فاصل ونواصل

لا أحد يترقب إعلان حكومة الترضيات المرتقبة..الناس في عدوهم و لهاثهم المهلك على مضمارالحياة أملاً في الحصول على لقمة العيش العصية في شاغل عن حكومة الوفاق ـ النسخة الامريكية.. الناس في دوامة ـ تبعات معاشهم من غاز ورغيف ولحم وخضار ومواصلات ـ (على كيفك تفوت ..على كيفك تعال) وعلاج ـ لاـ طائل يُرتجى منه ـ تُهدرـ فيه الأموال تحت مظلة تأمينه ـ (الرقراق) وكل فخاخ القوم من شركات وهمية تعتاش على عرق المساكين ممن يغدون كما الطير من ـ (قومة النباه ما ضاقلو قُوت الفاه) الناس في متاهة البلاد التي أحالها التتار الى مزاد علني كبير يقرعون أجراسه للإعراب والأغراب وكل من هبَّ ولم يدب بعد ..أحالوا البلاد الى ـ ملجة إفترشوا على ارضها ـ أرضنا، عِرضنا..أغراضنا
كل شيء.. كل شيء..كل ـ ما نملك وما ـ لا نملك من حيلة مهدودة ..إفترشوها للبيع …الناس في شاغل عن حكومتهم الكسيحة ..وحدهم المنشغلون بـ(الكيكة الصغيرة والأيادي) ـ الكثيرة المشرئبة صوبها… ثلاثة عقود تطاولت وإستطالت خلالها الأكاذيب الرسمية والإيهام بـ(بكرة الركوب مجان) و بُكراهم سراب.. لا أحد ـ (فايق) ـ ولا بمقدوره الفكاك من أسر تفاصيل المعاش أو يملك قدرة وحيلة للخوض في حكومة الثروة والسلطة الآتية ـ لا ريب فيها كيفما كانت
ثم ما يضير الناس أتت أم أبت الحكومة وقد ألفوا حالة حكومة الفراغ العريض على مدى عقود ثلاثة إعتمد المواطن نفسه حكومة ذاتية يأكل ويشرب ويتعالج ويعلم أبنائه على النفقة الخاصة ويدفع رسوم مياه مضاعفةـ لماسورة ـ بلا مياه وكهرباء الدفع المقدم هو المواطن نفسه من سدد رسوم شبكتها وعدادها ثم ظل يستأجر العداد ـ ملكه الحُر إذعانا وإمعانا في الإذلال
ثم المواطن هو من يعيل الحكومة موفراً لها أساطيل عرباتها ونثريات دستورييها ونافذيها وأسرهم عبر الرسوم المتلتلة والضرائب والأتاوات المفروضة عليه…وكان حري بحكومة الفراغ العريض ان تعتمد المواطن حكومة من حقه رفع علم يخصه لتنتقل هي الى خانة عطالتها المقنعة التي تليق بها… ولعمري أكبر أضحوكة هي مشاركة الحواريون في الحوار المسرحية..فما حيلتهم كحكومة قادمة لوطن لم يترك من سبقهم عليها سوى سراب وبيد جدب؟ اللهم الا ان احتقبوا نحو وزاراتهم وترشيحاتهم وطن جاهز ـ (متكفي)
كل ما سبق حكومة الفقر القادمة من إرهاصات وتصريحات كذوب تبشر بإستثمارات ضخمة تتدفق على البلاد هي محض ـ (جَمة) و(فاصل ونواصل الفساد)… ريثما ينتجون مبررات حديثة وجرعة أكاذيب تتسق مع المرحلة .. ومن حب القوم للسلطة رغم إدمانهم الفشل انهم يحسبون خالدين فيها أبدا غير ان نبرتهم اليوم أقرب الى خواتيم الديناصورات التي عجل برحيلها فساد لسانهم وسياساتهم قبل ريح الربيع العربي الصرصر العاتية…
فطفقنا نسمع ذات عبارات بن علي تونس ومبارك ورهطه ..واليوم ببغاوات وبقايا و ما لفظ اليسار بل وبتر لعضوٍ مريض بعد ان لفظه من إستجار بهم من اسلاميي السياسة ليتقيح اليوم صديده ويتقيأ كل ما في أحشائه المريضة من خبائث يجاري بها عبارات القذافي ـ (جرزان) وزاد من قريحته المنحرفة ـ (نقيق) ـ الضفادع، ولعمري هو نفسه ضفدع ظل يوقع نقيقاً نشاذاً عن كورال القوم الأشتر، وهم في جملتهم محض جوقة أدخلت المصطلح في ـ زنقة.. زنقة ، وفي رواية سودانية ـ أدخلته في ـ (حيص بيص) ولعل ـ الحواريون ـ (براهم جابو لي نفسهم) فكيف لمن وأد الديمقراطية متبجحاً بـ(الزارعنا غير الله الليجي يقلعنا) كيف انتم تحاوروه؟ فهذي بتلك وهذي إستوحاها القوم من أقصوصة الثعلب حينما أوهم الديك بـ(نقطة..صفحة جديدة ولمزيد من الإيهام قام الثعلب عزم الديك على رحلة نيلية ، وفي وسط الماء إحتج عليه يا الديك بتكشح بالتراب مالك وبقت النهاية المحزنة …يوم في يوم …تستاهلو ..وتستاهلو.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]