدمن برامجهن «لايف» على الهواء مباشرة، حتى يختفين كما «مذيعتنا» التي قالت قبل سنوات في ليلة العيد: انتهى رمضان بخيره وشرِّه.
وكعادتي منذ 15 سنة، وأنا استقبل رمضان، استعيد طلب الراقصة فيفي عبدو لفتوى من شيخ أزهري: هو الرقص حلال في رمضان وللا حلال؟ فكانت الفتوى إن الرقص حرام حتى في غير رمضان، فما كان من فيفي إلا أن أفتت: لو أنا بطلت رقص في رمضان في 13 زمّار وطبّال ما حيقدروش ياكلوا عيش وقطع الأرزاق حرام!!!
الصحافة
متعة والله…. رائع يا جافا.
حتى يختفين كما «مذيعتنا» التي قالت قبل سنوات في ليلة العيد: انتهى رمضان بخيره وشرِّه.
منو القال ليك اختفت ؟
المشكلة ان المديعة فعلا لم تكن تقصد ما قالت ! هي رمية من رامي
متعة والله…. رائع يا جافا.
حتى يختفين كما «مذيعتنا» التي قالت قبل سنوات في ليلة العيد: انتهى رمضان بخيره وشرِّه.
منو القال ليك اختفت ؟
المشكلة ان المديعة فعلا لم تكن تقصد ما قالت ! هي رمية من رامي