تمتلئ بها الأرفف والأدراج.. هل تنفض الحكومة الجديدة الغبار عن التقارير الجيدة

بسبب سنوات الغربة كثير ما اجد نفسي في المطبخ (راجع قصتنا بيض سوداني) الراكوبة .ورغم نجاحي في عمل العديد من الوجبات إلا اني كنت افشل في عمل الأزر رغم سهولته.والسبب البداية غير الصحيحة.
التغيير تحتفي به الشعوب حتى وإن كان جزئي. الكثيرون قابلوا الحكومات السابقة بالشكوك والظنون واحيانا العداء.وهذه بدايات لا تساعد على تقديم المقترحات البناءة .لنجرب أمر مختلف مع الحكومة الجديدة. نحن نعرف انها لا تمثل كل الطيف السوداني. لكنهاعلى الاقل ستدير شئون السودان الداخلية وتمثل السودان في الشئون الخارجية في الفترة القادمة. لنقدم لها بعض الأفكار التي قد تعينها على تقديم أداء أفضل. لنستثمر فيها علما ونرج ان يكون فيه ما منفعة للعباد ومصلحة للبلاد.
نقترح على الحكومة الجديدة تبني بدايات غير تقليدية. بدل من الإنشغال بحفلات استقبال الوزراء الجدد نقترح ان ينشغل كل العاملين في الوزرات بمراجعة الملفات المكدسة في الدواليب . يمكن تخصيص يوم في الشهر للأرشيف. قراءة كل التقارير وإستخراج المقترحات التي كتبها السابقون. هنالك أوراق كثيرة وتقارير عديدة بعضها جيد وواقعي وصادق وبعضها طموح وخيالي وبعضها مزيف يعج بإنجازات على الورق فقط. الأرفف والأدراج بها توصيات مفيدة ومقترحات جيدة. لكن البعض لا يكلف نفسه عناء قراءتها وإستخلاص مقترحات منها أو استبناط افكار جديدة . أغلب الظن انهم سيجدون في هذه التقارير خطط جيدة وافكار ذكية وعلى اقل تقدير سيجد المثابرون فيها تجارب تضيف إليهم معرفة وخبرات تساعدهم في إجتراح الجديد المفيد . بعض هذه التقارير تحتوي على أفكار سابقة لزمانها . بعضها لم يعرف مسؤولو القفز بالزانة أهميته وبعضها لم يجد مسئول جرئ يتبناه وبعضها تم ركنه لمجرد انه جاء ممن لم يهتف للسلطة آنذاك أو لم يتملق مسئول ما.
نقترح ايضا ان تجري الحكومة الجديدة مراجعات شاملة لمبانيها وموظفيها ومواردها. ستجد الحكومة الكثير من (الهنالكات).
هنالك اناس يحتلون مواقع مهمة ووظائف عليا ويعطلونها بقدراتهم الخاملة. .هناك مخصصات وحوفز ضخمة تذهب إلى جيوب البعض دون انتاج يساويها. وهنالك اناس يقومون بإقصاء واحيانا إبعاد الناجحين فقط لأنهم هم انفسهم فاشلون. هنالك من يتربع على وظيفة مهمة ويعطل لها فقط لانه قريب شخص مهم او ان اسمه في كشوفات الحزب الحاكم أو يجيد التملق أو الهتاف. هنالك جعجات كثيرة بلا طحن. والأسوأ ان هؤلاء الفاشلون يحرمون السودان من كفاءات وعقول وقدرات متمبزة.لأنهم يشغلون دون حق مناصب اكبر من قدراتهم. مواقع لم يحصلوا عليها بالمنافسة الشريفة أو الكفاءة. وهنالك من تقوم السلطة بتسكينهم في مؤسساتها ومجالسها وشركاتها في مجالس ادارات وتخصص لهم الميزانيات ويقومون بالتضخيمات الإعلامية للإنجازات الوهمية والمهرجانات والمؤتمرات والسفريات والمشاركات الخارجية. واحيانا يتنج فرد ما في ركن مكتبة عامة اكثر من هذا (المدلل السلطوي).انها سياسة تسكين الموالين على حساب المواطن المسكين. من مشكلاتنا المفتعلة السند الوظيفي لشخص ما من قبل مسئول رفيع يمنعه من المساءلة. احيانا تمنحه السلطة حصانة الرسمية ضد المساءلة والمحاسبة .ولأنهم لم يشغلوا هذه المواقع بسسبب الكفاءة والخبرة ولأنهم يأخذون الحوافز والمخصصات دون انجازات حقيقية ولأنهم يسندون ظهورهم على جدار السلطة ويتمتعون بحمايتها وحصانتها فإنهم عادة ما يفشلون في اداء مهامهم التي ياخذون بسسببها هذه المخصصات والحوافز الضخمة. ولهذا هم غير ودودين مع الصحفيين وحتى مع المواطن العادي التي تسوقه أعمال ما إلى مكاتبهم .
بالمقابل نجد هنالك الإحساس بالظلم. سواء كان حقيقي أو متوهم. هنالك عدم تقدير لمجهودات الكفء بينما يأخذ الخامل مقابل اكثر.وهذا إن حدث – رغم ذلك- نجد فيه جانب مشرق. نرجو ان يفطن له العاقل حتى لا يوقف بذله. فمن تجاوز عطاؤه أجره فإنه يجد مقابله بطريقة ما. فلا شئي يضيع سدىً.
ايضا هنالك العديد من المباني الكبيرة والمكاتب الفخيمة التي لا يخرج منها مردود يذكر. مباني حكومية فاخرة لا تستخدم لصالح السودان .هنالك الكفاءت المعطلة. والخبرات غير المستقلة. هنالك العقول الذكية والسواعد القوية.هنالك الحواسيب الحديثة والأجهزة الذكية والبرامج المتطورة .هنالك السيارات الفارهة والمكتبات التي تعج بالكتب والمراجع. وهنالك القاعات الشاغرة معظم الوقت.
هنالك ميزانيات ضخمة تصرف وعائد قليل. لهذا تنهزم الدولة امام مشكلات بسيطة وتقف محتارة امام مشكلاتها الأساسية و تتراجع امام التحديات الجديدة. وكثيراما تقوم بترحيل المشكلات للسنوات القادمة. وهكذا تتزايد عُقَدها و تستهلك ميزانيات اكبر ووقت ثمين وجهود أغزر
بصفة عامة يمكن القول ان هنالك الكثبر من الموراد والقدرات معطلة لجهل من يتحكمون بها عن كيفية الإفادة منها. وجهل البعض بأهميتها.
لنتذكر ان المردود كثير ما يكون ضعيف بسبب عدم التخطيط السليم. وان تم التخطيط هنالك عدم المتابعة والرقابة.هنالك المجاملات وعدم تنظيم الوقت والعادات الضارة وضعف الثقافة الغذائية والجو الحار.بالإضافة إلى عدم الإلمام البعض بقواعد العمل وعدم فهم البعض لطبيعة الوظيفة ودورها في خدمة البلد ولعدم تطوير القدرات وعدم معرفة المجالات المجاورة للوظيفة. لكن لحسن الحظ السودان لا يزال بخير والحمدلله . هنالك الخبرات وهنالك المخلصون الذين يقدمون للناس ويقومون بأعمالهم بتفان اكثر مما يأخذون من الدولة. البعض يدخل يده في جيبه لإكمال عمل عام. ونسأل الله ان يوفقهم لقضاء حوائج الناس ويتقبل منهم الطيب من الأعمال .
نقترح ايضا تفعيل المواقع التي تتعطل شهور بسسب طبيعة عملها. هنالك مواقع تكون اعمالها موسمية .لا يعني هذا ان تظل معطلة باقي العام بل على مسئوليها إبتكار وسائل تجعلها تقدم شيئا ما لصالح السودان. تفكير يساعد على الإفادة من جهود العاملين و مكاتبها ومكتباتها وساحاتها في أعمال تنفع الناس. حتى يحللوا اجورهم في الدنيا ويؤهلوا انفسهم لأجور في الآخرة.
كما انهم بذلك يكتسبون خبرات تفيدهم في حياتهم ويستفيد منها غيرهم وتتناقلها الأجيال بعدهم علما نافعا.
بمراجعة المكاتب الحكومية ومراقبة الأداء.يستطيع المسؤلون الجدد أن ينفضوا الغبار عن كثير من الملفات. ان يقوموا بحل المشكلات برؤى جديدة. ان تتم مراجعة الميزانيات واوجه الصرف كل شهر وكل ربع في السنة. وهو عمل تقوم به اصغر جمعية في اصغر حي. عمل تطوعي لا يأخذ عضو اللجنة مقابله مال. ومع ذلك يقضي الكثير من حوائج الناس. المهم هو الشعور الداخلي والرغبة الحقيقة في خدمة الناس.
البدايات الجيدة تؤدي إلى نهايات مُرْضِية.
وبالعودة للأزر هل يشرح لي احد كيف يمكن إعداد قهوة سودانية قوية ؟
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..