أخبار السودان

الطموح على أجنحة العقوق ..!

ليس في الشان الداخلي ماهو جديد بالقدر الذي يشد الأنامل ناحية لوحة المفاتيح ..ولا يحفز العقل لينشط في تحليل ما هو جامد في ثلاجة تشكيل الحكومة الجديدة الذي طال إنتظار ذوبانه على مواعين الحوار الكثيرة العدد حتى صار الموعودون حلما بالتوزير أوالنيابة أو المدعوون يتثاءبون كمن رمى سنارة في ماء راكد..آملا أن يغشاه السمك مثلما لم يحيط به اليأس على حافة ذلك الجدول ولم يفقد الأمل ولو جرى سراباً بين العيون !
قضية كمال عمر قتلها الكتاب والكاتبات و زملاؤه الناقمون على صعوده الى كتف الحزب بزانة الشيخ الراحل .. حتى إكتسب المحامي المثير للجدل شهرة جديدة لفتت النظر اليه ..وهوفي الحالتين أعتبره كاسبا ..إن عاد عن استقالته كعضو بالمؤتمر الشعبي أو حنّ الى الحضن الأول المؤتمر الوطني.. فقد سلطت عليه دفقات من الأضواء التي لم يكن يحلم بها وردمت له بايد غيره تلك الفجوة التي فاته بها كبار دهاقنة الحركة الإسلامية الذين يعتبرونه أبنا غير أصيل من صلبها !
و على ذكر البنوة فالأحرف تأخذني بعيدا الى خارج الحدود لآكتب شيئاً عن بنت زعيم الحركة الوطنية العنصرية الفرنسية جان لوبان ..تلك السيدة الشابة ماريني والتي وإن إختلفنا مع نهجها الشعوبي و تطرفها اليميني اللا معقول ..ولكن هنالك حقيقة لابد أن نؤمن عليها بحياد وإنصاف ..فهي سيدة لا يعرف اليأس طريقا الى قلبها الحجر الذي لم يرحم حتى أبوة و شيخوخة والدها فأقصته عن الحزب ومنعته عن مجرد التحدث باسمه وانطلقت تبحث عند جماهر الناخبين وسيلة الى رئاسة الجمهورية الخامسة ..فتصارعت مع الجميع وتساقط بعضهم تحت ضرباتها المؤلمة في الحلبة ..إلا ذلك الشاب السيد أمانويل ماكرون الذي يصغرها بعشرية كاملة وقد تصدى لها بعد أن تضامن معه كل المنافسين الخارجون من الإستحقاق فاسقطوها دفعا معه في الجولة الثانية بعد أن عرقلت خُطى فوزه في الأولى !
ويبقى السؤال بعد سقوطها المشرّف في نظر ناخبيها ! هل ستواصل تلك المرأة المطلقة مرتين مشوارها السياسي إصراراً على بلوغ حلمها الأكبر صعوداً بأجنحة عقوقها العنيد ..مثلما لم ييأس الراحل فرانسوا ميتران اليساري الذكي الذي كرر التجربة سقوطاً أكثر من مرة ولكنه نجح في المحاولة الأخيرة متخطيا في السباق كل أفراس الحركة الديجولية وغيرهم فسكن القصر الرئاسي العريق ودخل الى نادي كبار الزعماء في العالم من أوسع أبواب التاريخ !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..