نظام .. ( أم جلاجل )

على خلاف البلاد التي يحكمها النظام الرئاسي المباشر كالولايات المتحدة أو النظام المشترك الرئاسي / برلماني ..كفرنسا مثلاً.
ففي كثير من بلاد العالم التي تحكمها ديمقراطية النظم البرلمانية مثل بريطانيا و إيطاليا واليونان وحتى على النطاق الإقليمي هنا كالمغرب ولبنان .. تتأخرو تتعثرعادة وتنفرج عمليات تشكيل الحكومات في ضوء تعقيدات التحالفات الحزبية إتفاقاً أو إختلافاً وتبعا لأوزان كل حزب في نتائج الإستحقاق الإنتخابي دون تدخل من السلطة الدستورية الأولى كالملك أو رئيس الجمهورية ومن موقع الحياد التام ..إلا في حدود إستخدام سلطته الدستورية في تسمية و تكليف رئيس الوزراء من حزب الأغلبية اوبناء على الإتفاق المبرم بين أكثر من حزب بتشكيل الحكومة .. اللهم إلا إذا إستثنينا الحالة الخاصة بدولة لبنان التي تحكمها عناصر المحاصصات الطائفية الدينية والقوى المسلحة الموازية للجيش الحكومي بل المتفوقة عليه نفوذا وتسليحا وتأثيرها المباشر في كل حركة سياسية أو دستورية بما في ذلك جعلها لرئيس الجمهورية نفسه بيدقاً في رقعة مزاجها !
لكن أغرب النظم الذي يستحيل فرزه بصورة واضحة هو نظام حكم الإنقاذ الذي يقع في منطقة
( أم جلاجل )
كما يقول المثل السوداني كناية على حالة الجنس الشوهاء لشخص ما ..لا هومصنف كأنثى ولا هو راجل !
فالرئيس هو الشخص الأوحد الحاكم للدولة و الحزب و الجيش والآمر للبرلمان بتفصيل ما يناسب جسد سلطته وهو الذي يجعل أرتال المتحاورين لا المنتخبين تقف ليحدد من يختار منهم في حكومة لم تتعثر عملية تشكيلها لآن برامج التحالفات تتشعب رؤاها حول تجاوزمعضلات المرحلة كل حسب نظرته الوطنية .. بل عسر ولادتها ناتج عن أن ذئب الدولة الأوحد يريد أن يأخذ لنفسه وحزبه من فطيسة الحوار ما طاب له من عفنها ليرمي لبقية الجراء جلافيط الرمة النتنة ..ولا عزاء لشعبنا إلا أن يضع كلتا يديه في أنفه تجنبا لرائحةالصفقة المعلومة الهدف والمحبوكة مؤامرتها اساساً لإنقاذ اللصوص الذين سرقوا السلطة متحالفين وإنفضوا مختلفين في القسمة ثم تقاربوا بعد أن ضاقت على رقابهم حبال القصاص وهم الخائفون من مصيرهم في محاكم الدنيا أكثر من مخافتهم من حساب يوم الدين ..!
[email][email protected][/email]