الحكومة وذكاءها الخارق

ما أن تتورط الحكومة وتدخل في أحد المأزق، سرعان ما نجدها تهرول نحو( جدادهاالإلكتروني)بعد أن هجر أغلب المثقفين والمواطنين لسوائل إعلامها البائسة من قنوات تلفزيونية وأذاعية وصحفها الصفراء، لتسميم الفضاء الالكتروني الذي أصبح متنفساً ومصدراً هاماً لتدوال الأخبار والحوارات،لتغيير أتجاه الحوار من مأزقها إلي أشياء ومواضيع تافة وغالباً ما تكون،إتهامات لشرفاء البلاد وشبابه ونسائه وأحياناً الأطفال وحتى الدول لم تسلم من ذلك معتقدتاً في ذلك ذكاءاً خارقاً منها.
ما يؤسف له إنجرار الكثير من المستنيرين وراء هذه الأخبار وتداولها أو المشاركة في حوارتها دون تأثير في ما يثار رغم البيانات الواضحة والفاضحة بأنه لا أساس لها من الصحة،أكثر المواضيع التي أدهشتنى وزادتنى يقيناً بأن الحكومة تستخدم غباءها أحياناً لتبرير أو تمرير بعض الأشياء، مثال على ذلك الضجة التي حدثت بعد توصيت مجلس الأمن بالإجماع على تمديد القرار رقم (1591) الذي يتعلق بحظر بيع الأسلحة للحكومة السودانية وهو مرتبط بجرائم الحكومة في دارفور ولا علاقة له بأى عقوبات إقتصادية.
الطريف في الأمر أن الحكومة من دون كل الدول التي وافقت على تمديد القرار لمدة عام ومن ضمنها حليفتها والمغتصبة الأخري لأراضي السودان،لم تتجرأ بذكر أى دولة من تلك الدول إلاٌ مصر لأسباب معروفة للجميع طبعاً، استغلت الحكومةالموضوع لتغطية فشلها في الحوار والإستفزازت العسكرية المصرية وغيرها من الأمور .
أنتهت بكل برود مثلما بدأت وغيرها هذه الحادثة لتطل علينا فبركة (فيديو عبدالواحد) ومن بعده مسألة الشاب البارون،لا لشيءسواء أن تكسب الحكومة مزيداً من الوقت ومزيداً من إلهاء مناوئيها وشغلهم بسفاسف الأمور وإدخالهم في معارك وهمية بدلاً من المعركة الحقيقة وهي تعريتها وفضحها والدعوة لإسقاطها بكل السبل ولكن للأسف كلنا ننجر وراء ذلك .
هل لنا من ميثاق يجرم نشر أو تدوال كل تنشره الحكومة من أكاذيب وفبركات ..؟

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..