ليلة المولد وليلة الموتى

«يوحشني» السودان الشقيق «اكتسب هذه الصفة الحميمة، لأنني وكما قد يتذكر من يقرأون مقالاتي بانتظام، عشت معظم سنوات عمري مهاجراً، فمن السعودية الى قطر ثم الامارات ثم قطر ثم بريطانيا ثم قطر، وبين الحين والآخر أزور السودان «ترانزيت» لشهر أو أكثر أو أقل، ولكنني صرت في السنوات الأخيرة أزوره مرتين في السنة على الأقل، وزرته أربع مرات خلال الأشهر التسعة الماضية، بعد أن ألمحت مصادر «موسوق» بها، أنني، وليس تراجي مصطفى من المبشرين بكرسي في الحكومة الوثاقية الموسعة». المهم أن السودان يوحشني على الدوام، ولكن تتهيج شجوني ويشتد حنيني إليه في مناسبات معينة، من بينها ذكرى مولد المصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليم، رغم أن احتفالاتنا بالمولد، تكون في معظمها صخبا لا علاقة له بتلك الذكرى، فعلى مدى 12 يوما يحتشد مئات الآلاف في ساحات بعينها في مختلف المدن، مستمتعين بدقات الدفوف والطبول الصادرة عن سرادقات «المديح النبوي»، وبشراء حلوى السمسم والحمص والفول السوداني، في جو فرائحي تغطي فيه ضحكات الأطفال على هدير الطبول
وما من سوداني إلا ويعرف قصيدة «المولد» للشاعر السوداني العبقري محمد المهدي مجذوب: صلِّ ياربي علي خيرِ البشر/ الذي أسرج في ليلِ سـراء / قمراً أزهـرَ من بدر السماء / يقرأُ الناسَ على أضوائهِ / حكمة الخلقِ وأسرارالبقـاء / من إلهِ قد هدى بالقلمِ / علـَّمَ الإنسانَ مالم يعلمِ?..ليلة المولدِ ياسرالليالي /والجمالِ / وربيع اًفتن الأنفسَ بالسحرِالحلالِ / وهنا حلقةُ شيخِ يرجحِـنُّ / يضرب الطبلة ضربا ًفتئـنُّ وتـرنُّ / ثم ترفَضُّ هديـراً أو تـُجـَنُّ / وحواليـها طبولُ صارخاتِ في الغـُبارِ / حولها الحلقة ماجت في مـدارِ / نفـذت ملء الليالي/ تحت راياتِ طوالِ.
واشتاق للسودان في رمضان، ولكن بالتحديد في بلدتنا الريفية «بدين» في شمال السودان، على عهدي الطفولة والصبا الباكر، وكانت العادة أن يتحلق الرجال حول المائدة الرمضانية من أذان المغرب حتى ما بعد صلاة التراويح، وكان بنا نهم عجيب في رمضان، لأن وجبتي الإفطار والسحور فيه متميزتان، وياما جاهدنا كي نبقي يقظانين كي لا تفوتنا الشعيرية والرز باللبن في السحور، وكان اليوم الرمضاني الكبير بالنسبة للصغار في عموم وسط وشمال السودان هو «الجمعة اليتيمة»، حيث جرت العادة على أن تقوم كل عائلة مات لها قريب في عام ما، بإعداد عادة فتة، وكان أهلي يسمونه «ديورينأشا» أي «عشاء الميتين»، ويعتبرونه صدقة على أرواحهم.
وكنا نعرف البيوت التي عليها تقديم ذلك «العشاء» في موعد وجبة «الغداء»، ونطوف عليها، ونكتفي في غالب الأحوال بالتقاط اللحم كي يبقى في بطوننا متسع لما تقدمه عشرات البيوت، وكنا نتسم في أحيان كثيرة بـ «اللؤم» فنتجاهل بيوت الفقراء الذين كنا نعرف أن إمكاناتهم المالية لا تسمح لهم بالسخاء في تقديم اللحم، ونركز على بيوت البرجوازيين من الموتى، فالبرجوازيون لا يفوتون فرصة حتى لو كانت المناسبة حزينة لإثبات أنهم أعلى شأناً من الآخرين، وبالتالي كان هناك في تصنيفنا موتى خمس نجوم، نحرص على زيارة بيوت ذويهم ونحن موقنون بأنهم سيقدمون لنا وجبة «عليها القيمة»، وموتى «نجمة واحدة» لم نكن نرى أن هناك ما يبرر دخول بيوتهم.
الغريب في الأمر أن المشروم، ذلك الفطر الذي لا يقدم حالياً إلا في المطاعم الراقية، كان عندنا في شمال السودان النوبي طعاماً للفقراء، ويستخدمونه كبديل للحم، والدليل على النظرة الدونية للمشروم هو أنه يسمى باللغة النوبية «كجن قور» أي «علف الحمير»، ذلك أنه كان ينمو على حواف الجداول في المزارع، وكان الناس يقدمونه طعاماً للبهائم، وكانت بعض أنواعه سامة وتسبب نوبات إسهال حتى للبهائم، ودار الزمان وصار أبو الجعافر يجاري المتحضرين ويطلب الوجبات بالمشروم في المطاعم، متناسياً أنه ? وفي عرف أهله ? انحدر إلى مستوى الحمير.
كل عام وجميع أهلي بملايينهم الثلاثين بخير، وركزوا على الأوكسجين في رمضان فهو ضرورة الحياة الوحيدة المتوفرة بلا رسوم.
الصحافة
عافيت منك يا ابو الجعافر كل يوم ناطي بمقال؟
لكن ناس جريدة الصحافة بدفعوا ليك كيف ؟
بالسوداني الواقع واللا بالريال ؟
مشكور على كل حال
ونتمنى لك تقاعد مريح لأنك ما قصرت
هو في اكسجين يا بلدينا؟! كان ما مصدقني امش قسم الحوادث في اي مستشفي!
جميل ولو أن بعضه مكرر يا أبو الجعافر !
اقتباس من ابو الجعافر افتح فوس ((واشتاق للسودان في رمضان، ولكن بالتحديد في بلدتنا الريفية «بدين» في شمال السودان،))
أتاريك يا الجعافر دنقلاوي …. أنا كنت قايلك عربي جزيره ساكت … اللغه العربيه دي جبتيها من وين يا اللخو …. سبلحان الله
اﻻستاذ جعفر
كل عام وانتم بخير…قصيدة المجذوب رحمه الله لم تنقلها كما هي مثال: ليلة المولد يا سر الليالي وجماﻻ فتن اﻻنفس بالسحر الحلال…تحياتي…احد المعلقين مستغرب عن معرفتك للغة العربية!!!
عافيت منك يا ابو الجعافر كل يوم ناطي بمقال؟
لكن ناس جريدة الصحافة بدفعوا ليك كيف ؟
بالسوداني الواقع واللا بالريال ؟
مشكور على كل حال
ونتمنى لك تقاعد مريح لأنك ما قصرت
هو في اكسجين يا بلدينا؟! كان ما مصدقني امش قسم الحوادث في اي مستشفي!
جميل ولو أن بعضه مكرر يا أبو الجعافر !
اقتباس من ابو الجعافر افتح فوس ((واشتاق للسودان في رمضان، ولكن بالتحديد في بلدتنا الريفية «بدين» في شمال السودان،))
أتاريك يا الجعافر دنقلاوي …. أنا كنت قايلك عربي جزيره ساكت … اللغه العربيه دي جبتيها من وين يا اللخو …. سبلحان الله
اﻻستاذ جعفر
كل عام وانتم بخير…قصيدة المجذوب رحمه الله لم تنقلها كما هي مثال: ليلة المولد يا سر الليالي وجماﻻ فتن اﻻنفس بالسحر الحلال…تحياتي…احد المعلقين مستغرب عن معرفتك للغة العربية!!!