الانتماء لأمة مقهورة !ا

تراســـيم..

الانتماء لأمة مقهورة !!

عبد الباقي الظافر

رجلان من قادة الحزب الحاكم كانا غارقين في مكالمة هاتفية ..ولما وصل الحديث الى منطقة حرجة عنوانها قوش..استأذن اكثرهما حكمة وطلب من اخيه الالتقاء كفاحا..عندما لا يطمئن الكبار حتى على هواتفهم يعني ذلك ان البلاد انجرفت نحو منزلق التقديرات الامنية ..في هذه المرحلة يتجسس الجميع على الجميع ..ويصبح صوت اهل المعلومات عاليا..تلك علامات ما قبل الانهيار. أمس الاول غابت صحيفتكم التيار عن معانقتكم صباحا ..لم تتعطل المطبعة في اداء واجبها ..لم يتأخر الصحافيون في اداء مهامهم ..تقديرات امنية رأت الصحيفة تستحق الزجر ..كان بالامكان تحقيق ذلك عبر القانون والقضاء ..ولكن اذا كان هنالك حائط قصير لن يجتهد من بيدهم الامر في تكبد المشاق. غاب الشيخ الترابي في عزلة اجبارية امتدت نحو مائة يوم ..الحكومة احتاطت لمثل هذا الظرف ..سنت قانونا يبيح لها اعتقال من تريد الى نحو شهر ونصف ..ثم ذات القانون منحها فترة سماح اضافية تتيح لها اعتقال المغضوب عليهم لاكثر من خمسة واربعين يوما ..طلب منها في هذه الحالة فقط اخطار كيان اسمه مجلس الأمن الوطني ..لكن حتى هذا الخيار لم تفعله الحكومة وحبست الشيخ الكبير الى ماشاءت التقديرات الشخصية ..وأول تصريح للترابي بعد مغادرته للسجن رمى رموز الحكومة بالطغيان ومناصرة المفسدين ..هذا يؤكد ان اساليب الاذلال لا تفيد ..انها بضاعة قديمة لا تصلح للتداول في عهد (الفيس بوك ). المعادلة السياسية المجربة تقول كلما زادت الحكومة من قهرها تزايدت معدلات التمرد ضدها..في مصر التي كانت فيها بعض مساحات الحرية كانت الانتفاضة الشعبية اكثر سلمية وأعمق عقلانية ..في جماهيرية العقيد اضطر الشعب الليبي الثائر ان يحمل السلاح ليحمي نفسه من السفاح ..ذات الملاحظة يمكن رؤيتها في اليمن ..صنعاء التي تتمتع ببعض زخارف التعددية كانت انتفاضتها ناعمة ..اليمن الذي يتسلح فيه الافراد بالرباعي ويحوز شيوخ القبائل على الدبابات والمدرعات واجه الرئيس صالح بالمسيرات السلمية التى تطالبه بالرحيل بأعجل ما تيسر. ان العبرة تنفع المؤمنين ..من كان يتصور مثل هذا المصير للجنرال قوش الذى توعد بعض شعبه بتقطيع الاوصال ..الجنرال المهيب بعد أن طرد من اركان القصر ..وجد من يضايقه حتى في امانة العاملين في الحزب الحاكم ..قوش اعتمد كثيرا على التقديرات الامنية ..ولكن في نهاية يوم ما وجد الحساب لم يكن كذلك . القهر جعلنا أحد شعرائنا الافذاذ ينسج قصيدة عنوانها (ملعون ابوك بلد ).. وغياب الحريات في السودان عبر عنه اديبنا الطيب صالح بكلمة بليغة (انتمي لأمة مقهورة ) . واقع حالنا يقول ان حكومتنا مصاب بحالة من العمى النهاري ..في موسم الثورات العربية تظن حكومتنا ان الاشياء هي الاشياء .

التيار

تعليق واحد

  1. من اهم اعراض مرض الانفصام هو الاسقاط
    فلقد اتاح النظام بسلوكياتة المشينة والبعيدة عن العدالة واحترام حقوق الانسان وترفيع الاغبياة ليصبحوا ولاة ووزراء الفرص اامام الجميع لاسقاط فشلهم ورمي النظام به
    اعني
    1- المواطن السوداني لا يؤدي عمله باالجودة المطلوبة
    2- المواطن السوداني لا يحترم اخلاقيات المجتمع
    3- انظروا لسلوك الرعاع الجدد فكل من اشتري باالاقصاد عربة اوقفها امام اول بنت في الطريق
    4-غياب الفهم الديمقراطي في المعاملة مع الزوجة والابناء
    5-السلوك المنحرف سمة عامة عن\نا
    الوطن جميعه في حوجة للعلاج النفسى للسير في جادة السبيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..