رأس الشيطان

كم مرة غيَّرالنظام القائم وجهه وبدل مسمياته كحكومة، كما يستبدل منسوبيها أحزيتهم؟.. وكم مرة إكتشف المواطن بأن التغيير محض مظهر بلا جوهر؟ .. كم مرة أعاد النظام مسلسه الممل دون مشاهدة تذكر او أدنى إهتمام يوليه المواطن المنشغل بمسلسل معاشه الذى تجاوز في عدد حلقاته قصص وسيناريوهات أسامة انور عكاشة بل حطم الرقم القياسي لحلقات مسلسل ـ دلس ـ الشهير، لو تذكرون…(حيكومات تجي وحيكومات تغور..تحكم بالحِجي والدجل الكجور) ولا تغيير يذكر في السياسات
بل هو تغيير في وجوه الساسة ليس أكثر، وهو لا يعد تغيير طالما القادمون الجدد إخوة ورفاق السابقين رتعوا وتربوا في بيت واحد ورضعوا من ذات ثدي الإسلاموية وتغذوا على فساد وخبائث الأهداف، فمضوا في غاياتهم الدنيئة يتاجرون باسم الدين ويحتكمون في فسادهم الى فقه الضرورة والتحلل … الى آخر منجيات ومخارجات آثامهم غير شاغلي النفس بسماحة الإسلام وعدله بـ(والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها) وهنا مكمن الداء وأس البلاء والازمة التي يبررون. صديقي المصرفي والخبير الإقتصادي ـ صاحب التساؤلات المباغتة قبل أيام ،ونحن حيارى كما سائر هذا الشعب المغلوب على أمره ـ من أمر هذا النظام الذى أهدر من عمر البلاد عقود ثلاثة في الشعارات الجوفاء التي لم ينجز منها سوي جرجرة البلاد الى العزلة وكل ما نحن فيه اليوم من ـ (حيص بيص) طرح على سؤالاً غاية في الأهمية: ماهي مصلحة امريكا في تحولها وتحسين سياساتها المفاجيء مع النظام بل ورفعها للعقوبات جزئياً وهي في إتجاهها لرفعها كلياً؟ وكانت الإجابة عندي خوض في سيرة النظام ومفسداته وجاء ذلك في شرحٍ مطول أوجزه فيما يلي.. آخيرا وبعد كل هذه الفترة إكتشفت امريكا ومعها الغرب بأن العقوبات المفروضة على الخرطوم لم تحرز النتيجة المطلوبة ، بل انها ـ العقوبات جاءت بـ(الساحِق والماحِق، والبلاء المتلاحق) ووبالاً على امريكا وصويحباتها بالإتحاد الاوربي.، خلال فترة العقوبات برزت حوجة نظام الخرطوم الإسلاموي للنقد الأجنبي ليتمكنوا من الصرف على مشروعهم الإسلاموي الهدام في ظل الحصار الذي نجح في تجفيف جيوبهم من الدولار، ولا نقول الخزينة العامة إذ فقدت دورها مبكراً منذ مجيئهم، وأصبحت عاطلة بلا شغلٍ أو مشغلة وهذا التجفيف دفعهم للإعتماد على الأنشطة المحرمة دوليا، فولغ القوم في التعاون مع مافيا الإتجار في البشر، وكما أصبحت البلاد بفضلهم جسراً عظيما لكل الجرائم العابرة ، فأصبحت بورتسودان مرسى آمناً للسفن المحملة بالمخدرات بكل أنواعها ،كما إشتهرت الخرطوم كأكبر مغسلة للأموال القذرة.. وكذلك تحولت الخرطوم لأكبر حاضنة للإرهاب ، هذا السلوك الإسلاموي للنظام بات من أكبر مهددات الأمن والإستقرار لامريكا وصويحباتها الأروبية، وبديهيان تسن امريكا سياسات وقرارات تحد من حركة السودانيين بوصفهم غير مرغوب فيهم كجنسيات منتجة للدمار بعد ان فشلت امريكا في الحد منهم بتصنيف السودان ضمن ـ محور الشرـ وهو عندي لا يرقى لحجم ما ينتجه القوم من شرور وكان الأنسب وصفهم بـ(رأس الشيطان) وما بين المسمىى الأصل لحي كان ببورتسوان قبل موجة التأصيل التي جرفته بكل إباحياته وإستبدلته من قواميس المشروع الحضاري، بينه والمستعار علائق قربى ووشائج منهاج، وبذلك أصبح اسم السودان حاضر في كل ملف تحقيق أمسك به (السي. آي .ايه)أو لم يمسك…حادثة المدمرة كوول بميناء عدن وقد دفع المواطن مايلي حصة النظام من تعويضات ضحاياها، مصنع الشفاء،ومقتل غرانفيل، تهريب السلاح لحماس، محاولة إغتيال حسني مبارك بأديس أبابا، ، والقائمة تطول.. ووليس ببعيد على القوم انهم طرف أصيل في ثغب الأوزون بهمجيتهم ورعونتهم.
كل هذه السيرة الشريرة أو ـ للدقة ـ الشيطانية ـ لم تترك للامريكان ليكم تسلحناـ ما قبل الإنبطاحة ولحس المشروع الحضاري ـ لم تترك لهم خيارا سوى للسلم والتقرب الى الشيطان الأكبرـ مُنتِج ـ القلاقل، والكوارث بالعالم أجمع، وبذلك تدفقت الإستثمارات كما تقول التصريحات بفضل الخنوع وإذعان الخرطوم لعصا الستة أشهر، هذا ما إجبت به صديقي المصرفي ، إلا انه باغتني بمقاطعة إستفهامية : لماذا لم يلجأ الامريكان لخيار تغيير نظام الخرطوم ؟ يا صديقي لا وقت لأمريكا المنشغلة بأمنها القومي تهدره في التجريب، إلا ان صديقي الذي تركته مستريباً لتحليلي المتواضع وجدته وقد إقتنع آخيرا به إثر تلقيه تحليل مشابه كما وقع الحافر على الحافر بثاه القروب على الأسفير..وتلك قصة ماما امريكا مع القوم.. وغدا تشاهدون وجها مسخا لحكومة شوهاء .
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]